الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاطع

سهيلة بورزق

2009 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


نحن لا نتورط في الوطن كجغرافيا ، نحن نتورط فيه كحلم يمنحنا الحقيقة عن غربة.
عندما دخلت " أمريكا " تأكدت من أنّني سأقطع إلتحامي مع حالتي العقيمة المتخمة بالتخلف كأنثى هاربة من شرقيتها وعقدها وخوفها من السيّد الرجل ، و عندما عرفت أنّ من حقي الحياة من دون شروط ، في وطن يؤمن باٍنسانيتي، قررت دخول ذاتي من جديد ، و التعرف عليها عن قرب ، والتمتع بأفكارها وفوضاها، تأكدت حينها أن الكاتبة بداخلي أصبح لها صوت عال يسمع باٍحساس مختلف.
أؤمن أن لكلّ كاتبة عربية خصوصية ما تتقنها وحدها في الحياة ،لكن الخوف من التقاليد هو سبب اٍنكسار العديد من الأقلام النسائية .
لقد اٍستطاعت " أمريكا أن توقض بداخلي الوهج ، وتمنحني الثقة ، وتحيلني اٍلى شعلة لا تعرف الاٍنطفاء، بدليل أن التعلم هنا لا تعيقه مشكلة السن ولا الحالة الاٍجتماعية ، ولا الأب ولا الزوج ولا التقاليد المريضة، هناك مساحة واسعة من الحرية التي تمدك بالاٍستقلالية وتدعوك للاٍنفتاح على العالم الكبير من خلال قناعاتك الذاتية وعميق أفكارك المطروحة بشكل منطقي غير مخالف للعرف الاٍنساني في كلّ بقعة من الأرض.
لقد كتبت عن أمور كثبرة في وطني " الجزائر " ووصفت بأنّني كاتبة متمردة ، كنت أصرخ في نصوصي ، كنت أقول ان المرأة لم تخلق للفراش فقط لكن ذاكرة القارىء لا تحمل غير صور السوط والكآبة وفوضى المتعة.
لم يكن الحلّ في الصمت ، لم يكن القتال واجبا فقط ولم أكن أنا مهيأة للقتال بعد، وهذا هو الفرق بين هنا وهناك ، الفرق أنني اليوم مهيأة للقتال والموت باٍبتسامة عريضة ،لأن أفكاري معرّضة للنقاش والتحليل وليس للحرق .
أمريكا هي وطن متعتي الأخلاقية في النّص ، وهي سفري الدائم في الفكرة، وهي القلق الذي يمنحني الحلم عن طموح ، وهي العنوان الوحيد الذي لم تختل فيه موازين أنوثتي ، أمريكا هي الوطن غير المشروط وهي نصوصي القادمة بعشق ، وهي فرصتي الأخيرة ، لذلك لن أتوقف عن الغناء حتى الموت .
أعيش في أمريكا كعربية مسلمة، أحمل قناعاتي بداخلي ، ولم أشعر يوما أنها تعيقني في ترتيب علاقاتي الأمريكية، لا سيما وأن الكاتبة بداخلي اٍنسانة معتدلة لا تحب أن تخسر شيئا من حولها، أنا الجزائرية الآتية من حقول الشعر والمطر والأغنيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امريكا؟
رشدي علي ( 2009 / 6 / 5 - 09:29 )
دخلت اليها عام 97, مليئا بآلام الشرق وصدماته.. كنت كأثاث قديم في بيت مهجور: مترب ومهترئ.. لكن الامريكان لا يكفون عن مطالبتك بالابتسامة..الى ان رق قلبي واصبح دافئا, لتهرب منه كالفئران فظاظة الشعارات التي دسوها دسا فيه.. رغم ذلك لا زالت لغزا..
لغتك جميلة , وقلبك اجمل..
تحياتي

اخر الافلام

.. بوتين يعرض شروطه لوقف الحرب في أوكرانيا • فرانس 24


.. انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة وسط درجات حرارة قياسية




.. سلسلة هجمات لحزب الله على إسرائيل وواشنطن وباريس تسعيان لوقف


.. ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح ب




.. جبهة لبنان وإسرائيل المشتعلة.. هل تحولت إلى حرب غير معلنة؟|