الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحة من تاريخ الصراع العربي الصهيوني

مأمون شحادة

2009 / 6 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


عندما توافرت الأسباب والعوامل عام 1956 لشن العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ) على محاربة مصر وكان العاملان الآتيان من أهمها وأكثرها أثرا في جعل الحرب ضد مصر أمرا ممكنا :
1 ) نجاح إسرائيل في الحصول على كميات ضخمة من الأسلحة بدأت تتدفق إليها من الجانبين البريطاني والفرنسي.
2 ) القرار الذي اتخذته بريطانيا وفرنسا بالتدخل عسكريا ضد مصر إثر قيام الحكومة المصرية بتأميم شركة قناة السويس .
فمن ذلك يتضح أن بريطانيا تسعى لحماية مصالحها بعد إعلان تأميم القناة . وأما فرنسا فكانت شديدة الرغبة في التخلص من نظام الحكم الوطني في مصر والذي يشجع الثورة الجزائرية ويؤازرها وأما الإسرائيليون فكانوا يطمعون بمشروع توسعي في المنطقة مع توجيه ضربه قاصمة للجيش المصري من أجل أمنها وهكذا التقت الأهداف الاستعمارية لإسرائيل والغرب في المنطقة التقاء واقعيا ملموسا مع العلم أن اسرائيل وظفت كل السياسات لخوض حرب المبادأة والمرونة ضد مصر منفردة مما جعل إسرائيل تؤجل حربها ضد مصر بسبب التقاء المصالح الإسرائيلية الغربية.
لكن كان هناك أمور يخطط لها الجانب الإسرائيلي من وراء هذه الحرب :
• تأمين الممرات المائية لصالحها .
• القضاء على المتسللين الفدائيين والمدعومين من الجانب المصري .
• الحصول على اعتراف من الدول العربية إعلاميا بما يسمى " دولة العدو " وليس لفظ كلمة "عدو " كما حدث في 1948 .
• تعزيز الوجود الإسرائيلي إقليميا وإفراغ الحدود بين الجانبين في سيناء من العنصر المصري .
• القضاء على النظام السياسي المصري .
وما إن بدأت مظاهر الحرب تلوح في الأفق لتبين أن اسرائيل تملك في يدها القوة الضاربة كلها لكي تستخدمها في تنفيذ خطة عملياتها الحربية ( قادش ) لتتلاقى مع شريكتيها بريطانيا وفرنسا بقوتين عظمييين وبخطة كاسحة ( موستيكير ) . فيما كانت مصر قبيل اندلاع الحرب في ترقب وتربص وحيرة من الاحتمالات التي تراود ذهنها من جراء تخمين قوة العدوان .
وهكذا انطلقت حرب المئة ساعة لكي تتوزع المهام إسرائيليا فرنسيا إنجليزيا على أرض المعركة حاملة معها كل السياسات المخطط لها على أرض الواقع وبطريقة التحايل السياسي والمراوغة السياسية عن طريق تدخل فرنسا وبريطانيا لفض النزاع ما بين إسرائيل ومصر من خلال توجيه إنذار للطرفين بوقف سير المعركة وإلا تدخلت القوتان ضد الفريق الذي لم يلتزم بالانصياع لذلك الإنذار مع العلم أنها كانت تهدف إلى القضاء على الجيش المصري وذلك بتصفيته على أرض الواقع في سيناء بيد الجيش الإسرائيلي مترافقا ذلك بإنزال القوات الأنجلوفرنسية في منطقة بور سعيد لكن سياسة المعركة تحولت بسحب الجيش المصري من سيناء وتحويل المعركة في بور سعيد إلى معركة شعبية يخوضها أبناء مصر عن طريق العمل الفدائي ضد قوات التحالف مما غير ميزان الخطط المعدة في هذه المعركة .

وهكذا خرجت مصر من الحرب منتصرة سياسيا إذ اضطرت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل تحت ضغط الرأي العام العالمي والضغوط التي مارستها الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي الذي هدد باستعمال القوة ضد فرنسا وبريطانيا وأما أمريكا إذ اعتبرت هذا العدوان إحراجا لها في المنطقة ( من زاوية المصلحة في ترتيب المنطقة ) إلى إيقاف الحرب ثم انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من منطقة بور سعيد . وإذا نظرنا إلى الحرب من ناحية قياس نتائجها السياسية على أهدافها تبين لنا أن الحليفين البريطاني والفرنسي خرجا من الحرب بخسائر سياسية وعسكرية فقد انسحبا من الأرض التي احتلاها ومسح وجودهما من المشرق العربي دون تحقيق أي مكسب سياسي أو عسكري في حين ظفرت مصر بتمصير قناة السويس وبدل أن يسقط نظام جمال عبد الناصر سقطت حكومة إيدن البريطانية سقوطا مهينا ثم تبعتها حكومة غي موليه الفرنسية فضلا عن الشجب العالمي الذي تعرضت له الدولتان . والذي جعل من حرب 67 حتمية مستقبلاً .

تخصص دراسات اقليمية
الخضر – بيت لحم – فلسطين










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف