الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفولة البنادق الهر مة

جاسم محمد كاظم

2009 / 6 / 5
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟


(خرجت يوم العيد بمدفعي الجديد) ربما تكون هذة الترنيمة الحديثة في ابتدائيات اليوم غيرذلك البيت الشعري الجميل الذي ترنمنا به كثيرا في افراح الامس.فربما استبدلت كل تلك القصيدة المعبرة عن فرح الطفولة المرحة بنشيد فرق موت قتالية في الوقت الحاضر فحين كنا نرى اطفال الامس يسلون النفس بالكرة او المطاردة او بعصي الخشب حين تمثل اسلحة يقلدون فيها رجال الشرطة او ابطال افلام ( الكاوبوي) من قناة تلفزيونية واحدة تتبث بالاسود والابيض واستحداث معارك خيالية تصور شجاعات البومية لبطل وسيم . لكن حتى كل تلك الافلام برغم قسوتها ,والاف الرصاص المتطاير فيها من اجل تحرير حبيبة مختطفة او من اجل الانتقام مرة واحيانا كثيرة من اجل لاشى فانها تقدم في النهاية شيئا ملموسا ينم عن انتصار قيم الحق المجسدة في شخصية البطل الخيالي .لكن اطفال عراق اليوم لم يجسدوا اسطورة ذلك البطل بحمل تلك الاسلحة المتطورة بل محاكاة صورة لقيم واقع محترب مع نفسة اتى يحمل بذور موتة في ثنايا رحم حياتة حين راح ينشر هوامات هذياناتة الخرافية حتى بين صفوف تلك الطفولة البريئة .
وما يزيد في مرارة هذا الوضع كونة لايطاق لانة يستمد كل مقومات وجودة من هوامات الماضي الغارق في زمن الابدية الذي ابا ان يفارق حياة الان بل انة يعيد برمجة اللحظة الراهنة بلصق مقولات ماضي جاهزة لاتاخذ في حسبانها ان الافكار هي انعكاسات لامتناهية مطورة للتحكم بالواقع الموضوعي نحو الافضل . فاالافكارهنا جاهزة بحيث يكفي ان يتلفظ هذا المثالي المتدرع بالقدسية سطرا ( اوصيكم بالاطفال خيرا ) ليكون مارس قيمومة ابدية تفرض ظلا سرمديا على تلك الشريحة البريئة كما اكتوت من قبلها كل طبقات المجتمع المقتتل باحتراب جماعي
.اطفال العراق تلك الشريحة التي عانت من امس مرير كان القدر البائس قد ابى الا ان يترك مرارة ملموسة وبصمة واضحة فمن (الطلائع في المسيرة )الى ( فدائيي واشبال القائد الضرورة) المشبعة بالموت وافكار القومية الممزقة الى ارتال اللطم ومواكب العزاء المتوشحة بالسواد واحاديث القدسية المحتربة مع نفسها كان الاطفا ل في كل اقسامة فحما محترقا .ان تجليات صورة واقع طفولة اليوم لاتحتاج الى شرح مطول بل تكفي نظرة واحدة من كل الصور التي تبث من هنا وهناك الى ان تلك العيون البريئة لاتمثل الامظهرا خادعا لايمثل حقيقة تلك الطفولة الحقة بل يكشف عن طفولة منومة اجبرت ان تسمع وتقرا منهاج دراسي مقرر تفوح منه رائحة القتل في صفوفها الابتدائية المليئة ببيوت العناكب او في مناهج رديفة في جوامع زاحمت بيوت السكن لتعيد تمثيل الواقع بفعل مركب في اوقات تسليتها ولعبها يزيد صورة الطفولة قتامة والما ليخلق في النهاية جيل ضائع ملى بالحقد والامراض الفصامية و العصابية حين تحولت كل الاسواق و الدكاكين والمحلات الجميلة المليئة بالالعاب المسلية الى مشاجب لبيع البنادق المقلدة البلاستيكية والمفرقعات واستبدلت ارض الملاعب الخضراء الى ساحات لتمثيل الموت .ان الواقع يدعوا اولئك الذين ناضلوا من اجل الحرية والانسانية وامل الانسان بحياة كريمة افضل الى التدخل الفوري بحلول سريعة لمعالجة ازمة خطرة متفشية ربما تفوق صورة بشاعتها اكثر امراض الطفولة المنتشرة فتكا وخطورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح