الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر في الرؤية الأوبامية

اديب طالب

2009 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما تحدث الأميركيون والإسرائيليون، والأوروبيون، إضافة لعقلاء العرب والمسلمين ولكن بدرجة أقل....... كل هذه السلسلة تحدثت: أن العالم صار أكثر خطراً بعد أحداث 11 سبتمبر المجرمة، وإن الإرهاب قد يضرب أي مكان، مطلق مكان. ورغم كل ما يذل من أجل تقليص ذاك الخطر، وليس قليلاً، أو غير كاف، بكل تأكيد، فما تزال أفغانستان ملتهبة، وباكستان مهددة ـ بفتح الدال ـ ومهددة ـ بكسر الدال ـ بنووييها المنطقة والعالم، والعراق واليمن وفلسطين تعبث فيهم إيران وأذرعها، مداً وجزراً، ولغة العبث الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة. أما طالبان والقاعدة فما تزالان مشرعة أنيابهما الصفراء السامة في وجه العالم.
لن نقول أن العالم قد فشل في مكافحة الإرهاب، ولكننا نقول جازمين أن الحرب معه ما تزال قائمة، ولكنها بحاجة لآليات جديدة وعقل سياسي أكثر قدرة على اكتساب الأصدقاء، وإفهام الأعداء أن الإمهال غير الإهمال، وأن صناعة التفاهمات ومدّ الأيدي ليست دلالة ضعف، واتقوا غضب الحليم.
في ضوء المفاهيم الماضية، قد نقدر على وعي وتفسير ومحاولة استيعاب الرؤية الأوبامية لواقع ومستقبل الأزمات الأهم التي تعصف وتعصر هذا العالم. ثمة تفاهمان أوباميان، الأول تفاهم أميركي أوروبي عربي إسرائيلي، والثاني تفاهم أميركي أوروبي عربي إيراني. وحتى ينجح التفاهمان؛ لا بد من تفعيل مسارهما في وقت واحد، أو متقارب على الأقل.
قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايكل مولن، في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في واشنطن "كما تعلمون، أفغانستان وباكستان بلدان مختلفان كلياً ولكنهما مرتبطان بشكل كبير، ليس ببعضهما البعض فحسب، بل بالولايات المتحدة أيضاً، وأن المصالح القومية الأميركية مرتبطة بهذه المنطقة أكثر من أي مكان آخر في الوقت الراهن، ولا توجد زاوية في العالم تقلقني أكثر". إذن فهزيمة طالبان ضرورة أمنية، للأمن القومي الأميركي، وهنا أكثر الزوايا في العالم إقلاقاً لأميركا... أمران تما تحت خيمة أقوال السيد مولن، الأول استمرار الجيش الباكستاني في شن هجومه الواسع ضد قواعد طالبان في باكستان في منطقة وادي سوات، فضلاً عن تصاعد المعارك في أفغانستان بين القوات المشتركة وقوات طالبان. أما الأمر الثاني وذو الدلالة السياسية الأهم فهو القمة الإيرانية الأفغانية الباكستانية التي عقدت في طهران وبرعاية رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية محمود أحمدي نجاد، وعنوان هذه القمة العتيدة فعلاً هو: الحرب على الإرهاب والحرب على المخدرات، وكان لا بد من "المخدرات" لتغطية "السموات بالقبوات". هل القمة العتيدة وبرعاية نجاد خطوات أميركية باتجاه إيران وهي ضرورة لا بد منها للأمن القومي الأميركي؟ وهذا ما سبق وطبّق في العراق عندما لجمت إيران جيش المهدي الصدري في العراق، مما ساعد على فرص استقرار أكثر فيه....... وهذه بداية التفاهم الأميركي الإيراني إن أردنا تحديداً أكثر فلنقل مدخلاً له. وعلى العرب والإسرائيليين القبول إن صعب عليهم الترحيب، أما أوروبا فبالجيب هذه المرة كمرات قبلها؛ جنت فيها أوروبا بركات اقتصادية بالتفاهم المصلحي البحت مع إيران.
التفاهم الأميركي الأوروبي العربي الإسرائيلي، وحتى الإسلامي بموافقة 57 دولة إسلامية لم تعترف بإسرائيل حتى الآن، هذا التفاهم تعيقه إسرائيل؛ برفض حل "الدولتين" وعدم القبول بإزالة العشوائي من المستوطنات، ومنع نمو المستوطنات القائم حالياً. ويرفضه بعض العرب الممانعة وسوريا مثلاً، وبعض الإسلام الممانع، إيران وحماس مثلان.
إذا افترضنا أن أوباما قادر على الضغط على إسرائيل، فهل إيران راغبة أو قادرة ـ حالياً ـ على إرغام حماس على ذلك؟ وقادرة على لجم نفسها ن الوصول الى السلاح النووي انطلاقاً من حجة تخصيب اليورانيوم لمفاعلات نووية سلمية؟ ولنتذكر أن أوباما استجاب لإلحاح نتنياهو، ووافق على تشكيل لجنة أميركية ـ إسرائيلية مشتركة مهمتها الاجتماع شهرياً لدراسة موضوع واحد، هو تطور البرنامج النووي الإيراني وتقديم تقريرها الى المسؤولين في الإدارتين؟ أم أن لمهلة لغاية عام 2009، حيث قد يعيد السيد أوباما النظر في طريقة مد اليد لإيران، من مد الى شيء آخر، ترضى عنه إسرائيل، وتنقلب المعادلات، وتتشابك المفاهيم، بما فيها من رؤى عنفية لدرجة إشعال نار الحرب؟
نحو عام من الآن إمّا أن تنجح الرؤية الأوبامية، وإما أن يفعل الرئيس الأميركي الجديد ما لم يفعله سلفه السيد بوش ـ رغم عشقه للحروب ـ ألا وهو الحرب على إيران، وعندها من هو الرئيس "الحربجي" أكثر؟ نأمل ألا تقوم الحرب، ولنعمل على ذلك، أقصى الجهد، وإلا لا بد مما ليس منه بد، والحرب الحارة على النازية، والحرب الباردة على الشيوعية؛ حربان، كان من المستحيل تجنبهما، اللهم إلا إذا قررنا أن يترك العالم لينهشه العنصريون، ويفترسه الاستبداد الشمولي. ويقضي على حضارته الارهاب المتمسح بأهداب الدين والدين منه براء.

() معارض سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات