الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاق أولا

عزام يونس الحملاوى

2009 / 6 / 9
القضية الفلسطينية


علي الرغم من أن خطاب اوباما ترك أثرا طيبا في نفس العالمين العربي والإسلامي, والشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ النكبة حتى الآن , إلا أن الآراء حول الخطاب كانت منقسمة مابين مؤيد ومعارض ,و لكن هناك نقاط ايجابية في الخطاب يجب التقاطها والبناء عليها, ولكي يتم ذلك يجب أولا أن يتم الاتفاق و المصالحة بين الفصائل الوطنية والإسلامية حتى يكون هناك توافق على ورقة عمل بينهما لتدمج مع المبادرة العربية ويتم الذهاب إلى واشنطن للمفاوضات من موقع قوة وحتى لا يكون هناك أي ثغرات في الموقف الفلسطيني ونكون قادرين على الرد لاوباما "وعليكم السلام" , من شعب عاني من الويلات والاضطهاد مالم يعانيه شعب أخر, جئنا لك من أرض محتلة يعشق شعبها الحرية والأمن والسلام, ويريد دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف, بدون حواجز ولا سجون ولامعتقلين ولا استيطان ولا أسوار, وشعب في الشتات يتطلع إلي العودة إلي أرضه, كما كفلته له كل القوانين الشرعية والدولية, جئنا لكي نري كيف سننفذ ماتحدثت به علي مرآي ومسمع من العالم كله .
يجب أن نتحدث ونحن واثقين من أنفسنا, كما كان هو واثقا من نفسه ,وننطلق من تاريخنا وثقافتنا التي تحدث عنها, والتي أنارت لأمريكا والغرب الطريق ليصلوا إلي ماوصلوا إليه . كل هذا يجب ان يكون بإستراتيجية ورؤية موحدة , متحدين لامختلفين, مجتمعين لامتفرقين , من اجل القضية والوطن .لكن علينا ان ندرك ان أمريكا وحتى الدول التي نعتبرها صديقة لاتسمع جيدا من الضعفاء, لذلك لابد من إنهاء الوضع الماساوى الذي يعيشه الشعب الفلسطيني, لاستغلال هذه الفرصة قبل ان تدير أمريكا ظهرها ويلعب نتنياهو بورقة الانقسام وعدم وجود شريك ,علينا ان نضغط لتنفيذ ما أعلنه , وليبدأ بخطوات عملية علي أساس المبادرة العربية دون المساس بها , وبقرارات الشرعية الدولية , علينا المطالبة من خلال قوة الحق, وليس بالمنة عن طريق التوسل والاستجداء,ويجب مناقشته في كل القضايا والمشاكل , ولإثبات حسن النية عليه أن يبدأ بممارسة ضغوطاته علي إسرائيل لوقف الاستيطان, وخاصة بعد ادعائه انه صاحب رؤية باتجاه القضايا والمشاكل الإنسانية , يجب علي العرب أن يضغطوا بكل الأوراق التي بأيديهم وهي كثيرة إذا أرادوا, لأن نتنياهو سيعمل علي عدم قيام الدولة الفلسطينية .
ان اوباما استطاع ان يجند شخصيات يهودية وأمريكية داخل الكونجرس, ونجح في الانتخابات عن طريق أصوات الشباب الذين لايرغبون في الحروب والاقتتال, ومن بينهم أصوات الشباب العربي والإفريقي, لذلك تعتبر هذه فرصة للوصول إلي مانريد . وهناك ورقة مهمة أيضا وهي الشخصيات العربية الموجودة بأمريكا, والتي تتبوأ مراكز متقدمة علينا التنسيق معهم للضغط علي الإدارة الأمريكية ,والدفاع عن وجهة النظر العربية والمساعدة علي تنفيذها. لقد حان الوقت لأن يكون هناك تكامل مابين الفلسطينيين والعرب والشخصيات العربية في الخارج من أجل الوصول إلي الهدف المنشود وبالتنسيق مع الدبلوماسية العربية ,والتي يجب أن تعيد تنظيم أوراقها وعدم ترك ثغرات سياسية حتى تكون الأداة الممهدة والمساعدة للقرار العربي .
لذلك علينا نحن كفلسطينيين مسؤولية كبيرة, ولنستخلص العبر في هذه المرحلة لإنهاء الانقسام, ووضع إستراتيجية موحدة تضم كافة فصائل العمل الفلسطيني بدون استثناء, وعلي حماس ان توقف كافة نشاطات التحريض, وعليها ان تلتحق بالركب الفلسطيني العربي لتكون كلمتنا موحدة طالما أنها تغازل اوباما وترسل له الرسائل والدعوات لزيارة غزة , وعلى الجميع عدم الالتفات إلي الضغوطات الخارجية , يجب عدم تفويت هذه الفرصة لأننا لن نراها ثانية وإلا سندفع الثمن غاليا .
وعلي الرغم من كل هذا يجب ان لانفرط في التفاؤل, وان نضع الأمور في نصابها حتى لايصاب الرأي العام بصدمة جديدة في ظل حكومة إسرائيلية متعنتة رافضة التقدم في العملية السلمية حتى الآن .
لقد ان الأوان لأن نتجاوز كل مشاكلنا, وان تتعالي علي جراحنا, عسي ان يحصل تقدم لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته,هذا الشعب الذي طال انتظاره, ولا يستحق العبث بمصيره أكثر من ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي
سيمون خوري ( 2009 / 6 / 9 - 02:26 )
جميل جداً وأتفق معك المطلوب وحدة وطنية فلسطينية اولا بما فيها حماس والجهاد الخ باعتبارهم فصائل وطنية ، الحوار الداخلي وتحسين وتقوية مفاصل المفاوض الفلسطيني .

اخر الافلام

.. مين اعترف بالحب قبل.. بيسان أو محمود؟ ????


.. العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز




.. الانتخابات الأوروبية: انتكاسة مريرة للخضر بعد معجزة 2019.. م


.. أغذية فاسدة أو ملوثة، سلع مستوردة مجهولة المصدر.. كيف نضمن ج




.. هنا تم احتجازهم وهكذا تم تحريرهم.. مراسل سكاي نيوز عربية من