الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تقدم الغرب و تاخر الشرق

مصطفى العوزي

2009 / 6 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لماذا تقدم الغرب و تأخر الشرق ؟ ، سؤال معقد و مركب ، و جوهري في معرفة مجموع العوامل المفسرة لظاهرة التخلف التي صنفت العالم إلى شمال و جنوب ، و اهتم بالإجابة عنه الكثير من المفكرين العالميين و علماء الاجتماع و التاريخ و الجغرافيا و القانونيين و الساسة و رجال الاقتصاد و الآداب و الفن ، و حظي بقسط وافر من الدرس و التحليل في كبريات الجامعات و المعاهد العالمية ، و يمكن تلخيص مجمل النظريات و التفسيرات المقترحة في سبيل فهم ظاهرة التخلف و التي تقدم لنا إجابة عن السؤال السالف الذكر في تيارين ، التيار الأول يرى أن ظاهرة التخلف هي نتاج عوامل داخلية تعيشها البلدان المتخلفة ، هذه الأخيرة التي لازالت بعد تعتمد على أساليب في العيش و أنماط الحياة جد تقليدية . يتزعم هذا التيار أصحاب النظرية التطورية التي ترى انه لكي تخرج البلدان المتخلفة من وضعها السيئ عليها أن تمر من مراحل النمو الخمس التي مرت منها البلدان المتقدمة _ البلدان الاروبية و الغربية بصفة عامة _ و بالتالي فسبب تخلف هذه البلدان سيظل قائما إن لم تمر هي من هذه المراحل الخمس معتمدة على البلدان المتقدمة كنموذج و قدوة يحتدى به ، هذا إضافة إلى أصحاب نظرية الحلقة المفرغة الذين اعتبروا أن البلدان المتخلفة تعيش داخل حلقة تبدأ بالإنتاج التقليدي الذي يعطي مردودية ضعيفة و بالتالي يكون هامش الادخار منعدما فغياب التراكم و بالتالي تظل هذه البلدان تعيش داخل حلقة مفرغة يصعب الخروج منها و على النقيض من هذه الطروحات يأتي التيار الثاني الذي يفسر ظاهرة التخلف بعوامل خارجية لا يد للبلدان المتخلفة فيها ، فاندريه جندر فرانك يرى مثلا أن النظام العالمي السائد الذي افرز دول متقدمة و أخرى متخلفة هو المسؤل عن ظاهرة التخلف ، و ذلك حيث تعمل البلدان المتقدمة على امتصاص خيرات البلدان المتخلفة فتقوم عواصم دول المحور( البلدان المتقدمة ) بامتصاص طاقات و خيرات عواصم دول الذيل ( البلدان المتخلفة ) ، و ينطلق أندريه جندر فرانك في بداية حديثه عن التخلف من قوله بان الإسقاط الخاطئ لتاريخ البلدان المتقدمة على حاضر البلدان المتخلفة و القول بان هذه البلدان هي الآن تمر من مرحلة مرت منها بلدان الشمال في وقت سابق من تاريخها ، هي فكرة خاطئة لا تقدم لنا أي تفسير منطقي مقبول .
و في نفس الاتجاه يقدم سمير أمين تفسيره للتخلف حيث يرى أن سبب الظاهرة هو النظام الرأسمالي الذي يؤدي إلى نشوء علاقات غير متوازنة بين دول الشمال و دول الجنوب و بالتالي عدم التكافؤ في كل مناحي الحياة الذي ينتج عنه الزيادة في غنى الدول المتقدمة الغنية و الزيادة في تخلف و تفقير البلدان المتخلفة ، و عليه فالحل للخروج من هذا الوضع هو التخلي عن النظام الرأسمالي و تبني أخر اشتراكي .
إن النظريات التي عرضن فحواها هنا باختزال شديد، هي أهم ما قدم في تفسير ظاهرة التخلف ، و يدل التباين و الاختلاف و التضاد الحاصل بينها على مدى تعقد الظاهرة و صعوبة تحليلها مما يتطلب زيادة في التحليل و الدراسة الأمر الذي لن يتم دون رصد إمكانات مالية مهمة للبحث العلمي في المجال و العمل على إنشاء و دعم معاهد و مراكز بحوث اجتماعية ، و هي المهمة التي تتحمل حكوماتنا كامل المسؤولية فيها ، فهل تدرك حجم و أهمية هذه المسؤولية ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. يديعوت أحرنوت: ليبرمان يفضل انتظار خوض الانتخابات المقبلة |




.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص


.. انهيار مبنى سكني في #إسطنبول #سوشال_سكاي




.. وول ستريت جورنال: إسرائيل أعادت النظر في خطتها في رفح لتفادي