الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(الوطنيون الجدد) و دكتاتورية الأغلبية

غسان سالم

2009 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


طرح دولة رئيس الوزراء (نوري المالكي) رغبته بتبني النظام الرئاسي، وضرورة تجاوز الديمقراطية التوافقية، لأنها عطلت الدولة.
ويسعى حزب الدعوة تغيير النظام البرلماني في العراق إلى رئاسي، على أمل فوزه في الانتخابات البرلمانية القادمة، منطلقا من النتائج التي حصل عليها في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، يؤكد مؤيدو هذا التوجه، بأن هذا المنجز تحقق لان السيد نوري المالكي استطاع أن يتجاوز الطائفية، وانتماء حزبه المذهبي. بل إن طارق حرب (الخبير القانوني) أكد في لقاء تلفازي بأن المالكي سيحصد مقاعد البرلمان القادم، لان العراقيين ملوا من المحاصصة، والمالكي -والكلام لحرب- يقدم لهم الخيار الأصوب.
وهنا اطرح تساؤلي الأول لمروجي (الوطنية الجديدة!): هل استطاعت قائمة المالكي الفوز في أية محافظة (غير شيعية) أو شكلت حضورا؟ بالطبع الجواب لا. نعم فازت قائمته في تسع محافظات وهي بغداد وثمان محافظات مغلقة للمكون الشيعي. إذن لم يستطيع حزب الدعوة بتحالفاته تجاوز الانتماء المذهبي.
ولي تساؤل آخر: لماذا الدعوة لترك الديمقراطية التوافقية، التي تضمن للجميع التمثيل في دولة منقسمة عرقيا ودينيا ومذهبيا؟ أليس لأنهم طائفيون ولا يؤمنون بالأخر، فالآخر يجب أن يكون تابعا لأنه اقل عددا.
يدرك مروجي (الوطنية الجديدة!) جيدا ماذا يريدون، فليس اعتباطا رفضهم لفيدرالية الجنوب التي دعا إليها المجلس الأعلى الإسلامي، ورفضهم لفيدرالية البصرة التي طالب بها بعض السياسيين، فهم يسعون لحكم العراق كله باسم الديمقراطية العددية، تحت يافطة قديمة جديدة اسمها (الوطنية).
ويبقى العائق الوحيد أمام تحقيق هدفهم، هي الديمقراطية التوافقية، التي نظر لها الهولندي (آرنت ليبهارت) في عام 1984 في كتابه (الديمقراطية والديمقراطية التوافقية)، وهي تضمن للأقل عددا امتلاك حق النقض كي يحافظ على حقوقه، والوقوف بوجه دكتاتورية الأغلبية، وخاصة إن كانت تقوم على أساس عرقي، أو ديني، أو مذهبي، ويمكن هذا النوع من الديمقراطية الأقليات لعب دور اكبر لأنها تعتمد على التحالفات البرلمانية.
نعم للديمقراطية التوافقية سلبيات، كما لغيرها من التطبيقات الديمقراطية، لكنها أفضل للعراق، لأنه بلد متعدد الأعراق والأديان والمذاهب، ولم تتحقق فيه بعد أسس (المواطنة الحقة) التي تتجاوز هذه التفرعات.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الديمقراطية تعني العدالة والمدنية
د.علي عبد داود الزكي ( 2009 / 6 / 6 - 07:47 )
الديمقراطية تعني تساوي الجميع بالحقوق والواجبات والديمقراطية التوافقية هي اسوء من الدكتاتورية لان الدكتاتورية تعني نظام وتعني خضوع لقانون دولة يحترم من قبل الجميع(قهريا) بغض النظر من عدالته ام لا ...وبهذا المواطن يتكيف للوضع القانوني.... الذي تحميه القوة العسكرية للدولة... اما الديمقراطية التوافقية التي شهدها العراق هي تخاذلات ومساومات... لاقانون لا نظام لااحترام وهي عبء على جميع مكونات المجتمع العراقي... لانها لاتحمي حقوق احد ... وانما الطبقة العليا بالدولة هي من يساوم على حقوق المظلومين لمكاسب للمتسلقين للسلطة من جميع الاحزاب....
لا نقف مع المالكي او غيره لكن وضع العراق يحتاج الى فكر جديد فكر غير عنصري وفكر يرتقي بمستوى الانسان العراقي الى مستوى المدنية... نعم التوافقية قد تحمي بعض الحقوق لكن هل جميع الاقليات العرقية والدنية موجودة ومحترمة حقوقها.... بالتاكيد لا .....ان كل ماموجود في الديمقرطية التوافقية العراقية الحالية هو الشيعة والاكراد والسنة... من يحمي اذن حقوق المسيح والصابئة واليزيديون وطوائف الشيعة الاخرى والاديان الاخرى والتي بعضها مستترا خوفا من الارهاب المسلح... من سيحمي حقوق الاعراق القومية والذين هم اقليات وهم الكلدواشورين والسريان والتركمان والتبعيات الهندية والب


2 - يقول غاندي كن التغيير الذي تريد ان تراه
اسماعيل ميرشم ( 2009 / 6 / 6 - 11:27 )
ظهور حكومة ديمقراطية قوية تحاسب بعدالة
وتكون حازمة مع الجميع
السيد علي الزكي بعد الاستئذان من الاستاذ غسان سالم
الحزم والقوة لاية حكومة تتافي جملة وتفصيلا مع اهم مبدئ للديمقراطية وهي حكم الشعب ومشاركته الفعالة والواعية والاختيارية دون اكراه اوممارسة اية قوه لاخضاعهم بل المشاركة في رسم السياسات ومراقبة تنفيدها بشفافية وفعالية والتي يجب ان تكون تخدم مصالح الجميع دون تمييز او تهميش
ان مبدئ دكتاتورية الاغلبية التي يروج لها هذه الايام في العراق ما هي الا العودة الى المريع الاول والاتيان بدكتاتورية طائفية بدل الدكتاتورية العسكرية الكارثية التي دمرت العراق خلال العقود الاربعة الماضية ان القيام بتقوية وتوعية المواطن ليعرف حقوقه دستوريا وصيانه مكانة المواطن وتوسيع مشاركته في القرارات هي افضل من الانقلاب على الديمقراطية التوافقية الحالية الغير المكتملة والمتعددة العيوب ولاكنها هي الافضل لوضع العراق لعشرات سنين قادمة على اقل تقدير
تحيتي

اخر الافلام

.. تعمد نتنياهو تعطيل اتفاق وقف النار


.. وفد قطري يتوجه إلى مصر لاستئناف المفاوضات بشأن الهدنة في غزة




.. المقترح المصري.. والخطوط العريضة


.. الرئيس الصيني في زيارة لباريس هي الأولى له منذ 5 سنوات| #مرا




.. رداً على تصريحات غربية.. بوتين يوجه بإجراء تدريبات نووية| #م