الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع مقالة نورا محمد ...تفنيد شبهات الاصوليون ضد العقلانية .بقية

فادي يوسف الجبلي

2009 / 6 / 11
كتابات ساخرة


بداية اود الاعتذار من القراء الكرام لأن اجزاء من هذه المقالة قد وردت كتعليقات على مقالة السيدة نورا محمد(تفنيد شبهات الاصوليون ضد العقلانية .بقية) وكان في نيتي ان اكتفي بالتعليق على مقالتها ولكن نظام التعليقات في الحوار المتمدن لا يسمح بالتعليق لأكثر من اربع وعشرون ساعة ،والتلذذ بنعمة الكهرباء في العراق لأربع وعشرون ساعة غاية لا تدرك .
لذلك سأعقب على مقالة السيدة نورا محمد بما يلي :
1_فكرة الثواب والعقاب
(المؤمنون يقولون انه من غير العقلانى ان يرتكب الناس الاثام فى الدنيا والجرائم والموبقات ثم يموتون ويذهبون الى العدم ولا يحاسبون على ما فعلوه.)
اعتقد بأن فكرة الثواب والعقاب لم تأتي من فراغ بل انها فكرة الطغاة وتجار الدين غرسوها في فكر البسطاء من الناس كي لا يسعوا الى المطالبة بحقوقهم في الدنيا وكم تكرر المأساة التي فيها يضرب الجلاد ضحيته بسوط السلطة فيما يردد الضحية عبارة ....حسبي الله ونعم الوكيل ...فيما يقول لسان حال الجلاد وسيده الطاغية :
فلأخضعنك واجهز عليك وليفعل ربك بجسدي الذي سيصبح ترابأ ما يشاء وليحرقه بناره لملايين السنين فأنا لا اشتري تربتي بفلس .
اذن ففكرة الثواب والعقاب انما مبرر وجودها هو تبرير جرائم الاقوياء بحق الضعفاء
2_(اؤكد لكم جميعا ان من لم ياخذ جزاءه الدنيوى بالقانون الانسانى الوضعى فلن يعاقب على ما فعله ابدا
قد تبدو هذه الحقيقة عبثية وغير عادلة ولكنها الحقيقة الثابتة الصادمة المؤلمة)
في الحقيقة انا لا يمكنني ان افهم كيف يمكن لهذه الفكرة (فكرة عدم وجود ثواب وعقاب في يوم الحساب) ان تكون غير عادلة لأنه في اي زمان ومكان لو لم تكن هذه الفكرة مترسخة في العقول فأن الانسان سيبحث عن البديل اذا لا يمكن للأنسان مهما كان عليه من الجهل ألا وان يبحث عن حلول منطقية لمحاسبة العدوان ولو لم تكن هذه الفكرة التافهة (فكرة الثواب والعقاب ) موجودة فأنه كان حتما سيبحث عن قوانين وضعية بها يمكن ان تصان حقوق الضعيف امام جبروت القوي ...ولكن هل كان الطغاة سيسمحون بذلك ؟ طبعا لا لأن القوانين الوضعية كانت ستحاسبهم هم كأي مواطنيين اخرين. وهذا ما نلاحظه في الحياة الغربية فأننا لو انتقلنا بخيالنا الى اية دولة متحضرة في الغرب ووجدنا مواطننا بسيطا يقاضي حكومته على قضية ما (ربما تكون هذه القضية تافهة بنظرنا) وقلنا له يا اخي دعك من ملاحقة الحكومة لأن الله موجود وهو سيأخذ حقك منها في يوم الحساب لوجدنا هذا الشخص الغربي يبتسم في وجهنا ابتسامة باهتة او يضحك على عقولنا ( طبعا ان كان لديه وقت للضحك) ولسان حاله يقول : فلأخذ حقوقي الان من حكومتنا الرشيدة ولتكن هي في ضيافة الرحمن في اليوم الاخر.
3_(ولو كان الله يمهل الكافريين حتى يعطيهم فرصة التوبه فليس هناك سبب للحدود والقصاص الذى نص عليه الدين ولكنه ينفذ بيد الانسان وليس بيد الله.)
قضية تمهل الله للكفار اعتقد ان القصد من ورائه ليس فقط لمنحهم فرصة التوبة بل لها علاقة بموضوع اخر وهو ابقاء الله الكفار على قيد الحياة وعدم ابادتهم واعتقد بأن اصل هذه القضية تعود الى ايام المدينة عندما كان الاسلام منحصرا في المدينة واغلب الظن ان الله سبحانه وتعالى كان يعتقد بأن دولته لن تتجاوز اسوار المدينة لذلك سن مبدأ التمهل لأنه لو خطر لأي مسلم في تلك الفترة التفكير (بالرغم من مضار التفكير!!) بحال الاسلام مع قريش وخطر بباله سؤال افتراضي (وهذا كان نادرالوقوع) مفاده لماذا لا يبيد الله المشركين من قريش ما دمنا على دين الحق لوجد الجواب جاهزا وهو ان الله يمهل ولا يهمل ! وهذا هو جواب اخواننا المسلمين لغاية اليوم على جميع الاسئلة التعجيزية ! ولو سالنا اي مسلم السؤال الافتراضي التالي لماذا لا يدمر الله امريكا وينتزع منها اسلحة الدمار الشامل ويهبها للمؤمنين ولماذا لا يوقف الله امريكا عند حدها كي لا تتحرش بأمراء المسلمين واعادة ذلك الحق المسلوب لهم (اي الطغاة) والذي كان سائدا الى ما قبل انتهاء الحرب الباردة وهو حق عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول لوجدنا الجواب جاهزا وهو ان الله يمهل ولا يهمل معتقدا بأن الله سيقوم بكل ذلك في يوم ما بالاضافة الى اشياء اخرى من مصلحة المؤمنيين منها على سبيل المثال رمي اسرائيل في البحر!
4_( ان يوم الحساب لهو اختراع انسانى محض اخترعه الانسان المظلوم البائس الضعيف الذى لا يملك ان ياخذ حقه بيده فى الدنيا فيامل ويتخيل يوما بعيدا ولكنه للاسف لن ياتى ابدا ليسترد حقه وتهدا نفسه المعذبة بالظلم وبدون هذا الوهم لن يستطيع احتمال حياته واكمالها.)
وهنا اختلف معك تماما لأنني اعتقد بأن يوم الحساب لم يخترعه الانسان المظلوم البائس بل اخترعه الطغاة وزرعوه في مخيلة البائسين من اجل تمرير جرائهم بحق التعساء المساكين .وانني اعتقد بان هذه الفكرة التافهة كانت من اكبر العوائق التي وقفت في طريق ازدهار البشرية لأن من اهم افرازاتها هو انتهاك حقوق الانسان وكلما كانت الشعوب اكثر بعدا عن هذه الفكرة كلما كانت اكثر ازدهارا لأنها لابد لها ان تسن قوانين ارضية تحمي المواطنيين جميعا . ولأن فكرة يوم الحساب هي فكرة دينية والمروجين لها هم الطغاة فهل سنستسيغ العلاقة المشبوهة بين الدين والطغاة وان الدين انما وجد لمصلحة الطغاة ، وان اكذوبة الدين قد وجد في مصلحة الفقراء والبائسين انما هو محض خيال.
5_(يقول المؤمنون انه بدون الايمان بالله تصبح الحياه عبثا)
وبأعتقادي فأن هذا هو سر معادات المؤمنين للحياة حتى اصبحوا عبيدا للموت ...يقبحون كل ما هو جميل ويجملون كل ما هو قبيح .
6_(اؤكد لكم ان الحياه عبث حقيقى وعلينا ان نعيشها كما هى)
وهذا ما أستعصي علي فهمه ايضا فلا اعلم كيف هي عبثية الحياة والانسان قد ابدع فيها الى ما يفوق التصور من الثورة التقنية الهائلة والى احترام حقوق الانسان واقامة دولة القانون في العالم المتحضر ..فلو كانت الحياة عبثية فهل كان الانسان يكلف نفسه بكل ذلك
7_(وما خلقت الجن والانس الا ليمارسون الحب ويستمتعون ويسعدون ويفرحون ويبتهجون) .
وهذه كانت اية منك بدلا عن الاية السادية البدائية المحبطة (وما خلقت الجن والانس الأ ليعبدون ) وأن سمحت لي وضعت اية ايضا لا تفخخ احدا وهي :
وما وجد(احتقر كلمة الخلق لذلك استخدم كلمة وجد بدلا عنها )الانسان(والانسان فقط لأنني لا اعرف الجن ولم يسبق لي شرف التعرف على اي واحد منهم) ألا ليحب اخيه الانسان وليبدع ويبدع ويبدع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الاستاذ الجليل صاحب المقاله
دلال محمود ( 2009 / 6 / 10 - 20:06 )
تخيفني كتاباتك سيدي اصدقها مرة ومرات اخرى اعاند النفس
تحليلك للاشياء يقنعني ويرهبني
احلى لحظاتي حين احس ان الله معي
ولكن في لحظه اقتنع بكل مايجول براءسك من الحاد وكفر
ثم استغفر الله منك ومن افكارك
يالله عليك رفقا بنا لاننا بدانا الشك وهذا هو اسواء حال
مع خالص تحياتي واعتذاري


2 - الشك اساس اليقين
فادي يوسف الجبلي ( 2009 / 6 / 10 - 21:09 )
السيدة دلال محمود
الشك اساس اليقين
والحضارة الانسانية قامت على اكتاف المشككين
واتفق معك بانه ربما كان هناك احساس للمؤمن بالنعيم حين يتخيل بأن الله معه
ولكني اعتقد ايضا ان هذا الاحساس يشل قدرات الانسان ويجعله كائنا عاجزا
اهم افرازات الدين هو زرع الخوف في النفوس
اخيرك بين امرين اثنين
اما ان تلجأين الى الله وتقضين بقية ايامك في صومعتك الى ان تلقين وجه ربك
او تلتهمين الحياة وكل ما فيها من جمال وابداع
لا تترددي كثيرا بين الاستغفار لله وبين التأمل في من يختلفون مع الله
اما بالنسبة للشك فلست انا من يغرسه في عقول الاخرين بل هناك عظماء يقومون بهذه المهمة
وقد كتبت في ذات مرة رسالة الى احد هؤلاء العظماء اشير فيها الى نوعية الصراع بينهم وبين اعدائهم قلت فيها
المعركة بينكم وبينهم هي معركة بين الحياة وبين الموت
ولابد ان تنتصر الحياة على الموت
والحكم هو الزمن
سلاحهم السيف
وسلاحكم الكلمة
انهم بكل ضربة سيف لا يستطيعون ان يقضوا على اكثر من واحد فيكم
اما انتم فبكل كلمة تزرعون ألف شك وشك في عقولهم .
تحياتي لك سيدتي


3 - ما هكذا تقرا العلمانية
عالية بايزيد اسماعيل ( 2009 / 6 / 11 - 10:17 )

مهلا يا سيد فادي ما هكذا تكون العلمانية,,, العلمانية كما افهمها تعطي حرية الخيارات للانسان في حرية الاعتقاد الديني من عدمه ...لانها بالاساس تدعو الى الشك والتفكير ونظرة علمية مادية ,,,,باستخدام العقل ,, ولاسلطان على العقل في تقييم الاراء .. وهذا بالتاكيد سوف يودي الى تقييم الافكار والثوابت الجاهزة ..
لهذا نعرف ان العلمانية قد هزمت الاديان في اكثر من مجال .. وخاصة اولئك الاصوليين الذين يحاولة بقوة شد
المجتمع واعادتها الى الازمنة القديمة .. لذلك الاديان التي هي عبارة عن منتج ثقافي اجتماعي ووليدة البيئة التي وجدت فيه ... قد لجات الى الروحانيات واليقين الغيبي... ومصادرة الاراء لترسيخ العقائد في نفوس مؤمنيها ..فكلا الطرفين لايعدوان ان ان يكونا استنتاجا فكريا واجتهادا انسانيا.. لايرقى الى مرتية اليقين؟؟؟؟
لذلك ارى انك تتفوق بامتياز في تصوير المشهد الميكافيللي وباتقان شديد .... بالرغم من اني لست مؤمنة كما لست ملحدة ... الا اني لااتقبل التعريض بالاديان ..والطعن في نفوس المؤمنين . فلا زال الدين يشكل اهمية في مجتمعنا ... كما ان لا احد يمتلك الحقيقة ..يقول احدالكتاب او الفلاسفة انه مادام العقل لم يبلغ الكمال فمن المستحيل ادراك الحقيقة ...
فربما العقل لايستوعب الروح


4 - اشد من العلمانية
فادي يوسف الجبلي ( 2009 / 6 / 11 - 11:32 )
الاخت عالية بايزيد اسماعيل
لست فيلسوفا ولا عالم اجتماع
ولكن هذا لا يمنعني من ان ابدي رأي المتواضع في العلمانية
العلمانية لا تناسب المجتمعات الاسلامية بأي وجه
العلمانية نجحت في الغرب لأنه كان هناك مبررات لنجاحها
العلمانية نجحت في الغرب لأن الكنيسة كانت لها سلطة على ادوات الحكم ولم يكن لها سلطة على المجتمع
اما في العالم العربي الاسلامي فأن للاسلام سلطة رهيبة على المجتمع ربما تفوق سطوتها على ادوات الحكم
العلمانية نجحت في الغرب لأنها كان لها انصار من كتاب وادباء وفنانيين ولا احد بأمكانه ان ينكر انه كان هناك في فرنسا قبل الثورة كتاب ملاحدة يعبرون عن ارائهم بكل جرأة
اما في العالم العربي الاسلامي فأن الكل يسبح في فلك الدين وأن شذ عن القاعدة ثلة كان مصيرهم النفي (مصر نموذجا)
العلمانية نجحت في الغرب لأن المسيحية كانت ديننا سطحيا وما ان انتهت المعركة حتى اقرت بالهزيمة بكل روح رياضية وركنت الى الكنائس بكل هدوء وسكينة
اما في عالمنا فأن الاسلام متغلغل في كياننا وسنحتاج الى قرون كي نقتلعها من دواخلنا
واني اعتقد بأنه حتى لو انتصر العقل على الدين في واقعنا فأن اهل الدين سيتبعون قاعدة(نموت ويحيى الدين) ولن يقروا بالهزيمة ابدا
ان كانت العلمانية هي فصل الدي


5 - الاستاذه نورا محمد
سلطان السعيد ( 2011 / 1 / 16 - 22:48 )
استغرب من انقطاع الاستاذه الكبيره نورا محمد عن الكتابه ان شاء الله المانع خير وتعود وتكتب لنا
مثل الاول

الاستاذه نورا ارجوك عودي الى الكتابه مره اخرى


6 - ارجو المساعدة تائهة
لانا العلي ( 2011 / 7 / 27 - 21:27 )
تحياتي الطيبة لكل من سيقرا معاناتي نعم انا تائهة ارجو منكم ان تعذروني لان ثقافتي محدودة لهذا فتعبيري عن املي قد يكون نا قصا انا مسلمة او من عائلة مسلمة ومحافظة ولكن لماذا لا او ظب على صلاتي كان شي بداخلي يمنعني او بالصح قد اكون لست مقتنعة لا اعرف لماذا وححابي احسه وكانه عائق علي اتمنى كل يوم يمر ان لم البسه ما هذا الشعور اللذي ينتابني تفكيري يعذبني ودائما افكر ان انزع هذا الحجاب من راسي يالهي ما ذا افعل ارجو كم تواصلو معي وافيدوني


7 - المؤمن يعيش في حلقة ضيقة
فؤادة العراقية ( 2013 / 1 / 14 - 21:07 )
مما لا شك فيه من أن المؤمنين يتوكلون على يوم الحساب يوم يقتص لهم الله ويكافئهم على اعمالهم غير مدركين من أن الحساب يجب أن يكون هنا على الأرض مما جعل المؤمن مترهل لا عمل له ولا ابداع ولا انتاج سوى انتظار السراب , بل وينتظر البعض موتهم بفارغ الصبر ليتخلص من عذاباته وحياته الكئيبة التي حصر نفسه بها ليربح الجنة ونعيمها والحور والخمرة
اتسائل كيف ستكون حياتنا لو يفكر الأنسان بأن هذه هي حياته الوحيدة وعليه أن يعمل لها ويفكر بها جادا وجاهدا لأنه سوف لن يحيا ثانية
هل سيكون بلا رادع وسيعمل ما تحلو له نفسه من افعال ربما تكون مشينة وغير مقبولة ؟
اعتقد سيكون اقرب للأنسانية وسيعمل وفق روابط مجتمع تخلص من الخرافات واصبح يعمل للمستقبل دون ان يتوكل على خزعبلات لا تغنيه من جوع
احييك استاذ فادي وارحب بأفكارك

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت