الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش العلمانية (3)

مازن الوكيل

2009 / 6 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يستنشق الفجر اول انفاسه على رائحة البخور الهندي والطيب الحجازي لتنتهي ليلة من ليالي مجالس الوزير المهلبي الذي راقص قضاته الذين غمسوا لحاياهم في اقداح الشراب وهم يراقصون غانيات الليل لتهدئ الان مع الفجر اجسامهم وتنشف لحاياهم ويعودوا من جديد الي التزمت والوقار والتحفظ بأبهة القضاة وحشمة المشايخ الكبار كما يصور ذلك الثعالبي في يتيمة الدهر.
امام هذا المشهد الذي يلتقي فيه المستبدان ليقضوا ليلهم بهذا العنفوان الصبياني ويعودوا في الصباح حكاما وقضاة" يقف المرهف الحساس صاحب الوعي المعرفي والثقافة نوعا ثالثا لا يسمح له بالتنافس او النقد او ابداء الراي من اجل التصحيح ورفع وعي الشعوب وخير من يمثلهم في حقبة المهلبي والقضاة الراقصون المثقف الكبير ابو حيان التوحيدي ذو الراس المملوء بالاسئلة والانتقادات لكل ما حوله من مظاهر الترهل الذي ياكل وعي الشعوب وينقص من كرامتهم الادمية كرعاع ليس لهم حظ في الدنيا سوى التسليم لحكم الحاكم او فتوى القاضي .
في مثل هذا الجو الملئ بالانتكاسات الانسانية ينتقد ابو حيان التوحيدي ويستنكرعلى احد مثقفي مقابساته على علاقته وصداقته لاحد افراد السلطتين فيقول له(كيف هذا.... وصعيدك مملوء بالحقائق....وذاك رجل في عداد القضاة وجلة الحكام واصحاب القلانس) ثم ليطرح التوحيدي سؤالا اخر على ضوء هذة المشاهدات فيقول لماذا يبحث الناس عن ثروات العالم بمعونة العلم والعلم يمنع ذلك ولا يبحث الناس على العلم بمعونة ثروات العالم والعلم يدعو لذلك وهو سؤال ملح عن مكانة المثقف كما يشير اركون
فالتوحيدي يضع نفسه ضمن قائمة النوع الثالث فعليه ان يتحمل مسؤولية هذا الشذوذ فلا قوة ثالثة يسمح لها بالتنافس بعد القوتين السائدتين قوه رجل الدولة وقوه رجل الدين (القضاة) وعليه فليل التوحيدي ملى بشكوى الجوع فيأن بشكواه الي صديقه فيقول له(اكفني مؤنة الغداء والعشاء... الي متى الكسيرة اليابسة .... والقميص المرقع....)
ناهيك عن استمتاع الوزير ابن عباد في محاصرته واجباره على الهجرة فيأن التوحيدي من جديد ويقول لصديقه (فقد اذلني السفر من بلد الي بلد...) وياتي دور رجال السلطة الثانية ليبرروا فعل السلطة الاولى سلطة رجل الدولة ولتتفق السلطتان معا على طرد النوع الثالث (المثقف) من مسرح الدنيا والاخر معا.
فيقول البابي(ولقد وقف سيدنا الوزير الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد فطلبه ليقتله فهرب ولجأ الي اعدائه ...)
ثم يتحث عن هروبة الثاني في بلد يحكمه الوزير المهلبي(ثم عثرو على قبيح دخلته وسؤء عقيدته وما يبطنه من الالحاد....فطلبه الوزير المهلبي فاستتر منه.... ) ثم يأتي الذهبي ليصف التوحيدي فيقول(الضال الملحد ابو حيان...)ثم ينهى ابن الجوزي الموقف بقوله الشهير(زنادقة الاسلام ثلاثة ابن الراوندي وابو حيان التوحيدي وابو علاء المعري واشدهم على الاسلام ابو حيان)ترى لماذا يكون التوحيدي اشدهم على الاسلام هل لانه كتب اخلاق الوزيرين لينقد الدولة من اعلى قمه فيها ......لنا حديث في لقاء اخر....










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-