الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امتحانات الشباب والنخب: العقل أم -النقل-؟

أحمد الخمسي

2009 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


النقل هو "المعقول"
أنا لا أحكي عن "النقيل" في الامتحان من طرف الشباب. بل أذكّر بأولوية النقل عن العقل في التدبير والسياسة والتربية و الحل والعقد، من طرف الكبار. عن مسوغات الاستمرارية وما يتبع منطق النقل من محافظة وتبعية وانجرار واجترار. قد ننقل من كل الآفاق. ننقل من مريكان ومن طالبان. قد يتسع تنويع النقل على نفس الجسد: من فوق طالبان ومن تحت مريكان. المهم النقل. لأن الموت مع الجماعة نزهة. وهذه الجماعة قد تعمل بفتوى مستوردة من أي مكان. بل لا يهم الزمان أيضا الذي نبتت فيه الفتوى الأصلية. المهم حفظ الذات من الخطر الداهم (العقل)، ولو على طريقة النعامة. ونعلم جميعا أن أمراء النفظ وشباب المجاهدين كل مولع بموضة النعامة. وحكاية النعامة معروفة.
ثم تأتي سياسة البنك الدولي الذي يعطي الوصفة الجاهزة، بالجملة وبالتقسيط. بالفكرة وبالتنقيط. ليصنع النموذج الموحد. مع حجج وبراهين العام زين. بالأرقام إن ضعفت الحجة. فالإحصاء علم الكذب. المهم النقل. فالنماذج جاهزة وعابرة للقارات. فاستيعاب الأنماط أفضل من الإبداع الفاشل. والنقل المقبول خير من العقل المجهول. أليس الخطأ الشائع خير من الصواب.
هذا التعميم بصدد أولوية النقل نقل النماذج الجاهزة. هذا التقمص غير المنتهي. موجود في مختلف مراكز القرار. فالسيادة عمودية من الفوق تبدأ. والمساواة الأفقية يجب أن تهدأ. أشكال من النقل ممتدة في الدولة وفي المجتمع. تكرسها المؤسسات المنتخبة تحت أعين وداخل نفوذ آذان الوصاية. فالوصاية حريصة على الدستور والسلامة والصحة والحياة. لذلك، النقل مهم. بل حيوي. نقل التعليمات من الأعلى. فبلوغ السن القانون يعني الرشد. والرشد يتجسد في تقبل التعليمات ونقلها بإخلاص وأمانة، وإن اقتضى الأمر إصدار مواثيق شرف ومراسيم لحفظ الجماجم من جنون العقل، عن طريق هدوء النقل.
كل الطواحن تطحن قمح النقل. لتغذي الجماجم بدقيق النقل الخالص من شوائب السؤال. فالسؤال له من الثقل ويؤدي إلى تعب لا ينتهي. العقل يسري بسمومه إلى كل مفاصل الجسد. مما يضطر الأهل إلى استعمال "المهدئات" لتخليص مريض العقل من اضطراباته الدورية. فالنقل حل جذري قبلي يكفي خطر الوصول عن طريق العقل لكل هلوسة بعدية. وهو من السهولة وقصر الطريق. ماكينة النقل سهلة الدوران.
النقل ليس فيه خطر. لا من عدوى السؤال ولا من انشغال البال. الأسئلة نفسها جاهزة. والأجوبة جاهزة. والمهم هو الدوران في الساحة العمومية. بشرف وبشغف أيضاً. فالنقل والشرف أحسن من جميع الأوجه من العقل والشغب.

أماالعقل فأفق مجهول
الآن أحكي عن "نقيل" الشباب في الامتحان.
لا! ثم لا!! لن أحكي عن "نقيل" الشباب في الامتحان!
أحكي عن نقيل "النخب" في المؤسسات المنتخبة. عندما تتسرب الأسئلة حول الدوائر الانتخابية؟ حول الخريطة الحزبية للمقاعد المقبلة؟ في سياق "الثلث والله ما يدوز" و"الثلث والله تايدوز" و"ثلث عاينا ميزانا اشكون يدوز". فكل الدوائر عليها أن تنقل هذه الوصفة نقلا حرفيا، كي تحافظ على احتمالات نجاحها المهني وترقيتها الخاطفة. فترك الانتخابات للعقل ورجحان ما يغلي في جماجم الدهماء والغوغاء أمر في غاية الخطورة.
ومع ذلك، للعقل واجهات ومرايا للعرض الموسمي. شرط أن يدخل في خانة "حرية المبادرة" المصفاة في ممر ضيق ما بين حائط البرلمان وزراويط القوات العمومية. لتكون ضرب دكتورين بقمع واحد: دكتور راسو سخون يتخيل حرية التظاهر مكفولة كما يتوهم عقله المجنون في جمجمته. فيكون عبرة لكل واهم بنجاح استعمال العقل والحرية. ودكتور للعرض مؤشرا على نجاح نظام التربية والتعليم قصد الاشهار للاستثمار الخارجي المباشر.
ساعتها، يحق لشباب الامتحانات أن يتخيل ما هو النموذج المرغوب فيه ساعة الاختيار بين العز والهوان: واش العقل المجنون أم النقل اللي مزيان!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د