الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنان كوتاري تنقش اسمها بالحناء في مدونة القصة المغربية

مصطفى لغتيري

2009 / 6 / 10
الادب والفن




بمجموعة قصصية أنيقة ، تضم بين دفتيها اثنتي عشرة قصة قصيرة ، أطلت علينا القاصة حنان كوتاري من بلاد الكنانة ، مضيفة – بذلك- اسما نسائيا جديدا إلى مدونة القصة المغربية ،التي ما فتئت تفاجئنا يوما بعد يوم بأقلام شابة و جادة ، تفاجئ المتتبعين بجودة نصوصها ، رغم أنها توقع باكورة أعمالها ، والتي من المفترض أن تعاني من صعوبات البداية.

والمطلع على نصوص هذه المجموعة سيلمس –دون شك- تلك اللمسة الفنية في الكتابة القصصية ، التي تميز الكتاب الموهوبين ، أولئك الذين – لا بد- أن يلفتوا الانتباه إليهم ، و يخلفوا- بالتالي- بصماتهم على مدونة القص المغربي.

و لعل أهم ما يثير المتلقي في نصوص النقش بالحناء" اللغة التي ارتضتها الكاتبة لنفسها من أجل بناء قصصها ، و هذه اللغة تتميز بالوضوح و الدقة و البساطة ، إذ أنها لا تشغل نفسها بالمنمقات اللغوية ، التي غالبا ما تفتن الوالجين حديثا إلى عالم القص ، وتلهيهم عن القص نفسه ، بل توظف كوتاري لغة سردية ، تراهن على التواصل، و لا تلفت الانتباه إليها في ذاتها ، بل تؤدي وظيفتها بكثير من الحياد ، حتى لا تحجب عن القارئ باقي مكونات الفعل القصصي كالاحداث و الشخصيات و الزمان و الفضاء..كما أنها لغة تعمد إلى تصوير الحدث من خلال تجسيده انطلاقا مما ترصده العين و الأذن ،أي إنها تمنح الفرصة للحواس كي تؤثث عالم القصة بما يحيط بها من أشياء و كائنات ، يقول السارد في قصة "عالم فريد" " طرقت باب بيتها كعادتي بطرقات قوية و فوضوية ، فجاءني صوتها يطالبني بالتمهل ، سمعت وقع عكازها على الأرض، و أحسست برعشة يدها ، فأدركت أن الزمن قد فعل فعله بجدتي" ص 14.
و تلافيا- ربما- لخندقة نفسها في ما يصطلح عليه ب"الكتابة النسائية" بمعناه الضيق ، عمدت كوتاري إلى تنويع شخصياتها ما بين الذكور و الإناث ، إذ أن الشخصية الرئيسية في قصص بعينها رجلا ، كما هو الشأن في قصة "النقش بالحناء" ، و الشخصية في هذه القصة هي نفسها السارد الذي ينقل لنا الأحداث مستعملا ضمير المتكلم ، فيسرد علينا الوقائع التي يحياها ،دون تدخل من الكاتبة الأنثى.
و إذا كانت هموم اليومي قد طغت على تيمات المجموعة القصصية " النقش بالحناء" بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية ، وبعض معضلات الواقع الوجودية و النفسية ، فإن تيمة المرأة نالت نصيبا لا يستهان به من اهتمامات القاصة ، فنجدها - في بعض القصص-تدافع بضراوة على المرأة المستقلة ، التي تتخذ قراراتها بنفسها و تستميت في الدفاع عنها ، رافضة أن تكون ظلا للرجل أو أن تذوب شخصيتها في شخصيته .. ففي قصة "لا" تخبر الزوجة زوجها بأنها قررت استكمال دراستها ،لكن زوجها يرفض قرارها ،فترد عليه متحدية " لا أطلب منك الموافقة ، و إنما أخبرك بقرار اتخذته ، إن دراستي لن تؤثر على واجبي نحوك ، لذا لست مجبرة على انتظار موافقتك" ص 27.
و تبقى أخيرا هذه المجوعة القصصية زاخرة بالمعطيات التي تستحق أكثر من وقفة شكلا و مضمونا ، ولقد كانت بالفعل جواز سفر للقاصة من أجل دخول عالم القصة من بابه الواسع ، ولعل هذا ما سيتأكد بالملموس من خلال الإصدار الثاني للقاصة حنان كوتاري ، الذي نتمنى أن لا يتأخر ظهوره كثيرا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا