الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباح أبو الخبزة ....

علي فاهم

2009 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عند زيارة الشيخ صباح الساعدي لأحدى قرى محافظة الناصرية جنوب العراق أشار بعض الناس عليه عندما رأوه أنه ( هذا الرجًال أبو الخبزة ) أشارة الى قرص الخبز الذي رفعه في تلك الجلسة البرلمانية التي لن ينساها فقراء العراق و ناسه البسطاء و التي أستجوب خلالها الشيخ صباح الساعدي وزير التجارة السابق ,الفاسد ,السارق ,الهارب ,المقبوض عليه ,
إن قرص الخبز الذي رفعه الساعدي وسط البرلمانيين تعني الكثير و تختزل السنوات التي عاشها العراقيون مع خبز الحصة التموينية من خبز أبو الجص عندما كان صدام يخلط الجص مع ما يسمى طحين ليوزع على العراقيين مادة هي أقرب الى أستعمالها في البناء منها الى المعدة , و لكن العراقيين كانوا يأكلونها على مضض و يضحون بأسنانهم و معدتهم ووو الخ و ليس في أيديهم حيلة , و بعد تغيير الدكتاتور و تربع على الحكم الدكاترة تأمل فقراء العراق خيراً و اعتقدوا أن خبزتهم سينالها هي الاخرى التغيير الديمقراطي فتغدو بيضاء كبياض بشرة الأمريكان المحتلين أو محمرة كحمرة خدود السادة الحاكمين القادمين من بلدان أوربا و أسيا ,
و لكنها لم ينالها من التحسن الا الشيء اليسير حالها حال العراق .
و لهذه الخبزة مع الساعدي علاقة و رابطة متلازمة فكما كانت معه في أيام الحصار و العوز الذي نال و ما زال من العراقيين كان معها في أيام الرخاء فلم ينسه الصمون اللوف الفرنسي المستورد الى المنطقة الخضراء صاحبته القديمة ، لهذا فعندما جلبها الى البرلمان قال إن هذه الخبزة يعرفها كل عراقي و عراقية من المرأة الى الشاب الى العجوز الى الطفل و لكنكم أنتم لا تعرفونها .و لم ترونها قبل الآن , و لهذا جئت بها اليكم ,
و لهذا باتت خبزة الساعدي هي الفرقان الذي يفرق بين من يعيش الآم و أوجاع و عوز و فقر و هموم العراقيين و بين من يعيش الامبالاة أو الترفع و التكبر و التقديس الكاذب لنفسه كونه مختار من قبل السماء و على الشعب المسكين شكر هذه النعمة أنه وجد في مكان السلطة سواء التشريعية أو التنفيذية ، فلو كان وزير التجارة السوداني يعرف أهمية الحصة التموينية للعائلة العراقية البسيطة و لو أنه كان يستلم هذه الحصة و يعرف موادها في الزمن الأغبر و الزمن الاحقر لما كانت الحصة كما هي عليه اليوم و لأنبه ضميره الميت إلف مرة قبل أن يوكل مصير الحصة بيد أشقائه و السماسرة الذين يتاجرون بقوت الناس ،
و لعرف كم يؤذي صاحب العائلة عندما يستلم ثلاث مواد من أصل أكثر من عشرة مواد و عليه دفع مبلغ الحصة كاملة و هو يعلم أن أموال الحصة مدفوعة من تصدير النفط الذي يفترض أنه شريك بها مع سائر العراقيين و ليست منة من جيب السوداني أو المالكي يمن بها عليه ,
فكان يجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب و الرجل المناسب المسؤول عن توفير مواد البطاقة التموينية كان يجب أن يكون من أصحابها ، و من صنف (عراقيون تحت خط الفقر ) ممن يعرف ماذا تمثل هذه الحصة للعراقيين ، و ليس ممن عاش الترف البريطاني و الأوربي و أن كان يرتدي اللحية و الخواتم و المسبحة لا تفارق يديه ، فكم تناهى الى سمعنا أن أناس في دول المهجر تم تعيينهم في وظائف حساسة و مهمة و تم تبليغهم عن طريق الهاتف بواسطة العلاقات الشخصية على حساب الكفاءة و النزاهة ، أما (عراقيوا الداخل ) كما يطلق عليهم فهم عراقيون درجة ثانية , و ربما ثالثة و ربما ليسوا على السلم أصلاً .
أن سياسة التهميش و الإلغاء أثبتت فشلها الذريع و لكن هل يلتفت الحاكمون الى هولاء أم أنهم لا يتذكرونهم إلا في فترة الانتخابات عندما يحتاجون الى من يرفعهم على الكراسي .
أبشركم أخواني إن انتفاضة الداخل قادمة و شعارهم هو الخبز الذي سرقه الوزراء المستوردون ، و أتباعهم المنافقون .
و سيزاح كل تجار الكلام ليعودوا الى أوطانهم التي بنوا فيها القصور على القبور و بنوا الحصون على البطون لا يختلفون عن من سبقهم الا بالاسم و الرسم











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح ابو النفط
فلاح حسن ( 2009 / 6 / 5 - 07:42 )
يااستاذي الجليل ان الموضوع ليس موضوع خبز فقط بل موضوع انسان بأكمله ، اما المسرحية الهزيلة التي كان قرقوزها صباح جلوب والتي حدثت في قاعة الخزي واقصد قاعة البرلمان فهي لن تنطلي على العراقيين اللماحين سوى الساذج منهم ، ولو كان برلماننا حصيفاً ومهنياً لما استند على مثل هكذا دليل مضحك .
نحن نعلم أن الانتخابات اصبحت قريبة وهذا الامر يتطلب اثارة الانتباه عن طريق زوبعات وعويل واستجداء وتمسكن وهذا كل ما بالامر والا فأين كان هذا النائب ( الشريف ) من وزير التجارة الفاسد ابن الفاسد وغيره من الوزراء الفاسدين ( وهم كثر منذ ان استلم قيادتنا اساتذة الجامعات والملالي ) اعود واقول اين كان منهم خلال الاربع سنين الماضية؟ هل مان في تحشيشة أم في غيبوبة؟
فياعزيزي ارجو ان لاتنطلي عليك هذه المسرحية الهزيلة فوزراؤنا ونوابنا كلهم في الهوى سوى وغركانين في الفساد


2 - تحية
jasim ( 2009 / 6 / 5 - 07:56 )
الاستاذ علي
هل ان صباح الساعدي من رجال الدين المتنوريين؟؟؟
اذا كان الامر كذلك فعلينا رفع قبعاتنا احتراما لة

اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ