الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الأخ والصديق خالد علي..

بسام مصطفى

2009 / 6 / 10
الادب والفن



عرفت خالد علي قبل أن أراه، و قبل أن تجمعنا الأقدار في مكان واحد وعلى بقعة واحدة، حين قرأت في إحدى جرائد الحركة الكردية قبل هجرتي من سورية خبراً عن مطالبة خالد أثناء إعتقاله ومن ثم محاكمته أمام محكمة أمن الدولة بدمشق بالتكلم باللغة الكردية وتوفير مترجم ليقوم بنقل ما يقوله للقضاة إلى اللغة العربية، هذا رغم إتقانه للتحدث والكتابة باللغة العربية. وحين جمعتنا هجرتنا فيما بعد في هولير وفي أول لقاء بيننا ذكرت له معرفتي به من قبل، وكيف أنني أقدر هذا الموقف ولا أنساه أبدا.
ثم تعمقت صداقتنا وبات أقرب شخص لي في مكان يكون الكل بعداء عن بعضهم البعض، حيث لكل همومه وآلامه وأماله. وياما حدثني كأخ عن كيفية إعتقاله وظروف السجن والتعذيب البشع الذي تعرض له والإهانات الكثيرة التي مورست بحقه وحق رفاقه في السجن ، خاصة من قبل سيء الصيت والأخلاق علي مخلوف، وعن الاصدقاء والمواقف والأحداث التي مرت به في فترة إعتقاله التي دامت أكثر من عامين ، وعن مواقف والده المرحوم الشجاعة والمشجعة له ولبقية رفاقه أمام محاكم النظام. وأدركت دون أن يقول-فهو يشمئز من الشعارات و المديح و الثناء مثلي- أنه بقى و هو خلف قضبان السجن خالد الذي أعرفه، صامداً مبدئيا لا يهاب شيئا و بريق العنفوان يملأ عينيه.
وقبل يوم أو يومين سمعت نبأ وفاة والده، فلم أستطع إخباره بهذا الخبر وأنا أعرف ما يعانيه سلفا من جميع النواحي و هو الذي لا يملك شيئاً سوى بطاقة صغيرة مهترئة مكتوب عليها كلمة " لاجىء"....كردي لاجىء في كوردستان. قلت: فليسمع بالنبأ- والأنباء السيئة لديها أجنحة- من أي كان ولا يسمعه مني. إتصلت به وتحادثنا بشكل إعتيادي وعرفت فيما بعد أن وقت وفاة والده إمتلكه ضيق في صدره وصداع في رأسه ولربما علم دون أن يعلم أن ثمة شيء عزيز قد رحل، ولأن أشياء كثيرة قد رحلت، لم يدرك خالد ما الذي جرى.
مات أبو خالد إذا! مات دون أن يتمكن خالد من رؤيته والقاء نظرة أخيرة على بعضا من دمه وروحه وجسده...مات ولخالده من الهم ما يكفيه لتجاوز أيامه كأغلب المبدئيين ها هنا!...
حين تحدثت مع والدة خالد، معزياً، قالت بين دموعها وحنان أمومتها الكبير: إنه خالدنا.....قلت: لا ! إنه خالدنا أيضا، خالد وطنه ورفاقه وأهله وشعبه، ولن نتركه لوحده في محنته....فهل كنت على صواب؟؟؟
ليرحم الله أبا خالد ولخالد ووالدة خالد وإخوته وأخواته الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
بسام مصطفى
هولير 3/6/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا