الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة أل 1000 مفسد بدأت بوزير..

محمود غازي سعدالدين

2009 / 6 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل بدأت الدولة العراقية الحديثة الديمقراطية والمواطن العراقي (بعد عملية تحرير العراق في 9/4/2003) يتلمسون خطوات جادة في مكافحة الفساد المستشري في مفاصل الدولة شمالا وجنوبا ؟ وخصوصا بعد تبني رئيس الوزراء لمشروع مكافحة الفساد في السنة القادمة المتبقية من عمر الحكومة.
لعل العراقيون استشعروا شيئا من الجدية من رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي حين أتخذ خطوته ألأولى وبكل شفافية وكان أول المعلنين عن جميع مستحقاته المالية لهيئة النزاهة ولعل هناك العديد من المشككين في هذه الخطوة التي أتخذها المالكي ولازالوا يبثون الدعايات والأقاويل حول جديته في متابعة ملفات الفساد العديدة ومحاسبة المفسدين وتقديمهم إلى العدالة .
لقد شهدت ألأيام القليلة الماضية نقاشات وسجالات حادة داخل البرلمان العراقي واستدعاء لأحد أعمدة هذه الحكومة المتمثل بوزير التجارة عبدا لفلاح السوداني وقد نجحت جهود البرلمانيين في كشف ملفات عديدة إثناء جلسات ألاستجواب العلنية (أحدى ثمرات التحرير العديدة) وأفضت جهود أعضاء البرلمان في إصدار مذكرة توقيف بحق الوزير السوداني , ومن ثم بدأ حديث القيل والقال مجددا من قبل المشككين والمرائين والمنافقين في إلقاء التهم عبر شبكات الإعلام والصحف الصفراء ألالكترونية وغير الالكترونية المعادية للتجربة الديمقراطية الجديدة باتهام السيد المالكي بالتغاضي عن الوزير السوداني والتستر عليه كونه ينتمي إلى حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي.
ليخرج المالكي عن صمته ويرد على جميع المتقولين أنه لا حصانة لأي كان مهما علا شأنه ومسؤوليته في الدولة العراقية أمام المحاسبة وأمام سلطة القانون والعدالة سواء كان منتميا لحزبه أو طائفته أو حتى وزيرا في حكومته.
لعل من المهم هنا أن تفعل ألإجراءات التي من شأنها دعم هيئة النزاهة وتفعيل إجراءاتها لمتابعة ملفات الفساد ألعالقة الكثيرة ألأخرى والتي قد تفضح مسئولين كبار من هذا الحزب أو ذاك ومن تلك القومية وتلك ومن المهم في هيئة النزاهة إن يكون أعضائها مختارون على أساس الكفاءة والنزاهة دون الرجوع في اختيارهم إلى أحزاب وكتل وشخوص ومسميات وان يكونوا مستقلين في اتخاذ القرارات بحق من تثبت إدانتهم بتهم الفساد والاختلاس ومن ثم قيام السلطات التنفيذية بتنفيذ المذكرات التي يصادق عليها باعتقال وتقديمهم للمحاكمات القانونية.
لعل النجاح الذي حققه المالكي أثناء توليه لسدة الحكومة العراقية هو ابتعاد خطابه عن كل ما يمس الشأن الطائفي وعدم تحيزه لطائفة دون ألأخرى وأستطاع باعتماده الخطاب الوطني في كسب العديد من الكتل والتيارات التي تختلف معه في العقيدة والمذهب وعلى سبيل الذكر مجالس الصحوة في محافظة ألأنبار (اكبر محافظة عراقية من حيث المساحة) المحافظة التي كانت قد احتلتها مجاميع إرهابية تحت مسميات أنصار السنة والإسلام وأنصار الحق وثورة العشرين وحكمتها طوال فترة طويلة بالحديد والنار ليعيثوا فيها فسادا وقتلا , لتظهر مجاميع صحوة العراق الغيارى على الوطن والمواطن ويطردوا شراذم ألإرهاب شر طردة وليعيدوا إلى محافظتهم شيئا ولو قليلا من بريقها التي لابد من أن يلتفت أليها رئيس الوزراء لكسب ثقة هذا المواطن ألأنباري بكل طيفه والذين ما برحوا وان أكدوا مرارا وتكرارا دعمهم لخطاب ومشروع السيد المالكي , ولابد من ألالتفات إلى ملفات الفساد التي طالت هذه المحافظة والتي يتهم فيها العديد من المسئولين في مجلس محافظتها والتي كان يشغل غالبية مقاعدها أعضاء من الحزب ألإسلامي العراقي طيلة سني مضت وتقع تحت طائلة المحاسبة تلك العديد من الملفات التي تتعلق بدعم المجاميع المسلحة ألإرهابية وتمويلها التي سيطرت على محافظة ألأنبار ونهبت مقدراتها تحت مرأى ومسمع السلطة المحلية المحسوبة على الحزب ألإسلامي في حينه .
لقد بدأ المواطن العراقي البسيط يعي الشيء الكثير من خلال حديثه الصريح عن الفساد والمفسدين في ضل وجود مساحة وحرية إعلام كبير ة من خلال وجود العديد من الصحف والقنوات ألإعلامية وبدأ تعبيره وصوته يعلو في مطالبته بحقوقه تأتي أكلها من خلال ضغطهم من خلال هذه المطالبات العديدة ولعلنا لازلنا نتذكر مشهد المرأة الجنوبية البسيطة بشكلها وهيئتها التي تحمل المياه ألآسنة من الترعة لم تزل لا تفارق مخيلتنا وقريتها التي لا تتوفر فيها شبكة إسالة صحية وتعبيرها الصريح من انه لن تدلي بصوتها لمن لا يخدمها ومن لا يلبي مطالبها في أبسط سبل عيش المواطن العراقي الكريم ولا زال الشيخ الكر بلائي بلحيته الناصعة البياض وهو يحمل عكازه الذي صدح بمقولته الشهيرة (شكرا يا وزير التجارة 500 غم عدس لشهر رمضان حصة ثلاثة أشهر, هاية أكبر مكرمة والله الخمسميت غرام تكفي العائلة العراقية لو كل واحد يأكل حباية عدس لو حبايتين باليوم !!) هذا الصوت وذاك بدأ يضغط على بعض نواب البرلمان تحت قبته وقد طرق وتحرك حسهم وضميرهم الإنساني للبدأ بمحاسبة المقصرين في أداء واجباتهم للمواطن العراقي بصورة عامة دون أن نغفل عن أن البرلمان العراقي والعديد من نوابه أيضا ليسوا بمعزل عن ملفات الفساد والمحاسبة.
لعل وكما قلنا أن ملفات الفساد كثيرة وعديدة والمفسدون كثيرون والواجب المتبقي الملقى على عاتق الشرفاء من العراقيين بطيفهم المنوع كبير وثقيل وتبعات كشف المفسدين وملفاتهم لابد أن يحظى بدعم أكبر من الحكومة العراقية ومن شخص المالكي نفسه الذي بدأ يكسب ثقة العديد من أطياف الشعب العراقي الذي بدأ رحلة ألألف ميل بخطوته ألأولى في كشف وفضح وزير منتمي لنفس الحزب الذي ينتمي إليه هو شخصيا ودون أن يدافع عنه ولو بشطر كلمة في حال لو ثبتت ألاتهامات المنسوبة له , بل بالعكس نفى في أكثر من تصريح أشار فيه أن لا احد فوق القانون ودولة القانون الذي يجب أن يطبق على الجميع ولعل أن اختياره لتسمية قائمته (ائتلاف دولة القانون) في انتخابات مجالس المحافظات وخطابه الواضح في تكريس سلطة القانون ومن ثم اتخاذ خطوات على ألأرض في هذا الشأن كان له أثره في اكتساح وكسبه لمعظم مقاعد مجالس المحافظات.
نعم لقد بدأ المواطن العراقي رحلته الطويلة المتمثلة بملاحقة آلاف المفسدين نعم المواطن العراقي وصوته المدوي له ألأثر الفاعل في كشف المتورطين في عمليات الفساد لنقول له أن مسيرة ألألف مفسد بدأت بوزير وهاهو الوزير السوداني وقد كان يهم بالفرار بطائرته وهي تعود إدراجها في مطار بغداد الدولي ومن ثم ونحن نسمع مثوله أمام المحكمة وقاضي التحقيق (في مدينة السماوة) لمقاضاته أمام الدعاوي الكثيرة التي قدمت ضده , رحلتنا طويلة وننصح هنا لجنة النزاهة في متابعة الملفات الكبيرة ألأخرى على كبار المسئولين العراقيين شرقا وغربا شمالا وجنوبا وليتركوا ملفات الفساد الصغيرة جانبا ويتكفل المواطن نفسه بها لتتفرغ النزاهة في كشف الملفات الكبيرة في هدر المال العام وكشف الحسابات الكبيرة لكبار المسئولين ودون تحيز يقول المثل المصري (أضرب الكبير يخاف الصغير) نعم لقد بدأنا رحلتنا في كشف طابور المفسدين ورحلة معاقبة ألألف مفسد قد بدأت بوزير وليست بمسكين ويتيم وفقير.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة