الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول الحالة اللإنسانية للاجئين العراقيين هل تتقصد السلطة العراقية إلهابها وزيادة أوار نارها

خالد عيسى طه

2009 / 6 / 7
حقوق الانسان


Discussion about the situation of Iraqi Refugees


المستشار القانوني
رئيس منظمة محامين بلا حدود
للاجئين العراقيين قصة مؤلمة تتبدى منها صورة مأساوية تتكرر يوما بيوم، تثير في تكرارها إنهمار

الدمع الثخين من عيون اللاجئين في دول اللجوء والعراقيين القابعين في بلدهم، وتفجرالدمع واللوعة

والألم يصور الحالة المزرية التي يعيشها هؤلاء اللاجئين العراقيين، حالة الرعب وإنعدام الأمان التي

تثيرها السلطات العراقية في إصرارها على حكومات اللجوء بضرورة عودة المواطنين العراقيين

الى العراق، غير المحمي أمنيا، والذي يمتنع عن توفير العمل الشريف الإنساني لهؤلاء اللاجئين إن

عادوا للعراق، إضافة لعدم وجود مأوى أو أي سكن يحتون به، والكثير منهم صادرت بيوتهم

العصابات المجرمة. وهكذا يبقى هؤلاء اللاجئين عزل من حماية دولة اللجوء وحماية دولتهم، عزل

من أكل الخبز النظيف وعزل من الحصول على عمل، وعزل من الإستقرار والأمان ومن المواطنة

بمفهومها العلمي والإنساني.

تتستر السلطات العراقية في إصرارها على عودة اللاجئين العراقيين وراء غطاء واه مهلهل، أصله

خاطئ وطريقته مؤلمة. غاية الحكومة من ذلك أن تخدع الآخرين بإن العراق الآن يرفل بالأمان

والطمأنينة، وإن العمل متوفر والسكن موفور، وإن الحياة في العراق أصبحت رغيدة هانئة لا تحتاج

إلا الى مواطنين يزرعون فيحصدون ثمارهم. وأمام مثل هذا الخداع لا يستطيع أي إنسان أن يتصور

أن توغل الحكومة في التلذذ بالإيذاء بالمجنى عليهم.

تقول مؤسسة " ميدل إيست أون لاين" : إن الحكومة العراقية تعقد إتفاقيات سرية مع

دول أوربا لإعادة اللاجئين العراقيين للعراق قسرا. وتكتفي الحكومة العراقية بإلقاء

المهاجرين العراقيين في معسكرات. الدافع الرئيسي الذي السلطات العراقية على ملاحقة

اللاجئين هو إضفاء شيئ من المصداقية على مزاعمها الأمينة، وكأنها حكومة قادرة

على توفير مستلزمات العيش والأمن لمواطنيها، وهو ما لا تتوفر دلائل عليه.

هذا هو تقرير المؤسسة، وهي مؤسسة غربية دافها إنساني محض، متألمة، كما

المواطنين العراقيين، على وضع اللاجئين العراقيين. فأين المسؤولين من هذا؟!! لا شيئ

سوى الإيغال في الدجل والخداع، وسوى الإستمرار في الأذى والألم.

تغلف الآلام والأحزان اللاجئين العراقيين في السويد والنرويج، حيث تأمرهم سلطات

دولة اللجوء على مغادرة البلاد، ولا تمدد لهم الإقامة أو اللجوء عندها بسبب أوامر

السلطات العراقية عن طريق دبلوماسييها. إلتجأ اللاجئون العراقيون الى الكنائس ولاذوا
بها لمنع إرغامهم على العودة الى العراق، العودة التي ستكلفهم غاليا، ربما حتى

أرواحهم من بطش عصابات الإجرام، أو أقلها عيشهم في خيام بدون عمل أو أبسط

أسباب العيش الكريم، الذي لا تستطيع الحكومة العراقية توفيره الآن.

امام إحتماء اللاجئين في كنائس السويد والنرويج، هددهم السفير العراقي في السويد

والنرويج (سفير واحد لكلا البلدين) بجلب الشرطة وإخراجهم عنوة وإرسالهم للعراق.

هذا السفير نفسه كان له حديث يوم 2 حزيران 2009 مع موقع إيلاف، لم يشر فيه لا من

قريب أو بعيد عن هكذا مشكلة ولا عن ضغطه على اللاجئين العراقيين في الدول التي

هو سفيرا فيها. كان هادئا تناول مواضيع أخرى عن مشكلة اللاجئين المأساوية هذه، بل

إنه أظهر في كلامة الروح الإنسانية في تعامله مع مواطنية في هذه الدول، وإنه دائم

العمل والحماس لحل مشاكلهم. فمن يعرف عن مقابلته مع إيلاف، يزيل همه ويقول إن

العراقيين في هذه الدول بخير طالما وراءهم مسؤولون يحزمون أمرهم لمساعدتهم. لم

يذكر إجبار اللاجئين العراقيين على العودة البتة.

لكن لنسمع ما يقوله المسؤولون في الأمم المتحدة لينجلي لنا أمر السفير وسفارتيه وأمر

الحكومة العراقية:

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء 2-6 2009 : إن

العراق مازال هشا للغاية بدرجة تحول دون إستيعاب 1.5 مليون عراقي مازالوا يعيشون

خارج حدوده، وإن عملية إعادة قسرية لهؤلاء اللاجئين ستضع الأفراد عرضة لخطر.

أهذه الإزدواجية في توجهات الحكومة نابعة من الطائفية والعنصرية القومية، نعم، فلو
كان المسؤولون يحسون بالتعاطف الوطني ويزيلون عن كاهلهم كل أدران الطائفية

والمحسوبية والإرتباط العنصري القومي المتطرف على حساب خيمة الوطن العراقي

وفسيفسائه الجميل، لكان خطابهم وطنيا صحيحا نافعا للناس، ومن أولها العمل الجاد

على توفير الحماية والأمن وتوفير العمل الشريف لكل القادرين عليه، ونحن بلد

الثروات، وتوفير السكن اللائق بالإنسان وتوفير الحرية والديمقراطية للجميع، ومحاسبة

المجرمين بالعدالة القانونية. لكن شيئا من هذا لا يوجد إلا قليله، ويريدون من الناس أن

يعودوا ليواجهوا ما تحمد عقباه، بل ويجبروا اللاجئين على العودة، العودة للجوع

والعوز والآلام وكذلك الموت.

وربما فقط فضائية الفيحاء أثارت الموضوع وإنتصرت للاجئين، والمسؤولون يغطون

في نوم عميق، قسم منهم امام تقسيم كعكة العراق. وها هو الوزير السابق للتجارة، عبد

الفلاح السواني، الذي نهب مع أخوية وأعوانه البلايين، بدون أي وازع من ضمير او

وطنية. وهناك آخرون في مركز صنع القرار، لا يقلون عنه جريمة وخيانة وطنية، لأن

من يسرق قوت الناس ويتلاعب بحياتهم لا يقل خيانة عن خونة الوطن. اللهم إلا البعثيين

الذين يندر من يخون الوطن مثلهم، فهم الحثالة الدنيا في الحياة.

مثل هؤلاء المسؤولين الذين يريدون حجب الحقائق عن أوضاع العراق، الأمنية

والمعيشية، لا يريدون أن يسمعوا الحقائق، ولا يريدون الناس أن تسمعها كذلك، يريدون

أن يغطوا الشمس بغربال؟!!

نستمع للسيد ريموند ريدموند، المتحدث بإسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين في مؤتمرة الصحفي في جنيف فيقول: بينما تتحسن الأوضاع الأمنية في

مجملها، في العراق، فإنها غير مستمرة بدرجة كافية تشجع على عودة أعداد من

اللاجئين.

وبينما عاد بعض العراقيين اللاجئين بالفعل، قال ريدموند أن كثير منهم ليسوا في أمان

أو يمكن دعمهم من السلطات. واضاف: راي المفوضية هو إن العراقيين يحب أن لا

يجبروا على العودة للعراق، وهو الأمر الذي سيكون ضارا لسلامة المعنيين وسؤثر على

قدرة الإستيعاب الهشة للبلد.

كيف يريد المسؤولون العراقيون أن يعيدوا اللاجئين بالقوة للعراق دون توفير مستلزمات

حياتهم المطمئنة المتعافية في العمل والعيش والأمن. إن الغرباء هو أرحم بالعراقيين من

مسؤوليهم، الذين أعمتهم السلطة والثراء الفاحش والأنانية المقيتة. الغرباء في الدول

الإوربية يوفرون للآجئين العراقيين، وكل اللاجئين من الدول الأخرى، السكن والعيش

الكريم والعمل كذلك في كثير من الأحيان. وأيضا تأتي هذه المساعدات من منظمات

كاثوليكية مسيحية، فهل دولنا العربية الإسلامية توفر للآجئين مثل هذه الحماية الإنسانية

والعيش الكريم ؟!! كلا أبدا. إنهم مثل مسؤولينا مشغولون بسلكتهم وثرائهم وأنانيتهم،

ويريدون تأييدهم وتعظيمهم بإسم العروبة والإسلام، وهو لا يقدمون سوى الألم والتعاسة

والموت لمواطنيهم ولمن يقبلوهم لاجئين، إن كان شيئ من قبول اللجوء يحصل. ومع

ذلك ترفع الدول العربية والإسلامية، ومنظمات قومانية ودينية، عقيرتها بالصراخ ضد

الغرب الكافر. الكافر هذا، يا منظمات يحمي مواطنية ومواطني الدول الأخرى، فأين
أنتم من هذا، يا من سرقتم أموال مواطنيكم وحرمتموهم حريتمهم وأرهبتوهم

وارعبتوهم، وجثمتم على صدورهم عشرات السنين تحكمون في سلطة انتم اشد الأغبياء

على قيادتها.

وإذا ما عدنا لمواجهة الحكومة العراقية في قسرها على إعادة اللاجئين الى العراق،

وبين ما يحصل عليه العراقييون في دول اللجوء هذه، بدون منه ولا مقابل، فنرى خطل

ما نويت الحكومة العراقية عليه من تعسف.

ولعل تصريحات الأمم المتحدة تسعفنا في هذا الشان " يقول مسؤول في الإمم المتحدة:

إن منازل الكثير من الذين هربوا من العراق من عنف المسلحين، قد تم تدميرها ولم يعد

يوجد مكان يعودون إليه ". فهل تستطيع الحكومة العراقية توفير السكن، مجرد السكن

لعودة هؤلاء اللاجئين المحاصرين؟!!

أبو خلود
www.kitlawfirm.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق