الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر الكويت

سعدون محسن ضمد

2009 / 6 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


كنت أريد أن أكتب عن الموضوع الأكثر استفزازاً للعراقيين خلال الاسبوع المنصرم، أقصد موقف الكويت من خروج العراق من طائلة البند السابع. فقد كشف هذا الموقف لنا كعراقيين أن أشقاءنا لن يكتفوا بسنوات الحصار العجاف، باعتبارها عقوبة قاسية عوقبنا من خلالها جميعاً على جريمة كنا نحن أول ضحاياها، فجرائم صدام ـ صنيعة القوميين العرب والمكلف من قبلهم بحماية بوابتهم الشرقية ـ بحقنا كعراقيين أكثر بما لا يقاس من جرائمه بحقهم أو بحق الآخرين. أيضاً الكويتيون لن يكتفوا بمعدلات التخلف في بلدنا وانهيار بناه التحتية، ولا بجرائم السلب والنهب والإرهاب والحرب الطائفية والى آخر قائمة المشاكل، التي هي بمعنى آخر عقوبات ترتبت علينا بصورة مباشرة نتيجة احتلال صدام للكويت. ومع أن هذه العقوبات قاسية ومع أنها دفعت معظم دول العالم للتعاطف معنا ومساعدتنا. إلا أنها لم تزل غير كافية بالنسبة لأشقائنا ولذلك هم يسعون لالحاق المزيد من التدمير والجوع والقتل بنا.
كنت أريد أن أكتب عن هذا الموضوع لولا أن المصادفة قادتني للاطلاع وبشكل تفصيلي على محضر جلسة مجلس النواب الخاصة باستجواب وزير التجارة. فهذه المصادفة جعلت موقف الأشقاء أهون بكثير من موقف الأبناء، وإذا كانت الكويت تريد أن تبلغ الذروة بملاحقة العراق والسعي لتدميره، فإن الاطلاع التفصيلي على ملفات الفساد يكشف وبشكل مخيف عن أن الجريمة الأكبر بحق العراق ارتكبها ويرتكبها العراقيون، ومن أعلى درجات سلم المسؤولية في الدولة إلى أدناها. ومع أن ملف فساد وزارة التجارة لم يبت به قضائياً. لكن قراءتي لمحضر الجلسة (13) من جلسات مجلس النواب أشعرتني بخوف لم أشعر به سابقاً. فقد وجدت أن الفرق واسع بين أن تتابع الخبر المتعلق بفساد جهة حكومية، وبين أن تطَّلع على تفاصيل هذا الفساد وعلى مدى سنين، وتستكشف كيف أنه تجسد في واقع الناس على شكل عذابات وآلام لملايين منهم، ممن تسبب بجوعهم وعريهم وتشردهم وبالتأكيد موت الكثير منهم.
يا إلهي (قلت لنفسي) الموضوع يتعلق بجريمة بشعة يبدو أنها أشد خطراً من جرائم الإرهاب نفسه، بل هي تأتي لتكمل دورته الهدَّامة، وإذا كان مفجر العبوة الناسفة أو السيارة الملغومة قد تسبب بقتل الآباء فإن المسؤول الفاسد قد تسبب بجوع وعري أبنائهم اليتامى وذويهم وأفراد أسرهم.
توجد في محضر الجلسة ـ المنشورة على موقع مجلس النواب الالكتروني ـ تفاصيل مخيفة أتمنى أن يطلع عليها جميع أفراد الشعب، من أجل أن تتضح الأزمة بكامل أبعادها. ومن أجل أن لا يتمكن أحد من التستر عليها. هناك ملفات أخرى بدأت تتكشف الآن، هذه الملفات تخص الوزارات جميعها، وهي منشورة وتنشر الآن على مواقع الكترونية كثيرة منها موقع كتابات، وهي ملفات بحاجة لاطلاع ومتابعة الجماهير. أيضاً هناك تحركات سياسية كبيرة وكثيرة وبوتيرة متصاعدة أخذت تتجه لخنق عملية محاسبة الفاسدين واحتواء أصوات أعضاء مجلس النواب الواقفين خلفها. هذه التحركات هي الأخرى بحاجة لمراقبة الجماهير ويقظتها.
اطلاعي على هذه التطورات جعلت الخطر الذي يمكن أن يشكله تحرك الحكومة الكويتية أزاء العراق يبدو تافها أمام الخطر الذي يشكله الفاسدون من أبناء العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نقمة لابد منها
علي السعيد ( 2009 / 6 / 9 - 18:09 )
الكلام فيه الكثير من الواقعية والالم والتمني , في منتصف الثمانينات كان لي صديقا , مهندسا نفطيا , له مسؤولية في حقول نفط البصرة , وذكرته بكلامه في الفين واثنين .مفاده ان الكويت قد زحفت على ابار نفطيه واراضي عراقية كنا نعمل فيها , لااعلم كيف ان الحكومة تغض النظر عن ذلك , الكلام للمهندس النفطي , لااعلم هل هناك مؤامرة مدبرة على العراق ام ان الحرب مع ايران كانت هي السبب في سكوت العراقيين .كما التقيت مع عاملين كانوا يعملوا في حقول حدودية مع العراق , وهم من جنسيات اسبانية وتركية , ذكروا ان الكويت قد اشترت اكبر حفارات عملاقة في العالم او قد صممت خصيصا لها للحفر بصورة افقية ولمسافات طويلة لتمد انابيبها من حقول نفط عراقية . الكلام الاخير عام 2000. امنيتي واملي ان تكف الكويت عن الاستمرار في الحاق الاذى بالشعب العراقي وأن تخرج هي اولا وقبل كل شيء من ان تكن على طول الزمن راس الحربة في سياسات دول وشركات كبرى تنفذ مأربها واغراضها في المنطقة وعلى العراق بوجه الخصوص . شكرا للاستاذ سعدون على طرح الموضوع بهدوء وتأني .

اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟