الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم المطيرجية

علي فاهم

2009 / 6 / 8
كتابات ساخرة


المطيرجية هم فئة من الشعب العراقي ممن يتعامل بهواية تربية الطيور و خاصة الحمام في المنازل و على سطوح البيوت وهم يقتنون الأنواع المختلفة و النادرة منه و يتفاخرون بجنيها و تدريبها على حركات بهلوانية يقوم بها الطير في الهواء و يطلقون عليها مسميات مختلفة لتعريف بعضها عن بعض ، و هم يستغرقون في هذه الهواية الى حد بعيد حتى إن المطيرجي يقضي جل وقته مع الطيور و باقي وقته يقضيه مع أقرانه في التفاخر و التباحث و التنازع على الطيور و لأن الحمام يحتاج الى بنايات عالية يطير منها كان المطيرجي يتسلط بحكم موقعه على منازل الجيران و ينظر الى أعراض الناس دونما رادع لقلة الالتزام الديني و الأخلاقي و الاجتماعي لدى أغلبهم و لايوجد قانون يحاسبهم و هم لا ينتهون عن مثل هذه الاعمال الشاذة عن طبائع المجتمع العراقي المحافظ لهذا لجأ المجتمع الى نبذهم و عزلهم الى درجة عدم قبول شهادتهم و تفسيقهم و كانت العوائل المحافظة لا يعطون بناتهم الى من تنسب اليه هذه الصفة و لكن كل هذا لم يثني هذه الفئة عن هوايتها المفضلة ،
و قد زادت قاعدة المطيرجية في زمن حروب صدام للجوء الكثير من الشباب الفارين من جحيم المعارك و المختبئين في منازلهم الى هذه الهواية لقتل الوقت الممل الذي يعيشونه كونهم لا يستطيعون الخروج الى العمل خوفاً من الحزبيين الذين يتربصون بهم ، لكي يعيدونهم الى الجبهات لأداء الواجب المدنس ، و كان أغلبهم يصابون بأمراض نفسية و عقد مستعصية لانعزالهم عن الناس و الاستعاضة عنهم بالطيور ,
و بفضل الجهود الخارقة للطبيعة التي يبذلها معالي السيد وزير الكهرباء في محاولاته المضنية لإرجاع الكهرباء الى مرحلة الخمسة عشر ساعة حسب توقيت المنطقة الخضراء و هذا الانجاز نال هذه المرة تصديق السيد رئيس الوزراء لينال الشرعية التي فقدتها الوعود السابقة رغم اشتراكها بنمطية عدم الوفاء في كل الأحوال ، وهذا ما تعوده المواطن من حكومته ، لهذا شدت العوائل العراقية التي تعيش تحت خط الفقر الرحال الى فوق سطوح دورهم تنفيذاً للأمر الالهي بجعل الليل سباتاً و لعدم تمكنهم من توفير أموال بنزين المولدات الصينية ، و لتعيش هذه العوائل بين سندان الحر و مطرقة عيون المطيرجية عليهم و على أعراضهم و نيران الغيرة العراقية تأكلهم ، و لا قانون يوقف هذا الاعتداء خاصة بعد أن تسلق العديد من هولاء
( المطيرجية) إلى السلطة و أصبحت لهم اليد الطولى على باقي الناس ، فالصبر على مضض حتى ينتهي موسم المصائب هو الحل الأمثل ،
و من الطريف أن مهنة المطيرجية يمارسها الكثير ممن هم في السلطة اليوم و يشتركون معهم في كثير من الصفات البذيئة و الفرق أنهم لا يطيرون الحمام بل يطيرون الفيلة ،
فقد طير أكبر فيل تحت قبة البرلمان من قبل المطيرجي السيد ( معالي ) وزير التجارة عندما صرح أن وزارته من أنزه الوزارات و لا وجود للفساد في وزارة التجارة ، و أخوته من الشباب الذين يستلمون (كومنشن ) الرعاية الاجتماعية للعاطلين عن الشرف ،
و رأينا فيلة ( جمع فيل) السيد ممثل الحكومة في البرلمان عندما أستمات في الدفاع عن وزير حكومته ، حتى كانت عيون البرلمانيين في سقف القاعة تلاحق الفيلةَ أولي الأجنحة ،و هي تطير بكل حرية ،
أما فيلة السادة الناطقين بأسم الحكومة و بأسم القوات المسلحة و بأسم المطيرجية وووو فتلك أفيال تطير و تعود الى أصحابها و حسب قاموس إخواننا المطيرجية فهي ( جلدة ) أي أنها تعود الى مكان انطلاقها فلا خسارة في أطلاقها ,
فالوضع الأمني في أحسن حالاته رغم سقوط المئات من القتلى ، و الحكومة في أفضل حالاتها رغم سقوط وزرائها ،
و كما تقول الحكمة قديماً المطيرجِية على أشكالها تقعُ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
سعد تركي ( 2009 / 6 / 8 - 09:39 )
الاستاذ علي فاهم
كنت اهم بالكتابة عن هذا الموضوع لولا انك سبقت فكتبت فاجدت..ما يلفت النظر في المطيرجية كما قلت ان جل وقتهم مشغول بهذه الطيور فهم يستيقضون صباحا منذ ساعات الفجر الاولى مع المصلين مع الصفير والصراخ و(العاع عيع)متناغما مع آذان الفجر..اتساءل ونحن نعرف ان اغلبهم(المطيرجية)يعيشون في مناطق شعبية مكتظة بالسكان كيف سيكون الحال لو تم تنفيذ مشروع(10×10)في مدينة الصدر؟

اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل