الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست هذه المرجية منكم يا أولاد عمومتنا

نجيب أحمد كريم

2009 / 6 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


للخوض في العلاقات العراقية الكويتية لااحبذ الدخول الى دهاليز التاريخ المظلمة للبحث عن الاوراق الصفراء وما تحفظها من احداث ووقائع , اختلف عليها ومازال يختلف عليها الكثيرون , من اتفاقية الحماية التي وقع عليها الشيخ مبارك الصباح مع الانكليز في العام 1899وحتى استقلال الكويت في العام 1961 كدولة عربية مستقلة ذات سيادة تامة , مثلما نصت المادة الاولى من الدستور الكويتي على ذلك , وما تخللت ذلك التاريخ من خلافات واختلافات حول اصل منحدر الشعب الكويتي بين قائل بكونه من نجد في السعودية الحالية , وآخريؤكد بانه من الزبير في العراق الحالي, وكذلك عدم الاتفاق حول الحدود الدولية بين البلدين , منذ اتفاق ترسيم الحدود بين البريطانيين والدولة العثمانية في 29 يوليو من العام 1913 وحتى لحظتنا الراهنة . ولتشكيل تصور عملي واضح حول طبيعة العلاقة الحالية بين الدولتين , ارى ان تكون البداية من حرب الخليج الأولى , حيث كانت أنظمة الحكم المشيخية الخليجية , من دون استثناء , تقدم كل اشكال المساعدة ل _ حامي البوابة الشرقية للأمة العربية _ وفق المعادلة القائلة ( منا المال , ومنكم الرجال ) , تلك المساعدات التي ساهمت , مع اسباب اخرى غيرها , في استمرار المطحنة البشرية المرعبة حينها , ولسنا هنا بصدد تحديد من نصبها , لتطحن طيلة ثمانية سنوات مفزعة مئات الالاف من خيرة الرجال , ولتشكل بداية النهاية للسلطة الصدامية وكذلك للدولة العراقية التي بنيت بعرق اجيال العراقيين , ودموعهم , ودمائهم , ليتحمل الجيل الحالي مشقة وعناء بنائها من جديد , وسط معاول الهدم المتكالبة عليها من جميع الاتجاهات , ويجدر هنا التذكير , بان كل الدعم والاسناد والمساعدات التي قدمت للعراق ( كنظام حكم , وليس كشعب ) كانت بدوافع تقتضيها مصالح حكام الخليج بمن فيهم الكويتيون من آل الصباح , لتصبح صدور اللعراقيين مرمى للرصاص الايراني الذي رفعت طغمة الملالي منها شعار تصدير الثورة بعد السطو على ثمار ثورة الشعب الايراني ضد الشاه المقبور شريك المستبدين في قمع شعوبهم _ بجميع حركات التحرر الشعبية , على اختلاف توجهاتها الفكرية , وايديولوجياتها _ . وليتحول الدم العراقي الطاهر ثمنا لاحتفاظ ملوك وامراء الخليج بكراسيهم التي شكل ذلك الشعار الغبي ( تصدير الثورة ) تهديدا فعليا لها . وكان من تداعيات كل ذلك أن كبل العراق بالديون القذرة التي نعاني حتى الان من وطأتها الظالمة . لست هنا بمعرض السرد التاريخي , لكني في غمرة اجترار الهم العراقي لسنوات ما بعد الحرب . حيث ما أن وضعت اوزارها حتى أرتكب النظام المقبور حماقته الأخرى في جريمته بغزو الكويت , والتي انتجت ماسمي بحرب الخليج الثانية , وما اعقبتها من اجراءات معروفة أنتهت بأخراج الجيش العراقي من الكويت واعادته مرة اخرى لآل الصباح وصدور القرارات الأممية التي وضعت العراق تحت البند السابع , لتبدأ صفحة اخرى من صفحات الأبادة للشعب العراقي ب( أرادة دولية ) أدمنت التفرج على عذابات العراقيين لعقود طويلة . وما ان تنفس العراقيون الصعداء بخلاصهم من قبضة صدام المقبور بعد العام 2003 حتى تكالبت الوحوش بمخالبها الداعرة لتنهش في لحمنا وتكسر عظمنا وتوئد احلامنا وتقتل امالنا في وطن نأمل في أن نرتاح في ربوعه مثل باقي خلق الله _ ومنهم الخليجيون أبناء عمومتنا _ . ففي وقت يتنازل فيه ( الغريب ) عن مستحقاته المالية , كأعتراف ضمني وعملي ب _لاعدالة _ أن يتحمل الشعب العراقي وزر حماقات نظامه البائد , يصفعنا اخوتنا في العروبة بمطالباتهم اللآأخلاقية في عدم اخراج العراق من طائلة البند السابع ليظلوا يرهقوننا بالتعويضات المخصصة لهم وفق القرارات التي صدرت وفق هذا البند اللعين . الا يعني هذا موقفا عدائيا أو غير ودي وأخوي على الأقل , تجاه شعب العراق ككل ؟؟ وليس تجاه حكومته الوطنية المنتخبة فقط ؟؟ مما يسقط كل الشعارات التي تسلط عن طريقها على رقابنا المتسلطون ؟؟!! ويضع ممثلي الشعب العراقي وحكومتهم الوطنية أمام مسؤولية أيجاد مخرج قانوني لهذه الأشكالية , بكل الوسائل الحضارية المتاحة وفقا للقانون , واعتمادا على الشرعية التي يتمتع بها هؤلاء السادة المنتخبون , وبالأستفادة من علاقات العراق الجديد الوطيدة مع أغلب دول العالم , وعن طريق القنوات السياسية والدبلوماسية والقانونية , وليس استثمار الموضوع في صراعات داخلية جانبية , من قبيل ألقاء اللوم على الدبلوماسية العراقية , التي بذلت جهدا جبارا في أعادة العراق الى الحضيرة الدولية , بعد أن اخرجتها منها حماقات الحمقى , سابقا ولاحقا , . وليس أيضا بمطالبات شعاراتية أنتخابية من قبيل مطالبة الكويت وبالمقابل بالتعويضات عن موقفها في خلاص الشعب العراقي من اعتى واشرس واجرم دكتاتورية على وجه الارض . وليس أيضا بالتهديد والوعيد والعنتريات التي لم نجني من ورائها غير خراب البيوت . انا من هنا اطلق دعوتي كمواطن عراقي أكتوى مثل كل العراقيين بمتمخضات القرارات الدولية التي صدرت من الأمم المتحدة في أعقاب حرب الخليج الثانية , أدعو بعض السادة من أعضاء مجلس ألأمة الكويتي , التفكير مليا بأشكال المعاناة التي يقاسيها ايتام وارامل ومعوقي وعجزة الشعب العراقي , والدفع بأتجاه كل ما من شأنه تخفيف ألأعباء عن كاهل هذا الشعب الكريم الذي أن لم يكن أخا للشعب الكويتي في الدين فأنه نظيره في الأنسانية . أليس كذلك يا سيد وليد الطبا طبائي ؟؟؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك