الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة العنف طالت ألعاب الاطفال

حذام يوسف طاهر

2009 / 6 / 6
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟


الألعاب الالكترونية تعمد تشويه الطفولة

من جملة مادخل البيت العراقي بعد التغيير أجهزة الكومبيوتر وأجهزة والعاب فديو ( البلاي ستيشن _ اكس بوكس وغيرها) وأيضا إبتعاد المجتمع عن إستيعاب بعض مخرجات تلك المنتجات والذي سببت مشاكل اجتماعية بتأثير هذا النوع من الألعاب الذي ينعكس غالبا على سلوكهم وطريقة كلامهم ، وحتى اللعب فيما بينهم ونحن كأهل ومسؤولين عن عوائلنا هل نهتم كثيرا في مايمارسه أطفالنا من ألعاب على الكومبيوتر؟ فالمعتاد إن الطفل يطلب إسم اللعبة منا ومن دون تأخير نأخذه الى أقرب محل الكترونيات ليشتري مايشاء ونحن إن راقبنا فلا يتعدى ذلك النظر الى غلاف اللعبة هل هو لعبة كرة قدم او مغامرة قتالية ، فنسمح له بالأولى وربما لانمنعه عن الثانية ، ومن هنا إرتأينا أن نكون أقرب الى هؤلاء الصبيان والأطفال لنرى كيف يتعاملون مع بعضهم وماهو دور الأهل في الحد من الإانسياق في هذا الموضوع ؟

فكانت لنا جولة في عدد من مقاهي النت وورك ومحلات البلاي ستيشن وبدأنا جولتنا من منطقة شارع فلسطين لندخل قاعة سميت بذات الإسم التي تضم بالإضافة الى لعبة البليارد العاب البلاي ستيشن ، وسألنا أحد الأطفال ( أصيل جعفر) الذي يبلغ من العمر (10) سنوات وقد تحدث بحماس عن الألعاب التي يجيدها ( ربما تصور إني سأمنحه هدية لذلك) ، وعلى الرغم من إستمتاعه بلعبة كرة القدم الا إنه يميل أكثر الى لعبة ( ماتو كومبارت ) وهي لعبة حربية بين مجموعة من الوحوش وتتضمن مصارعات عنيفة بينهم لدرجة القتل .. وعندما لاحظ إشمئزازي من كلمة القتل تحدث بإعجاب عن لعبة إخرى وفي ظنه إنها عادلة وأطلق عليها إسم ( بين رتين ) وقال إنها لعبة عبارة عن طفل يكتشف وجود ساعة تاتي من الفضاء وتظهر صور لعدد من الوحوش وكلما ظهر له وحش يكبس على زر معين ليتحول الوحش الى نار أو يختفي وهو برأيه سوف يخلص البشر من هذه الوحوش . .
ومن شاعر فلسطين توجهت الى شارع الربيعي وتحديدا بالقرب من سنتر (روبن هود) وإقتربت من أحد الأطفال وعمره تسع سنوات مشاكسة إياه بسؤالي : ماذا تحب من ألعاب البلاس ستيشن؟ وبعد تردد أجاب بأنه يلعب هذه الالعاب داخل المنزل فوالده يمنعه من الذهاب الى المقهى خوفا عليه وحتى أقراص الألعاب هو من يشتريها له ، لكنه أحيانا يذهب مع أبناء عمه أو أصدقائه وينتقون مايريدون وأكد إنه يحب الالعاب ( مال العرك) .. وبالقرب منه كانت هناك صبية صغيرة تتابع حديثنا بإهتمام وهذه المرة أنا ترددت بسؤالها لإعتقادي إن الفتيات لايرغبن بمثل هذه الألعاب لكنها صححت إعتقادي عندما تحدثت وبحماس عن لعبها مع أاخيها خاصة الألعاب التي يكون فيها صراع بين إثنين سواء كانوا رجلين أو إمراتين أو وحشين ولاترغب بلعبة كرة القدم .. وعند استفساري عن سبب إنجذابها لهذا اللعبة العنيفة وهي الجميلة الرقيقة جابت إنها تلعبها مع أخيها الأكبر ..( أشعر بمتعة عندما تكون في اللعبة منافسة ، خاصة عندما ألعب مع أخي وهو جيد جدا بها وغالبا ماينتصر علي ..) وهنا بادرت الى سؤال والدتها عن دورها هنا عندما ترى شبه إدمان على ممارسة هذه الألعاب لدى أولادها فردت بحزن : الحقيقة أنا أستغرب أولا من صانعي هذه الأالعاب العنيفة وأشعر إنها عملية متعمدة الغرض منها تشويه أطفالنا وجرهم الى السلوك العنيف الذي يبدو واضحا من خلال مشاهداتي لسلوكيات بعض طلبة الإبتدائية والمتوسطة التي تصيبني أحيانا بالرعب من المستقبل فهناك عنف واضح في تصرفاتهم وحتى في مزاجهم ، وهنا سألتها عن دورها كأم حريصة على أولادها فقالت بياس: أحاول قدر المستطاع أن يكون اللعب داخل المنزل وأوجه اخوهم الاكبر لإختيار اللعبة بأن تكون خالية من مشاهد العنف كأن يكون سباق سيارات أو كرة قدم لأخفف من الشد والتوتر الذي تؤدي له هذه الالعاب العنيفة .
وكانت لنا وقفة أخرى في ساحة كهرمانة لنكون قريبين من مرتادي مركز العرصات للنت وورك وإلتقينا بأحد طلاب الإعدادية ( أحمد فالح ) وعمره (15) عاما الذي تحدث بفخر وهو يستعرض الألعاب التي يتحدى بها أصدقائه وغالبا مايكون هو الفائز خاصة في لعبة ال(gta) ،وهي الأكثر تداولا رغم عنفها الكبير لكنها ممتعة ( حسب رأيه) من ناحية المغامرات في سياقة السيارات وهذا تحديدا مايجذبه لها ، وعن مسؤولية الأهل وكيف يمكن لهم الحد من هذا الموضوع تحدثت إحدى الأمهات وبحزن واضح وقالت : أشعر بتعاسة كبيرة عندما أرى أولادي متحلقين على الكومبيوتر لمراقبة إحدى الألعاب (والدهم يمنعهم من الخروج الى المقهى) لكن هذا لايمنعهم من شراء مايرغبون من ألعاب حيث لاأستطيع السيطرة على موضوع شرائهم للأقراص ، وللأمانة حاولت أكثر من مرة أن أشتري لهم لعبة معقولة أو مناسبة لكني للأسف لم أجد غير تلك الأالعاب التي تشجع على القتل والسرقة والتخريب وتشوه سلوكهم .
ومحطتنا الأخيرة كانت مع الباحثة الإجتماعية لطيفة جاسم وسألناها عن رأيها في هذا الموضوع ومدى خطورة هذه الالعاب على طريقة تفكير الاطفال وكيف يمكن التعامل معهم امام اصرارهم على ممارسة هذه الالعاب ، فأجابت ( في الواقع إان هذه الأالعاب تشوه الأطفال وتؤثر بشكل كبير على ذهنيتهم ولاتستغربي إذا قلت لك إن هناك عوائل مدمنة لهذه الألعاب ولاتقتصر ممارستها على الأطفال فقط ، فأنا أعرف أحد الآباء عندما يلعب لعبة بها مغامرات ينفعل معها ويتصرف بعصبية تدعو الى السخرية وهو القدوة فكيف سيكون سلوك اولاده !! .. ومن هنا ومن خلالكم نلتمس من المسؤولين متابعة هذا الموضوع في الحد من إستيراد هذه الألعاب ومنع المتاجرة بها .. إذن هي مسؤولية الجميع وينبغي أن يفكر التجار بضمير عندما يتعاملون مع هذه الألعاب ولايركزون فقط على موضوع الربح المادي فقط فالخسارة حتما ستطال أولادهم وسيكونو هم الخاسرين .
إذن هي دعوة لمن يهمه الأمر للإنتباه الى هذا الموضوع وتجنيد كل الجهود لتثقيف الأطفال والعمل على توعية الأهل بخطورة هذه الألعاب وهي مهمة صعبة لايمكن الإستهانة بها بل تستنفر الجهود جميعها للعمل على نشر ثقافة المحبة والسلام بدلا من الترويج لثقافة القتل والسرقة لدى شباب المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسلمي
قاريء ( 2009 / 6 / 5 - 21:33 )
تسلمي على هذا الموضوع الواقعي ...والمشكلة في بعض الالعاب التي تتحدث عن حرب احتلال العراق ...
فيه صناعة نفسية مقيتة للطفل ضد وطنه ...


2 - كما قال كاتبنا العظيم المرحوم علي الوردي الحياة تغالب
د.علي عبد داود الزكي ( 2009 / 6 / 6 - 08:06 )
لايمكن ان نمنع المطر من الهطول حيثما لايعجبنا ان ينزل...انها سنة حياة وان مايحفز الطفل وينمي قابلياته هو التغالب وفكرة الظهور بمقدرات القوة والذكاء وغالبا مايكون الذكاء والنبوغ محدود لفئات نسبتها اقل من 20%من الاطفال وهذه هي نسبة طبيعية فان غالبية الاطفال يلجئون الى استخدام المهارة ليكون اكثر قوة واكثر شهرة وهذا شيء طبيعي لايمكن ان نمنعه نهائيا لكن... ممكن ان تكون هناك مناهج تربوية رديفة تصحح الخطا وتعدل المسار وهذه هي ليست مشكلة منزل بقدر ماهي مشكلة وتقصير تربوي من قبل وزارات الدولة المعنية بتنشئة الاجيال... المفروض تكون هناك مناهج تربوية سليمة تعلم الانسان معاني الايثار والحكمة والسلام والطيبة وتعلمه مساعدة الاخرين يجب ان لانمنع لكن علينا ان نزيد دروس الانسانية وحب الاخرين وكيفية جعل المجتمع متماسك.... فان الحياة كما قال د.علي الوردي تغالب تغالب... وحتى نحن خاضعون لهذا المفهون مفهوم التغالب لو فكرنا جيدا سنرى الحقيقة التي في داخلنا... ونستنكرها على غيرنا....

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط