الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 5 - 10

ضياء السورملي

2009 / 6 / 9
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في هذه الحلقة ساتناول مشاكل العائلات العراقية وانواعها والامراض الاجتماعية التي يعانون منها في بلدان اللجوء بشكل عام .
تتحدد مشاكل العوائل العراقية الاجتماعية باتجهات وتفرعات وتشعبات متعددة وتعتمد في اساسها على طبيعة العائلة وجذورها التي انحدرت منها اساسا ، ان كانت عائلة تعيش في المدينة او عائلة تعيش في الريف او عائلة تعيش حالة البداوة والتنقل بين الحدود العراقية والدول المجاورة لها . ومن ثم انتقالها الى مجتمعات اما متقدمة وراقية جدا وتختلف معها كلية بالعادات والتقاليد الاجتماعية او انها انتقلت الى مجتمعات مثلها ولكن تغيرت طبيعة المناخ والحياة الاجتماعية والحكم والقوانين المرعية في تلك البلدان او ان يكون انتقالها الى بلدان متخلفة ومختلفة عنها تماما في العادات والتقاليد والوضع الاجتماعي السئ .

ومن ناحية اخرى فان المشاكل القانونية وما يصاحبها من اجراءات في منح اللجوء للعوائل العراقية تشكل عقبة اخرى كبيرة ومؤلمة لعدد كبير جدا من العوائل العراقية المهاجرة ، حيث اصبحت هذه العوائل تعاني من طول فترة الانتظار لكي تحصل على الموافقة بالاقامة او رفض الاقامة في بلد اللجوء بعد فترة انتظار ربما تستمر لعدد من السنين وبعد ذلك تكون نتيجة الانتظار هي رفض الدولة منح الاقامة لطالبيها من تلك العوائل . او ان لا تعترف الدولة التي يقطنها العراقيون اصلا بشرعيتهم القانونية في توطنهم ووجودهم على اراضيها .

ولكي نكون واضحين في طرحنا لتلك المشاكل وتحديدها ساقدم امثلة لبعض تلك المشاكل ، ففي بلد مثل ألمانيا يوجد اكثر من ثمانين الف لاجئ عراقي ، يعاني اكثر من عشرين الف لاجئ منهم معاناة صعبة بسبب عدم موافقة الحكومة الالمانية على منحهم اللجوء اوالاقامة الدائمة في المانيا ، ويعيش هؤلاء اللاجئون ومعظمهم من العوائل حياة صعبة ، حيث يتم اسكانهم في مجمعات سكنية مع شروط صعبه ومنحهم اعانات مالية بسيطة . وان هذه المعاناة والانتظار ربما تستمر لسنوات طويلة من دون ان تعرف الاسرة حياة الاستقرار والتوطن او الاقامة في تلك الدولة لانها بانتظار الاجراءات المتعلقة بالموافقة على الاقامة الدائمية في البلد .
نفس الكلام ينطبق على عوائل اللاجئين في بريطانيا والسويد والدانمارك وجميع الدول الاوربية حيث ظهرت بوادر جديدة بمحاولة اعادة اللاجئين الذين تم رفض طلباتهم الى العراق واعتبار العراق بلدا امنا وباعتراف الحكومة العراقية بذلك وموافقتها على عودتهم ومن الجدير بالذكر ان هؤلاء اللاجئين يقدر عددهم بالآلاف في بريطانيا والسويد والمانيا وبقية الدول الاوربية .

ونتيجة لما تقدم برزت الى السطح بشكل واضح مشكلة اللاجئين العراقيين في الدانمارك حيث اعتصمت العوائل العراقية التي تريد الحكومة الدانماركية اعادتهم الى العراق ، اعتصموا في احدى الكنائس في العاصمة كوبنهاكن رافضين قرار العودة للعراق ، وسبب رفضهم قرار العودة للعراق هو ان فترة انتظارهم استغرقت سنوات عديدة وان اوضاع اسرهم قد تبدلت وان اولادهم قد تعلموا ودرسوا في الدانمارك كما ان اوضاع العراق ليست جيدة علما بانهم قد باعوا كل ما يملكونه في وطنهم في سبيل الوصول الى بلدان اللجوء التي هم فيها تخلصا من الارهابين ومن بطش الحروب الداخلية والصراعات الطائفية والحزبية .

وعلى الرغم من ان اعداد اللاجئين العراقيين في الدانمارك هي قليلة نسبيا قياسا الى اعدادهم في السويد وبريطانيا وألمانيا حيث يقدر عدد اللاجئين المهددين باعادتهم الى العراق قسرا باكثر من مئة الف لاجئ . هؤلاء اللاجئون أمضوا فترات طويلة في تلك البلدان وقد تم رفض طلبات لجوءهم تحت مختلف الحجج والذرائع من دون ان تقوم الحكومة العراقية بالتدخل في مساعدتهم بل على العكس من ذلك كان تدخل الحكومة العراقية قد شكل عاملا سلبيا بالموافقة على قرار اعادتهم الى العراق من دون حسابات دقيقة لظروفهم الصعبة .

بالاضافة الى عقبة رفض طلبات اللجوء ومحاولة ارجاع العراقيين قسرا الى بلدهم فان استمرار الاوضاع المتردية واستمرار عمليات العنف في داخل العراق باتت تشكل أرقا مستمرا وقلقا للعديد من العوائل العراقية التي فرض عليها امر العودة القسرية للعراق .
كما لا يخفى على كل متتبع للظروف المعيشية التي يعيشها اللاجئون الحاصلون على الاقامة في البلدان التي منحتهم اللجوء فان هناك مشاكل وعقبات كثيرة تواجههم منها البطالة وعدم حصولهم على فرص عمل مناسبة لهم ، او عدم الاعتراف بخبراتهم العلمية او التقنية التي يحملونها ، وكذلك صعوبه صهرهم واندماجهم في تلك المجتمعات وصعوبة تأقلمهم في تلك المجتمعات .

تواجه العديد من العوائل صعوبات بالغة في العيش في الدول التي منحتها اللجوء ، وبنفس الوقت تجد صعوبة في قرار العودة الى وطنها فيما لو قررت العودة طوعا الى العراق ، والسبب هو ان الحكومة العراقية ليست مؤهلة حاليا لاستقبالهم وتاهيلهم بالشكل المطلوب والحكومة عاجزة عن توفير فرص عمل للعاطلين فيها فما بالك بالمهجرين الذين يرغبون بالعودة وهذه مشكلة معقدة تحتاج الى جهود وخدمات وقوى علمية وتعبوية لاعداد مشروع متكامل يساعد على عودة اللاجئين العراقيين الذين يرغبون بالعودة طوعا وقد حاولت منظمات الامم المتحدة بالمساعدة على تشكيل مثل هذه المنظمات ولكنها محدودة الفعالية والامكانيات .
من اهم المشاكل التي يواجهها العراقيون في المهجر هي انعكاس المشاكل الداخلية في العراق عليهم مباشرة ، ونجد ان العراقي الذي كان يسافر سابقا الى خارج العراق للدراسة او البعثة كان يتسلم راتبا من الدولة او من اهله ، اصبح العراقي في المهجر يحاول ان يقتسم لقمة عيشه لكي يشارك بها افراد عائلته في داخل العراق في محاولة لسد رمقهم ورفع العوز والفاقة عنهم .

ومن المشاكل المهمة التي يعاني منها المواطنون العراقيون هي الممارسات العنصرية تجاهم وعدم تقبل المجتمعات لهم ولعاداتهم ، وهذه المشاكل تعاني منها العوائل المسلمة بشكل عام وخصوصا مشكلة الحجاب وتنقل الفتيات والدراسة في مدارس مختلطة وغيرها من التفاصيل الدقيقة والتي تؤثر على الحياة اليومية لتلك العوائل وتشكل مصدر قلق ومعاناة للوالدين وابناءهم وبناتهم بشكل يومي ومستمر.

ومن يريد ان يدخل في تفاصيل اكثر دقة في حياة العوائل العراقية في المهجر ، نجد ان هناك انحرافات جنسية وانحرافات اجرامية ادت الى تفكك العديد من الاسر نتيجة الظروف القاهرة التي مرت بها وكذلك نتائج وويلات الحروب التي عانت منها تلك العوائل مما جعلها ضعيفة التماسك فيما بينها مما ادى الى انحراف ابناءهم وبناتهم ، وابتلت العديد من العوائل من مشاكل المخدرات ولعب القمار وممارسة الجنس والدعارة والسلوك الشائن والانتماء الى عصابات اجرامية .
ومن المشاكل المعقدة التي تؤرق العوائل بشكل كبير هو مستقبل اولادهم الدراسي حيث يفقد العديد من الابناء والبنات فرصة الحصول على تاهيل دراسي مجاني ، او وضع شروط تعجيزية ومطالبتهم بوثائق واوراق وشهادات دراسية تكون الاسرة عاجزة عن الحصول عليها من مصادرها الاصلية في العراق بسبب خروجهم غير القانوني او بسبب هجرتهم الفجائية او اية اسباب اخرى.

وكلمة حق يجب ان تقال على الرغم من الصعوبات والكوارث الطويلة التي عانى منها العراقيون وعوائلهم وكثرة الحروب واستمرارها وتعقيدات قوانين اللجوء ، استطاعت عوائل كثيرة من الصمود والثبات والتماسك وبناء كيانها وشق طريقها في دول اللجوء وحققت العديد من العوائل نجاحات هائلة وتفوق ابناءها في الدراسة وحصلوا على اماكن مرموقة في دول اللجوء التي قدموا اليها ولكن تبقى نسبتهم قليلة جدا قياسا الى الملايين المهاجرة خارج العراق .

ان الصورة ليست قاتمة مع جميع اللاجئين وايضا ليست رائقة وشفافة ، فان عملية الهجرة واللجوء هي عملية شاقة وصعبة وفيها العديد من المخاطر وفقدت الكثير من العوائل افرادا من عوائلها غرقا في البحار او اعتقلوا في السجون او تعرضوا الى شتى انواع الاضطهاد في مسيرتهم وهجرتهم .

في الحلقة القادمة ساتناول غياب دور السفارات العراقية والحكومة العراقية وبعدها عن مشاكل اللاجئيين العراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللاجئين العراقيين في هولندا
سحر الياسري ( 2009 / 6 / 8 - 23:49 )
المشكلة اليوم في هولندا أنها بدأت من بداية عام 2009 بسحب أقامات العراقيين ممن حصلوا على الحماية المؤقتة للظروف الامنية التي يمر بها العراق بعد أن أصدرت الحكومة الهولندية وبموافقة البرلمان الهولندي قرار بسحب الحماية المؤقتة عن العراقيين الذين تم منحهم الاقامة المؤقتة لان الوضع الامني في العراق بأدعاء الحكومة قد تحسن بما يسمح بإعادة العراقيين الى وطنهم قسرا وطبعا تم الاتفاق مع الحكومة العراقية حول الموضوع , تواجه العوائل العراقية هنا ظروفا صعبة وقلقا مستمرا لمخاوفهم من الترحيل القسري لوطنهم


2 - بلدان اللجوء ليست دول غنيه
nfsa ( 2009 / 6 / 9 - 00:42 )
لا يمكن ان نضع كل اللوم على بلدان اللجوء فقد ساعدوا اللاجئيين العراقيين كثير ولكن في السنوات الاخيره وتحديدا من سنة 2007ولحد الان اوقفوا تقريبا قبول اللاجئين ولكن والحق يقال فقد بذبوا جهودا كبيرة في رعاية اللاجئين ومن كافة الجنسيات وخصوصا في مجال الخدمات الصحيه وتوفير السكن اللائق حتى وصل باحد العراقيين بمطالبتهم بمبلغ ليقوم بعمل عيد ميلاد لاولاده الخمسه,لقد اساء الكثير من اللاجئين العراقيين الى هذه الدول وانا اتكلم ضمن الواقع الذي اعيشه في السويد في مدينة مالمو التي هي كما معروف عنها من المدن الجميله ولكن ومع الاسف فلا يمر يوما دون سماعنا بمشاكل يحدثها اللاجئون العراقيون من حرائق وتخريب .ان موقف الحكومة السويديه مثلا ليس بسبب كثرة اللاجئيين فقط ولكن لاسباب كثيره اهمها العمل بالسوق السوداء الذي اضر بالاقتصاد السويدي فالسويديون رجالا ونساءا يعملون منذ الساعه ال8 حت الخامسه في اكثر الاحيان وتستقطع ضرائب غير قليله 33بالمئه منهم وهذا ليس بالشي السهل ليقوموا بمساعدة اللاجئيين واللذين لا عمل لديهم .وبالمقابل يتقاعس الكثير من الشباب عن تعلم اللغه السويديه واكمال الدراسه وينعتوهم وجه لوجه بالكفره وهناك من يترجم لهم هذا الكلام لينعكس سلبا على الجميع .لقد استسهل الكثير من اللاجئيين الجلوس امام

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا