الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهيئة الوطنية لدعم المعتقلين السياسيين مكسب تنظيمي وجب التشبث به

و. السرغيني

2009 / 6 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


على هامش النشاط الأخير الذي قامت به الهيئة، احتفاء بالمعتقلين الذين أطلق سراحهم نهائيا أو الذين ما زالوا متابعين في حالة سراح.. دونت بعض الملاحظات لأدلي بها للرفاق المنخرطين في عمل هذه الهيئة عسى أن يفتح النقاش حول هذه التجربة الفتية التي نتشبث بها، ونتطلع لتطويرها واستمرارها كإطار، وكأداء نضالي سيميزها لا محالة عن الإطارات الأخرى المناهضة للاعتقال السياسي من مواقع حقوق إنسانية، محدودة، ومضببة، من حيث المرجعية ومن حيث الفعل الميداني.
فمن إيجابيات الهيئة أنها لم تهمل أيا من ملفات الاعتقال السياسي، وبالتالي، ولأول مرة لمسنا نوعا من المساواة في التعامل مع جميع المعتقلين، سواء أكانوا طلبة يساريين من مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بمواقع كل من تازة، فاس، مراكش، طنجة.. أو من بسطاء المناضلين من طلائع الحركة الاحتجاجية بكل من تمارة، الخنيشات، سيدي إفني.. وكذا الطلبة الصحراويون أنصار الحركة المطالبة بتقرير المصير.
لكن مع ذلك سجلنا نوعا من الفتور، وسوء التنظيم، وتواضع عدد الحاضرين الذي لم يتجاوز مائة شخص على أكبر تقدير! وهو ما يطرح عدة تساؤلات على المنظمين، هل هو تقصير منهم في الدعاية والتعبئة؟ أم هو تحفظ وامتناع من طرف بعض الجهات التي لم تقتنع بعد بجدوى إضافة هذه الهيئة إلى جانب هيئات عديدة تشتغل على نفس الملف؟
صحيح أننا سجلنا الغياب التام لبعض التيارات والأحزاب اليسارية المعروفة باشتغالها على هذا الملف، واقتصار تيارات أخرى على إرسال مندوب أو مندوبين عنها لكي لا يحسب عليها غيابها المطلق.. لكن ما لم نستسغه هو غياب الحماس عند مناضلي التيارات التي بادرت لتأسيس الهيئة/الإطار، بل منهم من وضع رجله اليمنى داخل الإطار، مستلا الأخرى ليحافظ عنها يسراوية داخل موقعه المحصٌن بجامعة ظهر المهراز بفاس، تحت دعاوي "الاستقلالية" ورفض "التوجيه من الخارج".. إلى آخر السمفونية، سمفونية الحق الذي أريد به باطل.
فمن حيث المبدئية لا يعقل أن يساهم "تيار" أو مجموعة من المناضلين في التأسيس لهيئة ليس لها من الأهداف سوى دعم المعتقلين السياسيين، بالتعريف بهم وبنضالاتهم وبمعاناتهم.. مما سيشكل مهمة نضالية نبيلة في إطار التشهير بممارسة النظام القمعي القائم والفضح لادعاءاته حول "ديمقراطية العهد الجديد" وخرافات "طي صفحة الماضي" في اتجاه ترسيخ "دولة الحق والقانون"..الخ من الشعارات الزائفة.. لينقلبوا فجأة عن الهيئة، التي لا يتوانوا عن الحضور لأشغالها والإعداد لبرامجها، بدعوى الاستقلالية والاقتصار بلجنة المعتقل من داخل الجامعة!
فبين الرفض للانتماء للهيئة والتشبث بالكلمة داخل نشاط جماهيري أقامته الهيئة، حصل التيه والارتباك، لتفتقد بعض الأطراف مصداقيتها النضالية صراحة، ولم نتمكن حينها من ضبط الأهداف من هذا الانخراط ومن الحضور ومن إلقاء كلمة لمعتقل عانى العسف والقمع والحرمان من الحرية.. يتوجس اتساع الحملة من أجل دعم المعتقلين وعائلاتهم، من خلال اقتراحه الغريب بخنق الدعم واقتصاره على طلبة الجامعة في إطار لجنة المعتقل بظهر المهراز..!!
إذ لا يمكن في نظرنا أن تقتصر الحركة على دعم نفسها بنفسها، فالحركة المناضلة متضامنة ومتحدة في أصلها، في منطلقاتها وفي أهدافها.. أما الدعم الخارجي الذي يأتي من خارج الحركة في إطار نوع من التضامن المتبادل فهو من صميم وهوية الحركات اليسارية التقدمية، التواقة للتغيير والحرية..
وكم بقيت مشدوها أمام هذه التصريحات الانعزالية الغير مبررة، والتي تعي وتقدٌر ما تقول بحق ملف وقضية لا تفترض فيها المزايدة والبطولة الصبيانية.. بل العمل الوحدوي والجاد مع كل مناصري الدفاع عن الحريات الديمقراطية، جنبا إلى جنب، وبروح نقدية مبدئية ونضالية.
فمن وجهة نظري، كمناضل فاعل داخل الهيئة، يجب التشبث بهذا الإطار، ويجب تطوير عمله بتجاوز الاجتماعات الشكلية المفتقدة لأية مسؤولية واضحة ومحددة وبتجنب الإغراق في البرامج النضالية التي لا تجد من ينفذها.
فليس هناك من مبرر أن تستمر بعض الهيئات النخبوية مقتصرة على عدد ضئيل من منخرطيها للإشراف على جميع مناحي ومتطلبات عمل الهيئة، في الوقت الذي تتمتع فيه الغالبية من المنخرطين بحريتها المزاجية في الحضور والطعن والنسف حتى..الخ
فمن واجب منخرطي الهيئات النخبوية أن ينخرطوا جميعا في عمل نشيط لمصلحة الهيئة إذا كان فعلا المنخرط يومن بجدوى الهيئة وبأفكارها وبالقضايا التي تناضل من أجلها، من واجبهم أن يؤسسوا اللجن وأن يقدموا الاقتراحات والبرامج، وأن يصونوا تنظيمهم الذي أسسوه طواعية عن مبدئية واقتناع، ودون "توجيه من الخارج".. وعدا هذا سيعم العبث واللامسؤولية والنفاق السياسي والمزايدة اللفظية والعدمية ليس إلاٌ.
ملاحظة أخيرة، نثيرها لكي لا يتكرر ما جرى مع الهيئات التي اهتمت سابقا بملفات الاعتقال السياسي في المغرب، وهي أن بعض المناضلين والتيارات تظهر حماسا لا مثيل له لحظة المساس بأحد مناضليها والزج به في السجن والاعتقال، لكن بمجرد أن يطلق سراحه يصبح التيار وكأنه غير معني بالاعتقال وبالنضال من أجل فضحه، ودعم كل المكتوين بناره من معتقلين ورفاق وعائلات وإطارات وجماهير ممن أنجبت الرفاق.. فمن هنا تتضح قيمة الصدق والمبدئية، مما سيسهل، لا محالة، المحاسبة وتطوير التجارب النضالية.

و. السرغيني
27/05/2009

عن موقع: http://serghini2009.maktoobblog.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية