الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطة عراقية ... وردة عند الصباح

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2009 / 6 / 9
كتابات ساخرة


صباح الخير , نقولها يوميا والجملة هذه بطبيعة حالها وبحسب قوانين اللغة ( المعتقة ) هو أمر طلبي بصيغة الدعاء داعيا بها للشخص الذي تسلمه هذه الجملة عند الصباح بالخير ,, وتكاد تكون هذه الجملة هي المتعارف عليها عندنا إن لم نقل إن نزار قباني جملها أكثر وقال( صباحك سكر) ,, دعونا نحاصر هذه الجملة من جميع جوانبها وجعلها داخل الدائرة العراقية و ( ليست دائرة حكومية ) وإنما داخل الدائرة المجتمعية العراقية لأنها لو دخلت إلى أي دائرة حكومية فيراد لها الكثير حتى تستقر معنا على الأقل وتشعر بحق المواطنة اللغوية وأيضا فهي تحتاج إلى عملية نسخ ( مفتاح معاملة ) وهي الرباعية المعروفة فمن أين تأتي بها هذه المواطنة عفوا اقصد جملة صباح الخير ,,
كما أشرنا فأن الجملة الآن داخل الدائرة المجتمعية العراقية وإن كانت هذه الدائرة قد وقعت تحت مؤشرات ولمحات علي الوردي الذي رسم قطرها بشيء آخر ملؤه النقد البناء للفكر والعقل العراقي ,, لكننا وبطبيعة الحال نستخدم هذه العبارة يوميا نقولها للأب للأم للأخت للصديقة للصديق للحبيبة للزميل.. الخ
والآن لندقق الآن بملازمات هذه الجملة والقصد هنا عن التعابير (الوجهية ) التي تلازم وترافق هذه العبارة عند إطلاقها ,, تحتاج هذه العبارة إلى ابتسامة ولمحة عين جميلة من القائل مع بعض الأشياء الأخرى لكي تكون الجملة مكتملة وفقا لنظريات لغة الجسد , لكن السؤال هنا هل نحن نستخدم هذه الابتسامة أم لا ؟ والجواب للمبتسم طبعا سوف يقول نعم أما غير المبتسم فأنه سوف لن يكمل هذه السطور لأنه غير مشمول وما أكثرهم عندنا , لان البسمة غادرت الوجوه و المحيا منذ فترة بسبب محاولات الاغتيال لها ,, لكن لنقل ولو في حلم يقظة لماذا لا نقول صباح الخير ونبتسم أولا لأنفسنا وثانيا للصباح ووفقا للقناعات أحدهم يبستم لدعاء الصباح وآخر يبتسم لما يستمع إليه صباحا كأن تكون أغنية لفيروز مثلا ومع تلك الابتسامة وتلك الترنيمات أي كان مسماها مع إطلاق جملة صباح الخير نقوم بحمل وردة في اليد اليمنى وأخرى في اليد اليسرى ونعطي الوردة اليمينية للجار واليسارية نعطيها للشخص الذي سوف نقابله ( ليس الحديث هنا عن اليمين واليسار وفقا للنظريات السياسية وإنما عن اليد فقط ) وبعدها يقوم الجار بإعطائها إلى أي شخص يقابله والأخر يعطيها إلى رجل المرور الذي سوف يصادفه في أقرب تقاطع طالبا منه أوراق سيارته والمرور يقوم بأخذ الوردة وإعطائها إلى تلميذ الروضة الذي سوف يمرق بجانبه والتلميذ و بكل براءة يعطيها لحارس ال ( f.b.s) الواقف عند باب روضته منتظرا الاعتراف الفعلي به وكذلك زيادة راتبه ويقوم الأخير بشراء سكائر من أقرب دكان ويعطيها لصاحب الدكان وثم تصل لزوجة صاحب الدكان وهكذا تدور الوردة , وزميلي يعطيها لمسئول العمل ثم للمدير ثم وصولا إلى الرأس الأكبر في الدولة ويطل علينا ذلك الرأس من خلال مؤتمر صحفي أو جلسة برلمان ويقول تسلمت اليوم وردة من أحد مواطني الشعب ويظهر في أسفل الشاشة وفي الشريط الإخباري السريع السبتايتل ( تسلم اليوم الرأس الكبير في الدولة وردة جميلة من قبل شعبه الجميل ) ويظهر عنوان آخر ( أعتبر هذا اليوم عطلة رسمية وأطلق عليه يوم الورد ) ويسن قرار في هذا الأمر أن تكون الدولة في ذلك اليوم متزينة بالورد والوشاح الوردي ,,, وفي خضم ذلك الحلم حاولت أن أعطي صوت أعلى لجهاز التلفاز من أجل سماع ذلك الشيء تقربت أكثر لمحاولة سماع رأس الدولة الأكبر الذي أطل علينا بمؤتمر صحفي لكن المؤتمر كان معدا لإحصاء عدد رؤوس الأموال التي هربت إلى خارج البلاد وعدد رؤوس الموتى في انفجار حصل في مركز البسمة والضحك في شارع الفرح العراقي ,, وخبر آخر عن اعتقال مواطن قام بتسليم وردة إلى موظف حكومي بدعوى فساد إداري ومالي ... إذن سوف نتقابل عند الصباح ونقول صباح الخير ,, لكن الابتسامة والورد أمر متروك لكم ,, وسوف تسأل هل سوف تطبقها الجواب لا ... لكي لا تعتبر عملية حمل الورد عملية فساد إداري ومالي وتقع ضمن عملية اللعب بالمال العام واللعب بمقدرات الشعب وقوته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل