الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من في الجنة ومن في النار

علاء نايف الجبارين

2009 / 6 / 9
القضية الفلسطينية


لم أصدق نفسي وأنا أسمع عن الاشتباكات التي حدثت في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، ففي البداية اعتقدت أن الخبر يتعلق بالقتال الدائر بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان، ولكن بكل أسف حدثت في بلدي وبين أبناء شعبي.

التصريحات التي صدرت عن القيادات الفلسطينية اقتصرت على الهجوم المتبادل بين حركتي فتح وحماس، وكل منها يتهم الطرف الأخر بالتسبب بالمأساة، ويزف للوطن شهدائه، صاب جام غضبة على قتلي الطرف الأخر.
ولكن لم يتحدث احد بأن الطرفين ينتمون لشعب واحد، وينكل بهم من عدو واحد، ويجمعهم سجن واحد وهم واحد.

حماس بدورها حملت السلطة المسؤولية، وكالعادة تحدثت عن الجنرال الأمريكي دايتون والتنسيق الأمني، والمؤامرة التي تستهدف القضاء على المقاومة، وطمأنت الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية بأن المقاومة باقية ولن تستطيع أي جهة المساس بها، ولكني استغرب لماذا الدعوة لبقاء المقاومة في الضفة الغربية، وهي مرفوضة في غزة، ومن يحاول التفكير في السير بهذا الاتجاه فهو عميل يريد القضاء على المقاومة، فعجبي لهذه المفارقات المخزية، وفي النهاية أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، بأن الكتائب ستعامل قوات الأمن الفلسطيني كقوة احتلال.

تصريحات مشبوهة لا تريد للشعب الفلسطيني الخير، وهذا يذكرنا بالحالة الجزائرية والمصرية، ونتمنى أن لا نصل إلى هذه المرحلة، لان المغسولة أدمغتهم يفعلون أي شي وبدون أي تفكير، وسيكون الضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيين، ويعطي إسرائيل المبرر للاستمرار بسياستها، والمراوغة أمام المطالب الأمريكية والدولية للسماح ببناء الدولة الفلسطينية.

نعود لعنوان المقال حول من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار، وهذا حديث متداول بين المواطنين بعد الانقلاب وظهر مرة أخرى بعد أحداث قلقيلية.
الضحايا من الطرفين شباب يطمحون في بناء بلدهم ولكن كل بطريقته، لن أبالغ إذا قلت بأنهم يساقون لحتفهم بدون أي مبرر، أما بدافع الوظيفة والحصول على راتب يعتاش عليه وأسرته، يبني من خلاله مستقبل، حتى وان كان غامضا، لكن الأمل فيه باق، فهذا الشعب باق حتى الآن ورغم كل التحديات بسبب عشقه للأمل.
وآخرون يريدون مستقبل على طريقتهم التي يروها مناسبة، ومثل إخوانهم يبنون فيه بيتا صغيرا، يحلمون به، وان اختلفت الطرق فالهدف واحد.
إذن من في الجنة ومن في النار؟

أعجبني رجل مسن ومتدين قال أننا لا نستطيع التحديد لأننا لا نملك مفاتيح الجنة، ولو أنها بيدنا لما دخل احد النار، اتفقنا أنا وهو على هذا الرأي ولكني أضفت بأن هناك مفاتيح تخص الوطن وأهالي الضحايا من خلالها يحكموا على من تسبب في هذه الفاجعة، ويحرقوه بنيران صدورهم.
إنهم من يحرضوا على القتل ويدعوا بأنه مقاومة، ومن يعتبر قوات الأمن التي قدمت الشهداء والأسرى وقاتلت الاحتلال أعداء ويدعو لقتلهم، ومن يدعوا للتنسيق مع قوات الاحتلال للنيل من كرامة شعبنا، ومن يراهن على ضعف شعبنا لتحقيق مصالحه الخاصة، إنهم تجار الحروب والموت.

ألان وفي هذا الوقت الحرج أصبح مطلوبا من الجميع أن يقفوا يدا واحدة ضد هؤلاء، و وضع حد لجنونهم وحقدهم الدفين ورغباتهم الطائشة، فالمؤسسات الحقوقية وجميع مؤسسات المجتمع المدني مطلوب منها أن تنظم نفسها وتعمل على فظح المتورطين في محاولة قتل الحلم الفلسطيني، وهذا يكون من خلال الدعوة للوحدة الوطنية وعدم المماطلة في الوصول للاتفاق، من خلال تحديد سقف زمني للجميع، ومن يظهر انه السبب في إفشال الحوار يجب أن ينحى عن قيادة هذا الشعب، وكفانا موتا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس