الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبكة الاعلام العراقية وهذا الوأد للاعلام الكردي

محمد سليم سواري

2009 / 6 / 11
الصحافة والاعلام


إن شبكة الاعلام العراقية من المفروض أن تكون هي المعنية باعلام الدولة أو الاعلام الرسمي ، وما يعبر عنه الدولة من خطاب رسمي الى مواطنيها سواء من القنوات الاعلامية المسموعة او المرئية او المقروءة ، وأن تكون مساحتها كل العراق والمتلقين كل العراقيين أينما وجدوا وبكل اللغات المحلية المعروفة في العراق ، العربية والكردية والتركمانية والسريانية .
وفي السنوات الأخيرة إستبشرنا خيراً بعد إفتتاح قناة الأطياف الفضائية باللغات الكردية والتركمانية والسريانية من شبكة الاعلام العراقية بالرغم من الملاحظات الكثيرة على أدائها المتواضع ، ولكنها كانت الخطوة الاولى على الطريق الصحيح ـ كما يقول السياسيون ـ وعندما حصل أكثر من إجتماع لمثقفين وادباء كرد في بغداد مع مسؤولي شبكة الاعلام أكدوا على خططهم في إعادة الحياة الى أوصال الإذاعة الكردية بعد أن أخذوا إستعداداتهم في هذا المجال ، ولكن المفاجأة كانت بوقف فضائية الأطياف عن البث ووأد كل أمل ببث الاذاعة الكردية والتركمانية والسريانية ، وقد لا نستغرب من ذلك اذا كان المسؤول المباشر لشبكة الاعلام قد صرح لمجموعة من المثقفين الكرد بأنه يجهل فيما اذا كانت هناك إذاعة كردية تبث برامجها من بغداد وخلال 64 سنة ، وليس بمستبعد بأن يكون الاستاذ المعني كذلك جاهلاً بأن للكرد والتركمان والسريان لغات خاصة بهم وهم يمثلون أبناء العراق ، ولن نستغرب أن يفكر هكذا مسؤول بشعار مفاده كل العراقيين يتقنون اللغة العربية وإن لم يكونوا عرباً.
إنه من المعلوم بأن هناك العشرات من الفضائيات الكردية والتركمانية والسريانية ، وقد لا يكون مواطني القوميات الثلاث بحاجة الى عدد من الساعات البائسة كالتي كانت تبث من فضائية الأطياف ، ولكن على دولة العراق وإعلامها الرسمي أن تعرف بأن معظم تلك الفضائيات تعود لأحزاب كردية او تركمانية او سريانية او تمولها جهات مختلفة ولهم خطاباتهم وأجندتهم التي قد تتقاطع في الكثير من الأوجه مع الخطاب الرسمي وأجندة الدولة ، وعلى الدولة العراقية والتي هي الراعية لكل أبناء الشعب بمختلف أطيافهم أن تكون لها خطابها الرسمي والذي يعبر عن المصالح والأجندة الوطنية .
وإني أستغرب أكثر من النواب الكرد والتركمان والسريان في البرلمان العراقي وكانوا يناقشون على كتابة إسم البرلمان في قاعة البرلمان بلغاتهم ، ولا ينتبهون الى حصة وحق قومياتهم في الدوائر الاعلامية والثقافية والادبية والفنية والتربوية في الدولة العراقية وخاصة في العاصمة بغداد، ام فقط هم يعزفون على حصتهم وحقهم من النفط والميزانية ؟؟وقد غاب عنهم بأن من يفرط في مسألة قد يعتبرها صغيرة سوف يُغلب في مسألة أكبر منها !!
مع الاسف انه لحد الان وبالرغم من كل التغييرات التي حدثت في العراق مازال الكثيرون ينظرون الى كل موضوع يتعلق بالشأن الكردي على انه الحلقة الضعيفة او الحلقة التي يمكن لويها، فكان هناك خمسة فضائيات لشبكة الاعلام العراقية وبسبب تقلص الميزانية شمل الحلقة الضعيفة وهي الاطياف كما واعتبر الفقرة 140 الحلقة الضعيفة ليلاقي المماطلة كما وفرض على مجلس محافظة كركوك التوافق لكي لا يتمتع الكرد باستحقاقاتهم الانتخابية بينما ابعد مبدأ التوافق في مجلس محافظة نينوى ليحرم كذلك ممثلي الكرد من المشاركة في المناصب الادارية ... واما ما قيل بأن مسؤولاً كردياً كبيراً في بغداد وافق على أمر إلغاء قناة الاطياف الكردية فانه تبرير لا ينطلي على أحد فأما ان هذا المسؤول الكردي مازال يعتقد بأنه يعيش قيادياً في صفوف المعارضة وكل ما في بغداد في خانة السلطة الدكتاتورية، واما ان هذا المسؤول لا يعنيه من الشأن الكردي لا مسائل إعلامية ولا ثقافية ولا أدبية إلا المناصب السيادية ومشاريع العمر ؟؟
اذا كانت القناة الفضائية العراقية الرسمية تعني بالنسبة للدولة والمواطن شيئاً، فلماذا لا يعني وجود قناة رسمية باللغة الكردية نفس الشيء بالنسبة للدولة والمواطن الكردي... واذا كانت الاذاعات الرسمية مثل اذاعة بغداد والعراقية تعني شيئاً بالنسبة للدولة والمواطن فلماذا لا تعني بث اذاعة باللغة الكردية والسريانية والتركمانية نفس الشيء بالنسبة للدولة والمواطن الآخر ، وهنا يجب أن لا ننسى أن أول إذاعة كردية في العالم تأسست في بغداد في سنة 1939 وكانت تبث في بداياتها خمس عشرة دقيقة يومياً ضمن بث إذاعة بغداد باللغة العربية ، وبعد ذلك تطورت تلك الإذاعة في العهد الملكي وعصر الجمهوريات الخمس الى أن بلغ زمن بثها اليومي قبل السقوط بثمانية عشر ساعة ونصف الساعة يومياً وكانت بحق مدرسة للفن والغناء والفلكلور والأدب الكردي ، كما وكانت الاذاعة التركمانية تبث ثلاث ساعات يومياً والاذاعة السريانية كذلك ، وكان هناك بث تلفزيوني كردي وتركماني برغم من الحصار في السنوات الأخيرة والإمكانيات الفنية والمالية الصعبة والمحدودة جداً ...واذا كانت صيحفة الصباح الرسمية في بغداد تعني للدولة والمواطن العراقي شيئاً، فلماذا لا تعني وجود صحيفة كردية رسمية نفس الشيء بالنسبة للدولة والمواطن الكردي ، علماً بأنه كانت في بغداد دار نشر وثقافة كردية تطبع العشرات من الكتب الأدبية والثقافية بالإضافة الى مجلاتها الثلاث المنوعة والاكاديمية وتصدر صحيفة يومية " هاوكاري " لحين سقوط بغداد والتي كانت مدرسة للصحافة الكردية وفي الثلاثين سنة الأخيرة من القرن الماضي ، وإن دار النشر والثقافية الكردية البائسة واليتيمة في بغداد الآن وبعد الإحتلال وخلال ست سنوات لم تقدم ما قدمته نفس الدار سابقاً في ستة أشهر .
اذا كان وجود اعلام باللغة العربية وبالقنوات المسموعة والمرئية والمقروءة تهدف الى شيء بالنسبة للدولة والمواطن فلماذا لا يكون هناك نفس الهدف بالنسبة للاعلام باللغة الكردية ، ام أن هناك مواطنين من الدرجة الاولى وهم الناطقين باللغة العربية لهم اعلام رسمي بكل القنوات وهناك مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة ليس من المهم ان يسمعوا او يشاهدوا او يقراءوا ...عليهم ان يكونوا صم بكم عمي .. وهم لا يفقهون !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة