الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة السياسية- في إجماع وطني ضد الأغلبية الشعبية

التضامن من اجل بديل اشتراكي

2009 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الانتخابات وفي يوم 4 ابريل تعرضت الوقفة السلمية التي دعا إليها تحالف اليسار الجذري ضد حلف شمال الأطلسي لتدخل قمعي همجي. كنا نعتقد بان موضوع وأهداف هذه الوقفة(التضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني والتنديد بالسياسة العدوانية لحلف الناتو) ستلف كل القوى الداعمة لنضال الشعوب والمؤمنة بحق شعبنا بالسيادة والاستقلال وخلو أراضيه من الوجود العسكري الأجنبي،فان هذه القوى آثرت مقاطعة هذه الوقفة الاحتجاجية مفضلة الانعزال عن الحركة الاجتماعية العالمية التي دعت يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بحلف الناتو. ورغم أن هذه الوقفة لم تكن ذات علاقة بموضوع الانتخابات فان الأحزاب والتيارات التي تدعي الدفاع عن التعبير الحر عن الإرادة لم يصدر عنها أية إدانة للقمع الذي تعرضت قيادات ومناضلي اليسار.
وبالأمس، 6 يونيو تعرضت الوقفات التي دعا إليها تيار النهج الديمقراطي للقمع،ومرة أخرى لم يصدر عن القوى التي تدعي الانتساب للديمقراطية وحق الشعب في التعبير الحر عن إرادته، ما يثبت معارضتها لقمع حرية الرأي والتعبير. هل نحن إزاء "إجماع وطني" جديد للطبقة السياسية لمواجهة خطر مقاطعة الأغلبية الشعبية للطبقة السياسية؟


لقد أجمعت"الطبقة السياسية" الموالية للنظام، بيسارها ويمينها على عدم الاعتراف بحق التيارات السياسية والاجتماعية والفكرية المعارضة في ممارسة نشاطها السياسي الداعي إلى مقاطعة المسلسل الانتخابي. وإذا كانت الأحزاب المخزنية انسجاما مع طبيعتها واصل منشئها ليس لها من موقف آخر غير تصريف املاءات النظام، فان الأحزاب التي تدعي الانتماء لليسار لا يمكنها بأي حال من الأحوال تبرير موقف العداء السياسي اتجاه القوى الديمقراطية واليسارية الرافضة للمشاركة في مسلسل انتخابي لا يتوفر الحد الأدنى من الشروط السياسية والقانونية الذي يسمح بالحديث عن انتخابات حقيقية. فهو موقف علاوة على كونه يتعارض مع مبدأ الاعتراف بالتعددية السياسية (شرط قيام انتخابات ) يتعارض مع الواقع نفسه، مادامت الأغلبية الشعبية قد عبرت عن رفضها لهذا المسلسل السياسي بنسبة تفوق 80 %. هل تنكر هذه الأحزاب حق هذه الأغلبية الشعبية في مقاطعة الانتخابات؟ وفي هذه الحالة ألا يعني موقف العداء اتجاه القوى المعارضة للمسلسل الانتخابي والاصطفاف مع القوى المخزنية موقفا معاديا للديمقراطية؟
إننا حين ندعو المواطنين والكادحين منهم على الخصوص إلى مقاطعة المسلسل الانتخابي،لم ندعوها إلى اتخاذ موقف عدائي اتجاه أحزاب اليسار الديمقراطي المشاركة في هذا المسلسل ، لأننا ببساطة نعترف بحق باقي الأحزاب والتيارات الديمقراطية بممارسة نشاطها السياسي انطلاقا من تقديراتها هي وليس انطلاقا من تقديراتنا نحن.
وحينما قلنا بفشل إستراتيجية النضال الديمقراطي(الإصلاح من داخل مؤسسات النظام) وحذرنا من المأزق السياسي الذي تقود إليه هذه الإستراتيجية السياسية على ضوء تجربة المعارضة البرلمانية المنتهية صلاحية قيادتها للنضال الديمقراطي، لم نتهم قوى اليسار الديمقراطي بالعدمية واليمينية والعمالة للنظام، رغم اختلافنا الجذري مع إستراتيجيتها السياسية. لماذا؟ لأننا نعي جيدا وندرك أن الوجه الأخر للمسلسل الانتخابي هو تقسيم وتفتيت المعارضة الديمقراطية وتغذية النزاعات فيما بين أطرافها.
هناك من يتهم قوى اليسار الجذري بالعدمية واليسراوية والتطرف فقط لا ن هذه التيارات تقف موقفا معارضا للمسلسل الانتخابي الذي عارضه أكثر من 80 % من الشعب. و هناك من اتهم صراحة تيارات اليسار الجذري بعرقلة "المسار الديمقراطي "( بينما يعارض اليسار الجدري الاستبداد السياسي ) وبكون موقفه المعارض هدا يصب في طاحونة المخزن والقوى الرجعية.
وفق صك الاتهام هذا يصبح اليسار الجذري المعارض للمسلسل الانتخابي في خانة القوى المعادية للديمقراطية، والأحزاب المشاركة فيه في خانة القوى الديمقراطية،علما أن أكثر من ثلثي الأحزاب المشاركة من الأحزاب المخزنية .
وإذا كانت الأحزاب المخزنية وقسم من أحزاب اليسار الحكومي من مصلحتهما اتهام اليسار الجذري بالعدمية والتطرف، فانه من المستهجن اصطفاف أحزاب تعلن انتسابها لليسار والمشروع الديمقراطي، خلف هذه الاتهامات والتصنيفات.
أليس الاصطفاف في الحرب الهجومية ضد اليسار الجذري المقاطع للانتخابات والقوى المناضلة من اجل المشروع الديمقراطي، هو اصطفاف إلى جانب القوى المعادية للديمقراطية؟
كان حريا بالأحزاب المنتسبة،فعلا للمشروع الديمقراطي، أن تدافع عن اختياراتها ونهجها السياسي وتكشف بالتحليل الملموس أيهما يخدم الديمقراطية ويرجح كفة اليسار في النضال ضد الاستبداد والرجعية: المشاركة أم المقاطعة؟
في هذه الحالة ستكون هذه الأحزاب قد رسمت الحدود بينها وبين الأحزاب والقوى المعادية للديمقراطية وكشفت لمناضليها وأنصارها لمذا تشكل الانتخابات محطة افترقت فيها الطرق بين اليسار الجذري المقاطع لمؤسسات ديمقراطية الواجهة واليسار الديمقراطي المشارك في مؤسساتها. وفي هذه الحالة ستكون قد ساهمت في توضيح الطريق نحو الديمقراطية، وليس في تلغيم الطريق الديمقراطي.
زوروا موقعنا http://www.tadamone.com









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط