الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تصبح شيطانا ً - قصة قصيرة

محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)

2009 / 6 / 13
الادب والفن


هي فرصة.. أو هي مجرد استجابة لدعوة.. كان القصر مفتوحا ً والمجال متاحاً من كل حدب ٍ وصوب ٍ للانضمام إلى تيار ٍ واحد ٍ فقط: هو تيار الشيطان... فحتى الذين يحاربهم الشيطان ويسعى للقضاء عليهم هم في كنه حقيقتهم أشرار ٌ يخططون لسفك دماء بعضهم البعض، ولكنهم يتجملون بقناع ٍ زائف ٍ يدعو إلى تبرير شرهم – وليس إلى الفضيلة.


كانت دعوة ً مغرية ً .. فمن ذا الذي تُعرض عليه دعوة الخلود فلا يستجيب ؟ .. من ذا الذي تُعرض عليه فرصة لنوال قوى خارقة مثل الطيران واختراق الحواجز والقوة الجسدية المفرطة ولا يوافق ؟ " مع أن كلمة جسدية هنا لا تناسب المجال الشيطاني هنا " .


لم يتطلب الأمر مني أكثر من الموافقة – خاصة بعد ما رأيته في داخل هذا القصر من أشرار جعلوا من شرهم مجالا ً لقلب الحقائق وتزييف الأمور .


كان المجتمع الإبليسي واضحا ً .. فقبل إجراءات الدخول بينت الأخت الرفيقة أنه لا يمكن الرجوع في القرار ، وأن ميزات قبول العرض هي الأبدية " حتى وإن كانت أبدية في الجحيم فهي ما زالت تسمى أبدية "


كما أن هناك القدرة على مشاهدة وسماع الآخرين دون أن يروك ويسمعوك ، وكذلك الانتقال الآني عبر الحواجز والحدود .. أي قوة ٍ ترفض هذا الإغراء اللامتناهي ؟


" قف هنا " .. وقفت حيث كانت أشعة ذهبية جميلة تأتي من مكان خفي في سقف القصر تشبه أشعة الشمس في البهاء والدفء .


" هنا يتحول الفاني إلى أبدي .. بهذا تدخل إلى مجتمعنا الخالد الذي لا يموت " .. شعرت بحرارة تسري في جسدي وبدفء الشعاع ووهجه .. احتملت .. صرخت ، ولكني في نهاية الأمر انتشيت وتغيرت .


" افعل ما تشاء فأنت من هذه اللحظة خالد ُ أبدي " .. طرت ُ ومعي رفيقتي الجديدة التي لا أعرف اسمها .. فالأسماء الملفوظة ليست أمرا ً ذا بال ٍ في عالمنا هذا ، وإنما كل حوارنا وكلامنا نفساني روحاني لا نحتاج لفتح شفة عن شفة لننبس بالكلام ... بل تنتقل مشاعرنا آنيا ً في تخاطر بهي رائع .


رأيت كيف تباع الأعراض بكلمة دنيئة بشرية ، وانتقلت إلى حيث يُترك المريض ليموت بلا علاج – لا لشيء إلا لمجرد أنه فقير .


وانتقلت إلى رحاب الكنائس والمساجد فرأيت كيف ينتشي رجال الدين بالوعظ وقلوبهم خربة من الله ومن كل شيء إلا من المال وشهوة النساء .


عدت إلى زمن أقدم فرأيت كيف تم قتل المئات والآلاف في أوربا لأجل تفسير حرف في كلمة نطق بها أحد الأساقفة في إحدى المجامع الكنسية .


وفي شبه جزيرة العرب رأيت رجلا ً ثائرا ً معه عصبة من النساء والأطفال وعدد قليل جدا ً من الرجال يحاصره جيش عرمرم فينتهي الأمر بذبحه من الوريد إلى الوريد ويُقتَل أطفاله وتُسبى نساؤه .


اقشعر جسدي من بني آدم .


وارتفعت


وارتفعت


وارتفعت


ثم

حمدت الله أني :


شيطان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد الجراح يرد على منتقديه بسبب اتجاهه للغناء بعد دو


.. بأغنية -بلوك-.. دخول مفرح للفنان محمد الجراح في فقرة صباح ال




.. الفنان محمد الجراح: قمت بالكثير من الأدوار القوية لكنها لم ت


.. نقيب المهن التمثيلية يكشف حقيقة شائعة وفاة الفنان حمدى حافظ




.. باراك أوباما يمسك بيد جو بايدن ويقوده خارج المسرح