الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فؤاد الهاشم..وسياسة الانتشاء بالوهم

جمال الهنداوي

2009 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


من اكثر العوامل المدرة للضجر في المواقف التي نجبر على مواجهتها بين الحين والآخر.. القرف المتقادم من خطل ولا جدوى المحاولات المتكررة لاسدال الستار على ذلك الماضي المقزز والمثير للغثيان الذي يجمعنا مع جيرة الكويت والعمل على الغائه من الذاكرة والتقاطع معه نهائيا..
والاكثر قرفا هو هوس التجاوزات المستمرئة من قبل البعض الذي يفترض ان نتشاطر واياهم غبن الجغرافيا والمشاركة القسرية لرغيف النفط المر المغمس بالدم والرمال.. حتى غدت تلك الهواجس تتخذ صفة الواقع المعاش الملموس ومشكلة ايحاءً مستمراً بالضغط العصي على التفهم و الحل وتقبل النصح...
..والمطلع على مستوى الطروحات الشوارعية التي يتبناها بعض السقط من الاعلام الكويتي يصاب بالحيرة بين نقيضي شعور يترجرج ما بين الاحتقار والشفقة على حجم الارتكاس في وهم الصوابية الذي تولده ابتسامات الامزجة التي دفعت بهم الى التسافل بالقارئ الى هذا الدرك الغير مطروق من انعدام البصيرة والحياء والمأزوم بذهان البذاءة الذي يعاني منه البعض من ممتهني حرفة الكتابة ..
فالمرء يتعجب من مصدر الجرأة التي حطت على السيد فؤاد الهاشم في مقاله المعنون "ماذا ننتظر من قتلة أهل.. البيت؟! " ليصف الشعب العراقي ب" عدداً من الشحاذين والجوعى والعجزة" والتمادي في الاسفاف الذي يدفعه اليه بعض الرضا من قبل اولياء نعمته لينتقد اداء حكومته المسرف-كما يصفه- في التساهل مع العراقيين الجوعى والذي يصفه بانه اقرب الى دور" خطيب المسجد في صلاة الجمعة " معتبرا ان " هذه الطريقة تصلح لنيل الثواب في الآخرة والدخول الى الجنة، لكنها لا تصلح للتعامل مع الدنيا وأحداثها السياسية"وخصوصا مع العراقيين الذين لا تفيد معهم الا سياسة العصا..وكاستمرار لدور السفيه التقليدي الذي يجيده الهاشم باعتبار انه يصح له ما لا يصح لغيره ..يتحسر على اهدار الحكومة لمواهبه في سوق القطعان "لو كنت وزيرا للخارجية لاستفدت كثيرا من تلك اللافتات المعلقة على ظهور ثلاثة أرباع نواب البرلمان العراقي المكتوب عليها.. «للبيع أو للايجار» ولاشتريت نصفهم وأستأجرت النصف الباقي " وبعد استكماله عمليات البيع" سيصبح هؤلاء النواب على استعداد لأن يصدروا قرارا بحل برلمانهم والدعوة لانتخابات جديدة متى ما أراد وزير الخارجية الكويتي الذي هو أنا"
وفي خلط قد لا يكون متعمدا يذكر الهاشم -في مقاله المنشور في جريدة الوطن الكويتية 03/06/2009 - نواب الشعب المنتخبين " كيف كان «عدي صدام حسين» يحشو أفواه أقرانهم في المجلس الوطني السابق بالأحذية ويختم على أقفيتهم بأسياخ الحديد "كاشارة الى استعداده لاخذ هذا الدور بنفسه..وملوحا بالسوط لمن ينكر الدور التاريخي للقيادة العامة المشتركة للجيوش الكويتية في تحرير العراق ..الذي لولاه لكان نواب البرلمان العراقي يبتلعون الان " أحذية «عدي» و«دلاغات قصي» وملابس «ساجدة» الداخلية"اولئك النواب الجبناء الذين ينقلبون" الى «سباع من ورق» أمام الكويتيين" الابطال..وكخاتمة تقليدية توحي بانه كتبها مصحوبة بزفرة عميقة وهزة اسف من راسه ..يقول"ماذا ننتظر من قتلة الإمام الحسين وأهل بيته سوى الجحود والنكران؟!"
لن نقوى هنا-وليس من الحكمة- ان نطالب الهاشم على استرجاع قيم لا يملكها..ولكننا يمكن ان نهمس باذنه –ولو من مسافة كافية- ان هذا القدر من السلبية لا يمكن التعايش معها لفترة طويلة ..ومن المقدر لها بالضرورة ان تؤدي الى سلسلة تراكمية من الاخطاء التي تقود الى خسارة حتمية غير مأسوف عليها لانفسهم وللحظوة التي تحصلوا عليها من العاب الخفة الادبية التي يرفهون بها عن السادة الممولين للفساد الاعلامي الذي يمارسوه..
ولهؤلاء السادة نقول..ان السياسة المنتشية الطاووسية تكون اقرب الى المسخرة والتهريج اذا كانت لا تجد لها ما يدعمها ويبررها ويضفي عليها المصداقية والقبول..ولا نصيحة لكم الا ما جاء على لسان النائبة العراقية سناء الحربي "فلتذهبوا و تطالبوا صدام في الجحيم بتلك الملايين من الدولارات التي أحرقها في جبهة الألف و مائتي كيلو متر .." ومن المستبعد ان تعود عليكم بالفلاح سياسة الزعيق الاجوف ..والتي لن تنجح في دفع العراقيين الى الاساءة الى الشعب الكويتي ولو بنصف كلمة.. ولا في اضافة أي سنتمتر الى قامة لا ترتفع عن الارض كثيرا.. ولكنها قد توفق في اشعار العراق دائما وبالحاح ان الجوار مع الكويت مشروع خاسر لا يرتجى منه خيرا..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -انفجار داخلي ضد حزب الله-.. هذا ما يخطط له نتنياهو


.. مغاربة يشاركون في مسيرة تنديدا باستمرار العدوان الإسرائيلي ع




.. كم بلغت تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة خلال عام؟


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك في مخيم جباليا وسرايا القدس تق




.. الدكتور أحمد المخللاتي يروي للجزيرة شهادته خلال الحرب الإسرا