الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفات على سلم الجحيم

أمين الربيع

2009 / 6 / 8
الادب والفن


حَمْلُ الهوى فَوقَ الهوى إتلافُ

ولَرُبَّ حِبٍّ هَجرُهُ إنصافُ!

مَدَّ الهوى كفَّاً شَحيحٌ بذلُها

وبَسَطتُ كفَّاً طبعُها الإسرافُ

هيَّأتُ نفسي مُنذُ عَهدِ جَهالتي

أنْ لا تُدمِّرَ منطقي الأهدافُ

رَكِبَ الهوى قَلعاً ضَياعٌ دَربُها

ورَكبتُ قَلعاً دَربُها أضعافُ

نحوَ الحُتوفِ أسيرُ مِلءَ إرادَتي

وتَصدُّني عنّي هُنا الأعرافُ

لكنَّني أبحرتُ، كيفَ تَوقُّفي

من بعدما أزرى بيَ الإيقافُ

هيَ غَمْضَةٌ أرتاحُ فيها لحظةً

إنْ مَسَّ قلبي في الكُوى إرعافُ

من بعدِها أمضي بعَزمِ جوانحي

نحو الضَّياعِ تُضيقُهُ الأوصافُ

حُبٌّ يلي حُبَّاً وأترُكُ مَركبي

بيَدِ العُبابِ تَقودُهُ الأحتافُ

جِنسٌ على جِنسٍ وأُطلقُ رَغبتي

ما راعَني يوماً مَن الأطرافُ!

قالوا ( بُهيميٌّ ) وقلتُ مُمزَّقٌ

بينَ النِّساءِ يَقودُهُ الإجحافُ

بي من هُطولِ الحِسِّ فَيضٌ جَارفٌ

يرقى بهِ نحوَ الجوى الإرهافُ

وعلى النَّقيضِ بخاطري إطلالةٌ

الدُّرُّ فيها تُبدِهِ الأصدافُ

لا فَرقَ يجمَعُ بينها إنْ أقبلتْ

رؤيا النَّقيضِ فَكفُّها مِتلافُ

أصلُ الكِرامِ من الوَضاعةِ مثلما

كُلُّ الرَّعاعِ أُصولُهمْ أشرافُ!

بينَ الهوى ونَظيرهِ مُتَوقَّف

بينَ الجحيمِ وضدِّهِ الأعرافُ

هذي (الأبيقوريَّةُ) الـ تحيا هُنا

جاءت بعَصرٍكانَ فيهِ جَفافُ

فَنَمتْ وشبَّتْ واستبدَّ صَهيلُها

من بعدما أفضى هُنا الأسلافُ

ظُلَمُ الهَواجسِ وانفِلاتُ حَسيسِها

أوثانُ قلبٍ أهلُهُ أحنافُ!

ما راعَني جَهلي وغَيُّ تخبُّطي

ما دامَ لي عِندَ الهـوى إيلافُ

***

أمين الربيع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله الله
الشاعر : محمد تركي حجازي ( 2009 / 6 / 7 - 21:24 )
هنا وقفت طويلاً أمام هذه القصيدة الرائعة
نفس شعري غريب وطرح جديد وبصمة خاصة
أُهنئك من كل قلبي .. يا صديقي .


2 - مطر .. مطر
خالد قديسات ( 2009 / 6 / 8 - 11:20 )
هذه من أجمل الفائيات التي مررت عليها بحياتي .. وهي جريئة في موضوعها وطرحها .. تحيتي لك

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي