الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين يأخذنا المؤتمر القومي العربي

حسين عبدالله نورالدين

2004 / 4 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كعادتهم تجمعوا وعاشوا بضعة أيام في فنادق بيروت واستمتعوا بشمس المتوسط الربيعية. وبعد مداولات وبالتأكيد مجاملات أصدروا بيانهم الذي جاء مجرد إنشاء يعلم واضعوه قبل غيرهم انه سيضيع في الهواء. مجرد كلمات تتناقلها وسائل الإعلام ويضحك منها كل عاقل يقراها بتمعن وتمحيص.
المؤتمرون طالبوا بتعزيز المقاومة الفلسطينية وتامين استمرار الانتفاضة ولكن هل يعلم المؤتمرون ما هو الثمن لذلك؟
لماذا لم يطالبوا بفتح الحدود السورية واللبنانية للمقاومة؟ هل تناسوا أن لبنان الرسمي تعهد قبل أسابيع بالمحافظة على الهدوء على الحدود مع إسرائيل وتعهد بمنع أي فلسطيني بالعبور إلى إسرائيل للمقاومة؟
لم يطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين والعرب في السجون السورية
لم يطالبوا بإطلاق سراح دعاة الحريات وحقوق الإنسان في لبنان وسورية وغيرهما من البلدان العربية.
طالبوا بانسحاب القوات الأجنبية من العراق لكنهم لم يطالبوا بانسحاب القوات السورية من لبنان وهي الموجودة هناك منذ ثمانية وعشرين عاما.

وعند النظر في تفاصيل كلمات بعض المشاركين في المؤتمر نجد سذاجة حتى في استخدام المفردات.
لننظر في كلمة سليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق.
كلمته غريبة بالفعل فهو انتقد كل شيء ورفض كل شيء ووضع مطالب غريبة لعله يعلم قبل غيره أن تنفيذها مستحيل.
طالب باتحاد عربي
طالب بانسحاب اميركي فوري من العراق
طالب برفض مشروع الشرق الأوسط الكبير
طالب برفض مبادرة السلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت
طالب برفض كافة الحلول المطروحة دوليا داعيا إلى التمسك بالمقاومة ووحدة فلسطين.
أما وليد جنبلاط فكانت مطالباته أكثر غرابة
دعا إلى تكثيف العمليات "الاستشهادية"، وحرق السفارات الإسرائيلية
دعا إلى رفض أي قمة عربية لأنها تجمع الجواسيس والمتآمرين
طالب بفتح الحدود (دون تحديد أي حدود)
أطلق اتهامات دون وجه حق ضد شخصيات فلسطينية (دحلان)
طالب بفتح السجون ورفع القيود وتحرير الحدود (لكنه لم يقل بفتح السجون السورية مثلا وإطلاق دعاة الحقوق، ولم يقل بفتح الحدود السورية مثلا للمقاومة الفلسطينية).
وأخيرا حيا جنبلاط الجندي الأردني الذي قتل اميركيين في كوسوفو.

وهذه التحية التي وجهها جنبلاط لهذا الجندي المسكين تبدو بالفعل غريبة.
فكيف نحي من يقتل بدون وجه حق وبدون سبب وبدون مبرر؟
والأغرب إن جنبلاط حيا أيضا الزعران الذين مثلوا بجثث الأجانب في الفلوجة.
فكيف نحي عملا إرهابيا مثل هذا تنبذه الشرائع السماوية والإنسانية

هاهي الفلوجة تدمر جراء هذا الفعل الشنيع، فهل يتكرم الزعيم جنبلاط بقليل من أمواله الكثيرة لإعادة بناء المدينة؟

الحص وجنبلاط وغيرهما من المشاركين في ذلك المؤتمر العتيد كانوا يرمون الكلام على عواهنه دون حساب للنتائج ودون التفات لمدى واقعية الكلام أو مدى إمكانية تحقيقه.
طبعا من المعروف انه ليس على الكلام جمرك ولذا فان كل من يرغب أدلى بدلوه وقال ما عنده. ولكن بعد أن انفض السامر وعاد كل إلى بيته أو غرفته في الفندق ماذا فعل؟
الم يراجع نفسه؟ الم يراجع ما نطقت به شفتاه؟
الم يندم على ما قال؟

الم يحن الوقت ليكون زعماء هذه الأمة أكثر نضجا؟
الم يحن الوقت ليكون لدى هذه الأمة زعماء يعترفون بالواقع المر لهزيمتنا الداخلية ويعملون على إعادة البناء بصورة جدية؟
إلى متى يا امة ضحكت من جهلها الأمم.

حسين عبدالله نورالدين
كاتب صحفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله