الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة الخامس من حزيران كل عام وانتم بخير

ربحان رمضان

2009 / 6 / 8
كتابات ساخرة


في الرابع من حزيران من كل سنة ميلادية نذهب زوجتي وأنا لشراء لوازم الاحتفال الذي نقيمه عادة ً في اليوم التالي منه ، وقد أوصيت زوجتي في هذا العام أن لاتنسى شراء شموع العيد وهي سبعة ، وأن تدعوا أصدقاء "جنكو" وزملاءه في المدرسة للمشاركة في الاحتفال ...

لا تذهبوا بعيدا فاحتفالنا هو احتفال بعيد ميلاد جنكو الذي بلغ عمره البارحة / في الخامس من حزيران ، سبع سنوات
اتصلت بزوجتي من مدينة الدوحة حيث أقوم بزيارة ذات صفة خاصة لأهنئها وأهنئ جنكو ، قالت لي : احتفلنا وقد دعى جنكو أصدقاه آلمين وخارث البوسنيان ، وفارين ، وروفا الكرديان ، كما دعى جو النمساوي ، وجاءت جارتنا التي التسكن في الطابق الثالث ومعها حفيدتها الغيرة .. اقتصر احتفالنا على الفرح دون هزائم .

زوجتي ولأنها لم تكن في حزيران 1967 قد ولدت بعد ، ولأنها ليست عربية ، ولا كردية لا تقيس ولا تقرن يوم ميلاد ابنها بيوم انكسار جيوش الأنظمة العربية بفضل حكمة أنظمتها (كما يشاع) ..
حسرة ، للعرب الذين خذلتهم أنظمتهم .. خدعتهم بسراب ... بآمال وبيانات ثورجية تصدرت صحفهم لمدة ستة عقود ونيف عن النصر ، والقوة ، والجبروت ..
هذه الشعارات التي لم يشعر بها إلا شعوب تلك البلدان المهزومة وذلك في سجون وأقبية مخابرات أنظمتها .
ومن لؤم " تلك الأنظمة " أن قادتها ألصقوا اسما على هزيمتهم فأسموها نكسة ، وبذلك وعلى رأي فضيلة الشيخ القرضاوي الذي قال في خطبة البارحة التي ألقاها في جامع عمر بن الخطاب بالدوحة أن العرب أسموا النكبة الثانية نكسة حزيران التي خسروا فيها أراض واسعة بالنكسة وذلك لتنسى شعوبهم أراض أحتلت إثر حرب 1949 .
هذا الاحساس بمصادفة المناسبتين بيوم واحد يشبه مصادفة يوم المرأة السورية بيوم انقلاب البعث واستلامه السلطة ، حيث حرمت المرأة السورية نفسها من الاحتفال بيومها (اللهم إلا نساء أحزاب جبهة النظام التقدمية) لأن الفرح تخصص به النظام وأعوانه ، وبقيت المرأة دون عيد.
تراني زوجتي ممتعضا ً في يوم ميلاد جنكو فتسألني ثم تجيب على سؤالها بنفسها قائلة : " مالجنكو ، ولأنظمة الهزيمة ؟ " وتسترسل : " دع أنظمة بلادكم مهزومة .. !!" .
البارحة سمعت فضيلة القرضاوي يقول : " .. لقد أرسل حاكم غربي بطاقة تهنئة إلى اسرائيل يهنئ قادتها بذكرى قيام اسرائيل " ..

ولم أسمع أن دولة عربية خجلت وعلم اسرائيل يرفرف في بعض عواصمها بذكرى النكبتين .

تقول لي زوجتي : دعهم اليوم ، ولنحتفل مع جنكو .. وليباركنا الله ، آمين .

= = = = = = = = = = = = = = = =
* كاتب سوري مقيم في النمسا .
** اسم ابني (جنكو) وهو من مواليد الخامس من حزيران 2002 م .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي