الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الشقيقة الشقيقة

أمين الربيع

2009 / 6 / 9
الادب والفن



سَيَطولُ في صُمِّ المَسيرِ جُزافُها

فلَكَمْ تَخَبَّطَ تائِهاً عَرَّافُها

ولَكَمْ تَوسَّدَتِ المَحالِكَ ظَنُّها

أنَّ المَحالِكَ في الطَّريقِ رِهافُها

غامَتْ وأشبَعَها المَسيرُ تَموُّهاً

حتّى لَيَجْهَلَ حُسْنَها وَصَّافُها

تَنْساقُ مَع فيضِ الحِمامِ كأنَّهُ

أجدى لها أنْ ينتَشي إتلافُها!

تُمْضي مَهاتيكَ العَبيدِ بأمرِها

ويُداسُ في ظِلِّ الوَفا أشْرافُها

وتَدورُ كالمَذبوحِ يَلْفِظُ روحَهُ

وإلى المُدى مُتَشوِّقٌ إيلافُها!

فلَكَمْ تَقاسَمَها الجُنونُ صَموتَةً

حتّى لَتَبْتُرَ بَعْضَها أطْرافُها!

سَبْعٌ عِجافُ الذِّكْرِ، حَدٌّ بالِغٌ

ومُؤبَّداتٌ كالقُبورِ عِجافُها

فَلَكَمْ بَسَطَّتَ الكَفَّ نَحْوَ سَمائِها

ولَكَمْ سَقَتْكَ مُجَرَّحاً أحْتافُها

تَسْقيكَ هَمَّاً ناقِعاً، فَتَعُبُّهُ

وتَظُنُّ أنْ أمسى بِفيكَ سُلافُها

مُتَسَربِلٌ بالموجِعاتِ طَريقُها

ومُثَقَّبٌ بالظالِمينَ شِغافُها

يا أيُّها المُشْتاقُ هَل قبَّلتَها

وهَلْ انحَنى عِنْدَ اللِقا صَفْصافُها؟

يا أيُّها الكَلِفُ الذي بِحَياتِهِ

كانَ الرَّصيدَ إذا طَغى إسْرافُها

تُعْطي الفُؤادَ ولا تُرَجّي عائِداً

ويَحوزُ غِبْطَةَ فَضلِها أجْلافُها

وتَقولُ رَغْمَ تَتابُعِ الطَّعَناتِ أنْ

حَقٌّ لها أنْ يَفْتَدي أقْحافُها

وتَظَلُّ تُؤمِنُ رَغْمَ إظلامٍ بِها

أنْ سَوفَ يبدو آخِراً شَفَّافُها!

**

عشْرونَ عاماً والبِحارُ تَلوكُني

وفَجيعَتي يَحْدو بِها مِجْذافُها

وبَدأتُ في قاعِ الظلامِ أشُمُّها

أأُنادِها، إنّي المَشوقُ أخافُها!

قد تَقْتُلُ اللُقيا الحَبيبَ فُجاءَةً

مَع حِبِّهِ ويَهولُهُ إشْرافُها

يا بؤرَةَ التَّقديسِ في عَينِ الدُّنا

يا وَردَةً يَشدو لها رَفْرافُها

تَبْقينَ رَغْمَ تَكالُبِ الأعتى، لَنا

أُمَّاً وأُخْتاً لا يُمَسُّ عَفافُها

تَبْقينَ صانِعَةَ الخَوارِقِ حُرَّةً

بنُفوسِنا قَدْ كُلِّلَتْ أكتافُها

ما هَمَّنا طَرقُ المَنايا دارَنا

ولَو استَشاطَ بِغَيظهِ سَيَّافُها

أنتِ الأميرَةُ لا سِواكِ، حقيقَةً

ما التَجَّ في لَحنِ الوَفا عَزَّافُها

فَتَخيَّري مَنْ شِئتِ مِن شُهَدائنا

للأرضِ حَقٌّ أنْ يُتَمَّ زِفافُها

يَنَعَتْ رؤوسُ الظالِمينَ بأرضِنا

صَرَخَتْ بِنا هَيَّا فَحانَ قِطافُها

***

( أمين الربيع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هوينك أيها الشاعر
الشاعر : محمد تركي حجازي ( 2009 / 6 / 9 - 16:55 )
هذا النص من أجمل ما قرأت على الإطلاق .. وأجزم أنه نص حداثي في طريقة دخولة وصورة العميقة .. تمتلك شاعرية فذة .... لك احترامي وتقديري

اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو