الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محلة الخضراء المسيحية

خالد عيسى طه

2009 / 6 / 15
حقوق الانسان


من اقدم العهود كان العراقيون يهتمون في محلات سكناهم كدار وكمحلة .. وتوزع سكان بغداد بالاخص على قطاعاتها لاوفق الحس الطائفي بل الانتماء الى العشيرة .. او المدينة التي تزهو فيها .
مثال .. محلة الدوريين .. محلة التكارتة .. البتاوين .. محلة اليهود وهي محلة ممتدة .. ثم بتوسع المدينة خفت هذه التكتلات ولكادت تتلاشى لتحل محلها حي المحامين .. حي المهندسين وحي .. وحي .. بعد ان وهب الزعيم كريم قاسم اراضي معدة للسكن على النقابات المهنية .

جاء صدام حسين وغير اتجاهات السكن فأصبح .. حي الحرس الجمهوري .
حي ضباط المخابرات .. الخ وانحسر كل شيء بعد الاحتلال واصبح العراقيون في خوف دائم .. وتكتلوا في بيوت الاقارب والمعارف دون ان يغيرو محلات سكناهم .
لقناعتهم ان الوضع لايمكن ان يدوم .. وانها مزنة صيف لا اكثر ..!

فاضت بغداد بالاجانب .. مرتزقة رجال اعمال .. مدراء شركات .. هؤلاء لابد لهم من سكن آمن .. لذا اتجه اول من اتجه الحاكم الامريكي ليحل في احد قصور صدام وليجعله قصرا .. ثم توسع في فكرة السيطرة على المنطقة الخضراء وهي منطقة اغتصبها صدام من وقف ذري ارمني .. وعائلة قومجيان وهي واسعة بحدود 1500 دونم .. الدونم يساوي 2500 م2 . وبنى قصوره واستراحاته .. واحضر اولاده وعائلته بهذا البذخ في البناء فاصبحت المنطقة منطقة حديثة خضراء .. وقدم كل ذلك الى جند الاحتلال .

بريمر ومسيرته لايمكن ان يدير الحكومة .. الا بوجوه جدد .. هذه الوجوه عراقية الاصل امريكية الولاء .. واخذ هذا الحاكم بأمره ( يخيط ويخربط ) حل الجيش ثم شجع النهب ثم حل الوزارات بكاملها .. وحصل مئات الالاف بحجة اجتثاث البعث .. كلها لاتتلخص مع مصلحة الشعب العراقي العليا ..

اني اشبه بلير .. مع نفسي .. طفل مسلح داخل محل للالعاب .. لايدري كيف يمنع نفسه من هذه الالعاب .. وحسب ان الشعب العراقي جمعية لعب للتسلية ..
حسب تقارير من استعدوا بلاده على الاحتلال .

كبرت حلقة المتعاونين .. لاستمرار البذخ بألدولار .. حتى يصل بعض اجور لبعض الاشخاص 1500 الف وخمسمائة دولار يوميا ولخمسة ساعات فقط ..!!
تكدس هؤلاء المتعاونين مع من كان قبلهم .. فأضطرت السلطات على تسويرها ومنع الدخول منها واليها تحت حراسات الكترونية .

الان نجد ان المحظوظ من العراقيين استطاع ان يجد محط قدم في هذه المحلة الجديدة .. مدينة الخضراء .. والا كأنه مضطر للصرف على حمايته مبالغ لاتصدق
وكلما زاد الضغط عليهم كلما زادت اسعار معدلات الحماية وزاد عدد الحراسات .

اذا كنا واعين لتاريخنا .. فان امير المؤمنين عمر بن الخطاب .. وكان خليفة امة اقوى من امريكا في ذلك الوقت وداخلة في حروب الفتح الاسلامي ضد الفرس والروم ومع ذلك فليس لديه حارس واحد يصحبه على جمله .. وكان يفترش الارض ويلخمظ بألسماء وهو آمن مطمئن .. تطبيقا للقول : اعدل تجد الامن والسلام .. فاذا كان العدل هو الاساس للملك والحكم لماذا لاينصح العراقيون المتعاونون مع الاحتلال مجلس الحكم .. المجلس الوطني .. الوزارة .. رئيس الجمهورية ليأخذ الامريكان نصيحتهم وان يعدلو بين الناس ولا يعتقلون مئات
الالاف ولاكثر من سنة ولماذا يستعملون السلاح الممنوع في النجف والفلوجة ولماذا .. ولماذا

ليس هناك في العراق شيء صعب على الحل .. العقدة هو الاحتلال ليحدد وحده بقائهم ..! على الاقل يطلقوا الحريات الديمقراطية عمدا لاقولا .. ليدعوا الشعب يتنفس عن الامه . ليرجعوا الماء .. ليرجعوا الكهرباء .. ليرجعوا العناية الطبية . يرجع لهم الشعب الامان ليس لهم فقط بل لهم وجميع المتعاونين معهم سواء اكان بقناعة او بدافع المال والسلطة .

لترجع بغداد الى محاليها .. محلة الكرخ .. والبتاوين .. وصبابيغ الآل ..
والسعدون .. الى تلك المحاليل التي بين افرادها وشائج اجتماعية يحاول الاحتلال سحقها .

ليخلق سنة ضد شيعة ضد اكراد وتركمان الى اخر هذا السرطان وتبقى منطقة الخضراء في ذاكرة العراقيين انها كانت مقرا لكل التجاوزات .. وقد انشأها طاغية جاء للحكم على خرق القانون والتجاوز على كل شيء .

دردشة على فنجان قهوة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق