الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقتي ببيتهوفن - صفحة من كتاب أصدقائي

جمال علي الحلاق

2009 / 6 / 6
سيرة ذاتية



بذرة التعارف

لبرنامج ( حكايات جدتي ) - الذي كان يبثّ تلفزيونيا في سبعينيات العراق ضمن فترة برامج الأطفال - اليد الطولى في انتباهي لشخصية بيتهوفن ، ومن ثمّ لموسيقاه ، فقد تمّ تخصيص حلقة أو حلقتين من حلقات البرنامج يومذاك ، تحدّثت فيه الفنانة ( فوزية الشندي ) عن حياته ، بداياته وهو طفل ، كيف ضربه أبوه على أُذُنِه فكانت سببا في صممه لاحقا ، شدّني فيه يومها قدرته على تنفيس غضبه عبر الضرب على مفاتيح البيانو ، ثمّ إنّه يعزف لا للرقص ، بل لحاجةٍ نفسية أخرى ، ثمّة وظيفة أخرى للموسيقى غير الطرب ، وكم تمنيت يومذاك لو أنّني أمتلك قدرة بيتهوفن على العزف ، لكن ، لا علاقة لقريتي بالبيانو ، لم يكن هناك سوى طبل كبير عند ( حجي حمود ) يستخدمه لإيقاظ النائمين في ليالي رمضان ، وفي الأعراس ، وفي حفلات الطهور ، وبالتأكيد لا يخلو بيت من ( دنبك ) ، أي أنَّ الموسيقى في قريتي لم تكن سوى إيقاعٍ للرقص ليس إلا .

عثرتُ بعدها على كتابٍ عن حياة بيتهوفن ضمن سلسلة ( الناجحون ) في مكتبة مدرستي ( دير ياسين الإبتدائية للبنين ) ، وبذلك تأسّست رابطة روحية ، على الأقل من جانبي ، أنا الولد القروي يومذاك ، مع رغبة بيتهوفن في أن يكون شيئا ، وشيئاً مهمًّا في الحياة ، لقد بدأ الحلم في الصيرورة ، وكان عليّ أن أتبع ذلك الحلم أيضاً حياتي كلّها .

صيحةٌ في الرأس

لا اذكر البداية البعيدة لاقتنائي الموسيقى ، لكنّني أذكره وهو يتصدّر مكتبتي السمعية وأنا في الثامنة عشرة من العمر أو قبلها بقليل ، في قريةٍ تنام على قلقٍ بين نهرين ، كانت الحرب ( العراقية – الايرانية ) شبحاً يطارد الناس في الدرابين ، وفي الممرّات الى خلواتهم الذاتية ، وسط ذلك القلق اليومي كان للموسيقى حضورها الطاغي في تأثيث أُذُني ، ثمّة موزارت ، تشايكوفسكي وآخرون كثر ، أحيانا كنت أسمع مقطوعاتٍ لا أعرف مؤلفيها ، وكنت غالبا ما أشتري الكاسيتات عند نزولي من قريتي الزهيرات الى بغداد من مكان في شارع الخيّام ، إن لم تخنّي الذاكرة فإنّه كان يحمل إسم ( تسجيلات نغم ) .

أصدقاء لك لا تلتقي بهم أبدا ، ومع هذا فهم يؤثّثون لك الحدائق الخلفية للعقل ، يجعلونك كائناً مختلفاً بين الآخرين ، يمنحونك اغترابك الشخصي في المحيط الذي أنت فيه ، هكذا تبدأ أنت كآخرٍ مختلفٍ في الذائقة ، وفي التفكير ، وفي الممارسات الاجتماعية .

كما لو أنّنا نولد بحواسٍ جمعيةٍ ، ثمّ مع الوقت تبدأ حواسنا الخاصة جداً بالتشكّل ، هكذا تتغير العين ، وتتغير الأذن ، يصبح لكلّ حاسةٍ ذائقتها الخاصة في النظر الى الأشياء ، وفي طريقة فهمها .

كنت في القرية بعيداً عنها ، أحبُّ من موسيقى بيتهوفن - ولا زلت الى الآن – الحركة الأولى من السمفونية الخامسة ، ذات السبع دقائق وعشر ثوانٍ ، أستطيع القول كنت مدمناً على سماعها ، ولا أزال ، ولطالما جلست أتأمل دخول الموسيقى المهيب ، دخول رؤيوي ، يعيد قراءة الأشياء بلغة مفتوحة ، ضربات القدر الثلاث إيذان ببدءٍ آخر ، يأتي كإعصار ، أو كتسونامي يجرف كلّ ما أمامه ، لم تكن الثورة الفرنسية بعيدة عن ذائقة بيتهوفن ، وكانت عاصفة نابليون تكتسح أوربا قرابة عشرين عام ، والناس يركضون خلفها بلا توقف على حدّ تجربة ( إلفريد ديموسيه ) .

كنت أصغي الى صعود الموسيقى ونزولها المثيرين ، كانت شيئا مختلفاً عن كلّ ما حولي تماماً ، شيء لا علاقة له بطبل القرية ، الطبل يُرَسِّخ الثبات ، يرسِّخ التقاليد الاجتماعية ، أما موسيقى بيتهوفن فشيء لا علاقة له بالإقامة ، لعلّها إقامة على موج ، يبدو فيها القدر كما لو أنّه أرجوحة هائلة ونحن في صعود ونزول مهولين ، في موسيقى بيتهوفن شيءٌ من الوضوح أفتقده حين أسمع ( فاغنر ) مثلاً ، عند بيتهوفن الموسيقى تَتَقدَّم ، لكنَّها مع فاغنر تلتفُّ وتدور كما لو أنَّها دواماتٌ ، كتلٌ ضبابيةٌ وغموض ، مع فاغنر أشعر بالتعب ، لكن ليس مع بيتهوفن ، ومع هذا فإنّ موسيقاه لا تمتّ لنا كشرقيين بجذر ، وفي قريتي كانت تعتبر ضجيجا ليس إلا ، أتحدّث هنا عن مرحلة ما قبل التحريم ، لقد بلغ التخلّف السمعي ذروته قرب نهاية التسعينيات عندما أفتى السيد محمد صادق الصدر بتحريم الموسيقى .

كان أبي يعرف من بيتهوفن قصة فقدانه للسمع ، مرّة قال معلِّقا على الصخب في السمونية الخامسة : " لأنّه لا يسمع فهو يُلَحّن بهذه الحدّة " ، ولا أذكر انّه أحبَّ موسيقاه ، مع هذا فقد تركني منذ البدء أن أتبع الصيحة الى أقصاها ، كان ثمّة صيحةٌ في رأسي على حدّ قوله .

بيتهوفن مبيد الحشرات

وغالباً ما كنت أجلس للقراءة في حديقة دارنا القديم ، وهي على صغر مساحتها كان فيها من الورد أشكالٌ وأنواعٌ عديدة ، يكفي أن اقول ، كان في الحديقة ما يقارب الثلاثين نوعاً من نبات الصُبَّير الصحراوي بأشواكه المدبّبة ، كان أبي مهووساً بالحديقة بقدر هَوَسي بموسيقى بيتهوفن .

ومرّة ، في منتصف الثمانينيات ، صادف أن كنت أقرأ في مكاني المعتاد من الحديقة ، وكان عددٌ من نسوة جيراننا قد تجمّعن قرب جدار بيتنا ، وأخذن في الحديث / الضجيج ، كنّ يتكلّمنّ جميعهنّ في وقت واحد معا ، لا أذكر أنّ واحدة منهنّ كانت تستمع ، الكلّ يتكلّم في وقتٍ واحدٍ وبأصوات تعلو وترتفع ، مّما عكّر عليّ مزاج القراءة تماما .

كانت أمي جالسة في الحديقة لحظتها ، وقد رأت صعود ضجري ، وكانت من الحياء بحيث تخجل أن تكلِّمَهُن أو تطلب منهن خفض أصواتِهن . قلت لها : لا عليك ، سأحلّ الأمر . طلبتُ منها أن تُحْضِر جهاز الريكوردر ، وذهبتُ انا لمكتبتي السمعية ، وجلبت السمفونية الخامسة لبيتهوفن ، وشغّلت الجهاز على أعلى ما أستطيع ، كانت ( الحركة الأولى ) حشد من الخيول تصهلُ إحتجاجاً ، تركتُ الموسيقى تنهدر من أعالٍ كما لو أنّها تنصبّ إنصباباً عليهُن ، وانتظرتُ حتى نهاية ( الحركة الأولى ) ، ضغطتُ على زرِّ التوقيف ، لم يكن هناك صوتٌ بتاتا ، فتحت أمي باب الدار وأخرجت رأسها فقط ، قالت : لا أحد في الدربونة . قلت : إنّها ليست موسيقى فحسب ، إنّها مبيد حشرات أيضا .

أتمنى لو أستطيع أن أشغِّل الريكوردر الآن بأعلى ما أستطيع على الحركة الأولى من القدر ، من أقصى العراق الى أقصاه ، لعلَّ القمل والذباب والحشرات تفرُّ بعيداً عن كائناتنا الجميلة هناك .

الموسيقى تنتقل بالعدوى

على حافة ثمانينيات القرن الماضي زارني الشاعر فرج الحطّاب والقاص قاسم محمد عباس في القرية ، بقيا في دارنا نهارين وليلة ، فاستمعا الى بعض المقطوعات من مكتبتي السمعية ، وقد أُعجِبَ فرج بموسيقى ( نِينْوَى ) الفارسية ، وهكذا انتقلت العدوى الى فرج الحطّاب الذي تفوّق عليّ بالتجميع لاحقا ، بل كان نافذتي السمعية لسنوات ، فهو لم يكتف بالكاسيتات ، بل بدأ يشترى إسطواناتٍ أيضا بعد أن إمتلك جهاز جرامافون ، كان فرج يحرص على أن يقتني أجهزة ريكوردر سالمة وصافية كي لا تخدش صفاء الموسيقى ، ولما انتقلتُ الى بغداد عام ( 1992 ) قاطعاً علاقتي بحياة القرية ، ضاعت مكتبتي السمعية ، من هناك بدأتُ أعتمد كلَّيا على فرج في السماع الى أيّ مقطوعة موسيقية أحبُّ سماعها ، بل كُنّا نحتفي أحيانا حين يعثر فرج على مقطوعةٍ لم نكن قد سمعناها من قبل .

موزارت مثل امرأة جنوبية

قال مرّة : عثرت على القدّاس لبيتهوفن ، وكان يمتلك نسخة من القدّاس الأخير لموزارت ، قلت له : أريد أن أسمعهما في ليلةٍ واحدة ، وبالفعل ذهبتُ الى دار أهل فرج الحطّاب في مدينة الثورة قطاع ( 38 ) ذو المجاري الطافحة كدعاءٍ لا يُستجاب ولا ينتهي ، وكان البدو يومذاك قد بدأوا بنصب خيامهم أمام دار أهل فرج كتجسيد لعودة البداوة داخل بنية المجتمع العراقي ، كُنّا نُصغي للموسيقى تنثال خارج اللحظة الاجتماعية للوقت والمكان ، كانت جلسةً رائعةً حقاً ، بعد أن أصغيت فيها للمقطوعتين معا ، قلت : الآن أستطيع التحدّث عن الفرق ما بين بيتهوفن وموزارت في القدّاس تحديداً ، لقد بدا لي وأنا أستمع إليهما أنَّ هناك عزاءً ما ، وأنَّ خيمةً كبيرة نُصبت لاستقبال المعزّين ، وأنَّ بيتهوفن رجل أنيق بقاطٍ ورباطٍ يتقدّم باتجاه الخيمة ، وعند الوصول يحيَّ الحضور ويجلس مهيباً . بيتهوفن في القدّاس يبدو رائياً عقلانياً بلا عاطفة ، تراه في داخل العزاء ولا ينتمي إليه ، هو خارج المشهد تماماً ، أما موزارت فإنّه يأتي كامرأة جنوبية ، وعلى مسافة خمسين متراً من الخيمة تضع عباءتها عن رأسها ، وتشدّها على خصرها ، وتصرخ بأعلى ما تستطيع لاهجة بإسم الميت ، مع موزارت هناك نزف وجداني ، ثمّة صلة بالعزاء .

لم نكن نسمع الموسيقى فقط ، بل ونقرأ ما يُكتب عنها ، وكان لدينا كتاباً مهمًّا وضعه ابن الفنان بدري فريد حسون ( لا أذكر الاسم بالتحديد ) كان دليلنا في البحث عن المقطوعات ، فقد علمنا أنّ لبيتهوفن ( كونشرتو ) ألّفه أثناء دخول قوات نابليون لبرلين ، وصادف أنّه كان في لحظة إعداده له يسمع أصوات قذائف المدفعية ، فكان يضرب على البيانو بعنف مع كلّ صوت إطلاقة ، وكم كانت فرحة فرج الحطاب كبيرة حين عثر على نسخة أصلية من هذا الكونشرتو في سوق باب الشرجي أحد أيام الجمع ، فخصّصنا لسماعه يوما أيضا .


عطرهم غطى نتانتنا

وذات مرّة ، في عام ( 1997 ) ، قال لي فرج وكُنّا في سوق السراي يوم جمعة ، إنّ الفرقة السمفونية العراقية ستعزف لبيتهوفن الثالثة : البطولة ، التي أهداها لنابليون ، قلت فلنذهب إذن ، وكنا نظن أنّ الدخول مجاني ، فلما وصلنا الى بناية مسرح الرشيد حيث مكان العزف ، صُدِمنا بأنّ الدخول ليس مجانيا ، بل بخمسمائة دينار عراقي للفرد الواحد ، ولم يكن يومها في جيبي أكثر من خمسين دينارا أحتفظ بها كأجرة مواصلات لرجوعي الى بيتي في مدينة الثورة قطاع رقم ( 10 ) . ولم يكن في جيب فرج ما يصل الى سعر بطاقة شخص واحد ، قلت له : دعنا ننتظر قرب الباب الرئيسي ، لعلّ أحداً ممن نعرفهم من الفنانين يأتي فندخل تحت إبطه ، وانتظرنا قرابة النصف ساعة ولم يظهر أحدٌ ممن نعرف ، واقترب موعد البدء ، وكانوا قد وضعوا أربعة رجال وامرأة واحدة للتفتيش عند المدخل ، بدأ فرج يتأفّف ، قلت : لا عليك ، إتبعني ، فذهبت الى المرأة مباشرة ، وأخرجت لها هويّة إتحاد الأدباء ، ولم أكن أحمل هويّة غيرها ، قلت لها : أنا شاعر ، يعني مفلس ، وسيعزفون بيتهوفن وأريد أن اسمع . قالت بلهجة بغدادية هائلة : تفضل أستاذ الحال واحد كلنا ما عندنا . وهكذا دخلتُ ودخل فرج الطويل تحت إبطي ، قال : لعد ما سويتها من البداية ليش خليتنا ننتظر ؟!

المهم دخلنا الى المسرح ، كان العدد كبيراً جداً ، وكلّه من طبقة اجتماعية لم نكن نحتك بها ، كما لو أنّ الارستقراطية كلّها قد حضرت ، بكلّ أزيائها وأثاثها ، كلّ واحد منهم كان قد استحم بعطر لا نعرفه قبل أن يأتي ، جمهور الموسيقى يختلف تماما عن جمهور الأماسي الشعرية ، الوجوه هنا مشرّبة باحمرار الاسترخاء ، شيء ما يحيلك مباشرة الى لوحات رينوار ، لا قلقٌ ولا همٌّ ، أناسٌ خارج دائرة الحصار الإقتصادي ، وخارج دائرة بؤس جمهور الشعر ، يكاد أن يكون بؤساء فان كوخ نماذج مثالية لجمهور الشعر في تسعينيات العراق ، المهم ، كنّا فرج الحطاب وأنا النشاز الوحيد داخل قاعة المسرح ، قلت لفرج : الحمد لله عطرهم غطى نتانتنا .

( ياني ) أحد الأئمة المعصومين

أشرتُ الى تحريم الموسيقى قرب نهاية التسعينيات ، ومن جميل الطُرَف ، أنني رأيت لوحة تشكيلية كبيرة تتصدّر واجهة محلٍ للحلاقة قرب جامع المحسن في ساحة ( 55 ) في مدينة الثورة ، حيث كانت تقام الصلاة المليونية كلّ جمعة قبل مقتل السيد محمد صادق الصدر صاحب الفتوى .

لقد كانت اللوحة التشكيلية عبارة عن بورتريت كبير للموسيقار ( ياني ) نافخ الروح في الموسيقى الحديثة . لقد أثارني ذلك حقًّا ، وألهب فيَّ فضول الإستكشاف ، فقد رأيت في نصب الصورة إعتراضاً وتحدِّياً كبيراً لزحف فقدان السمع الموسيقي على المدينة .

وفي يوم قادني الفضول الى أن أجلس تحت يد الحلاق ، وبينما كان يحلق لي رأسي سألته إن كان يمتلك شيئا من موسيقى ياني ، فأجابني بالنفي ، قلت : لماذا تعلِّق صورته على واجهة المحل إذن ؟ قال : أنا أحبُّ كثيرا الاستماع لموسيقاه . قلت : وماذا عن المصلِّين أمام محلِّك ؟ قال : بسبب شعر ( ياني ) الطويل فهم يعتقدون أنّني أعلِّق صورة أحد الأئمة المعصومين ، وأحيانا يسألونني عن اسم الإمام فأذكر اسم أحدهم .


البحث عن موسيقى تُفَكِر

وذات يوم دعاني الجميل القاص نبيل وادي الجبوري للذهاب معه الى ستوديو ( ضوء القمر ) لعازف البيانو الأول في تسعينيات العراق الفنان رائد جورج في بيته ( لا اذكر العنوان بالتحديد ) ، كان رائد هادئاً أليفا فيه شيء من الزهو ، شيء من الارستقراط ، لعلّه أرستقراط الموسيقى ، جعلني أشعر للحظة أنّ ثمة فجوة بيننا ينبغي ردمها ، لذا استثمرت وجود تمثال صغير لبيتهوفن داخل الاستوديو كمدخل لحوار حول الموسيقى ، قلت لرائد يومها ، نحن كعرب لا نمتلك موسيقى تُفَكِّر ، وكلُ إرثنا الموسيقي يندرج تحت موسيقى طَرَب ، واستشهدت بموسيقى بيتهوفن التي وأنت تستمع لها تأخذك بعيدا ، تدفعك الى التأمل والتَفَكُّر ، في موسيقى بيتهوفن شيء من العقلانية ، شيء يجعلك تلتصق كخلية داخل نسيج الكون ، تحدّثتُ له عن تجربتي مع بيتهوفن ، وقصصتُ عليه تجربة القدّاس .

قلت لرائد : عنوان الاستوديو الذي هو عنوان كونشرتو لبيتهوفن وتمثال بيتهوفن أيضا يشيران الى ميلك إليه ، وهذا يعني أنَّ فيك رغبةٌ الى موسيقى تُفَكِّر ، المطلوب هو إخراجُها ، وتحدّثت له عن أسلوبي في الكتابة الشعرية ، قلتُ له : أنّني أكتب لي ولا أضع القارئ أمامي ، فليس مهمًّا أن يحبّ المحيط ما أكتب أو لا يحب . قال : إنّك تشبه البروفيسور الذي يعلِّمُنا اللاهوت ، حيث بدأ أول محاضراته قائلا : إرموا برؤوسكم بعيدا كي تفهموا ما أقول . ثمَّ قال : أنا لستُ مثلك ، أنا لا أستطيع بلا جمهور ، وينبغي أن تكون هناك أجور تؤثّث مناخ الموسيقى .

معي بعيداً عن القرية

أنا الآن في سدني ، على مقربة من منتصف العام ( 2009 ) ، بعيدا عن قريتي الأولى ، أمتلك الأعمال الكاملة لبيتهوفن ، وقد أهداني الفنان التشكيلي حيدر عباس ( cd ) فيه الحركة الأولى من القدر أحمله معي في سيارتي الشخصية ، فإذا ما بدأ أحد ما حواراً لا أحبُّه أُغلقه على الفور بانفتاح الموسيقى .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد