الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفساد السياسي

مهدي زاير جاسم

2009 / 6 / 12
كتابات ساخرة



سأل طفل والده : ما معنى الفساد السياسي ! !! فأجابه : لن أخبرك يا بني لأنه صعب عليك في هذا السن ، لكن دعني أقرِّب لك الموضوع أنا أصرف على البيت لذلك فلنطلق عليَّ اسم الرأسمالية...و أُمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة...و أنت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب...و أخوك الصغير هو أملنا فسنطلق عليه اسم المستقبل...أما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة....اذهب يا بني وفكِّر عساك تصل إلى نتيجة.....و في الليل لم يستطع الطفل أن ينام .. فنهض من نومه قلقاً و سمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب إليه فوجده بلَّل حفاضته ،ذهب ليخبر أُمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ، و تعجب أن والده ليس نائمًا بجوارها..!! فذهب باحثاً عن أبيه فنظر من ثقب الباب إلى غرفة الخادمة فوجد أباه معها و في اليوم التالي قال الولد لأبيه! : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي ..فقال الوالد: وماذا عرفت ؟

قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق فيصبح الشعب قلقاً تائهاً مهملاً تماماً و يصبح المستقبل غارقاً في القذارة .

يتعلق هذا النمط من أنماط الفساد بطبيعة الحكم والممارسة السياسية وآليات العمل السياسي السائدة في مؤسسات الدولة.. ويتمظهر هذا النمط واقعياً من خلال إساءة استخدام السلطة العامة(الحكومة) من قبل النخب الحاكمة لأهداف غير مشروعة، وعادة ما تكون ممارساتها سرية من أجل تحقيق مكاسب نفعية شخصية، تتجسد في عجز مؤسسات وقطاعات الدولة المتعددة والمتنوعة عن القيام بمهامها ووظائفها وواجباتها الملقاة على عاتقها، والمتمثلة في البناء السليم المتوازن والحديث لإنسانها ومجتمعاتها وتحقيق مستوى معيشي نوعي متطور، وقدرة مشاركة كبيرة في الحكم، بسبب شخصنة عملها أي هيمنة فئة صغيرة على هيئة نظام حكم على مقدرات الاقتصاد الوطني ككل .


يمثل الفساد تحدياً خطيراً وعائقاً كبيراً في طريق التنمية لأي مجتمع. فهو على الصعيد السياسي يقوِّض أسس وأركان حكم الديمقراطية والتعددية السياسية ، وينسف دعائم الحكم الصالح من خلال تغيير مسار العملية السياسية الرسمية.
أما الفساد في الانتخابات والهيئات التشريعية فإنه يوصل إلى سدة البرلمانات والمجالس النيابية وغيرها أشخاصاً غير جديرين وغير مناسبين لتحمل مسؤولية التمثيل الصحيح للشعب في عملية صنع القرار السياسي وغيره من القرارات المصيرية للبلد، كما أنه يقلِّل من مساحة النقد والمساءلة والشفافية. أي بمعنى أوسع يؤدي انتشار الفساد السياسي في أيِّ بلد ـ وخصوصاً البلدان المتخلفة، ومنها البلدان النامية ـ إلى نخر القدرة العملية الإنتاجية للحكم المؤسساتي وذلك بسبب قيام الفاسدين باستنزاف جائر لمصادر قوة البلدان والحكومات ومواردها وثرواتها.

كما يؤدي الفساد السياسي على الصعيد الاقتصادي التنموي، إلى تقويض ونسف دعائم التنمية البشرية من جذورها وذلك لتسببه في حدوث تشوهات وحالات عجز ضخمة.
، إلا أن وجود الرشوة يمكن كذلك أن يدفع المسؤولين لاستحداث تعليمات وحالات تأخير جديدة في إنجاز المعاملات. ومع إسهامه في زيادة تضخم النفقات التجارية فإن الفساد يشوِّه الحقل التجاري لأيِّ بلد، إذ يحمي الشركات والمؤسسات ذات المعرفة والحظوة لدى الحكومة من المنافسة ما يعني بالنتيجة استمرار وجود شركات غير كفوءة وغير منتجة تعتاش على دمار غيرها.
و يولِّد الفساد تشوهات اقتصادية في القطاع العام عن طريق تحويل استثمار المال العام إلى مشروعات رأسمالية تكثر فيها الرشى. ويلجأ المسؤولون إلى حيلة زيادة التعقيدات الفنية لمشاريع القطاع العام لإخفاء أو لتمهيد الطريق لهذه التعاملات غير المشروعة، ما يؤدي بالنتيجة إلى زيادة تشويه استثمار المال العام.

أما الهدايا والعطاءات المقدمة من أحد الأحزاب المشتركة مثلاً في الحكومة فتُصنَّف هي الأخرى على أنها فساد سياسي.. ومعظم الدول لها قوانين وأنظمة تحظر مثل هذا النوع من الأعمال.. (ففي الولايات المتحدة، تُعتبَر كل هدية تتعدى قيمتها 200 دولار يتم تقديمها إلى رئيس البلاد بمثابة هدية مقدمة إلى مكتب مقام الرئاسة، وليس إلى شخص الرئيس. ويمكن للرئيس أن يشتريها ويدفع ثمنها للدولة إذا ما أراد الاحتفاظ بها بعد انتهاء مهام ولايته في رئاسة الدولة).


قد يصعب إثبات الفساد في الميدان السياسي، ولكن يستحيل كذلك نفي وجوده.
ففي كثير من الدول تقوم فئات ذات قوة مادية أو معنوية مقوننة في المجتمع –كالتجار ورجال الأعمال وأصحاب النفوذ من نخبة الحكم السياسي أو الأمني أو..الخ- بالتعاون والتعاضد مع بعضها البعض لإيصال هذا المرشح أو ذاك، أو إسقاط هذا الحزب أو ذاك، باستخدام المال والنفوذ والحظوة والمكانة، وو..الخ.. وبسبب من حاجة بعض المرشحين للانتخابات البلدية أو النيابية مثلاً إلى حشد الدعم المالي –غير المتوافر لهم- لحملاتهم الانتخابية فإنهم يكونون في موقع ضعيف، ويعرضون حياتهم وسمعتهم المستقبلية للخطر. ولذلك يظهرون لاحقاً بعد حصولهم على الدعم من طرف أو جهةٍ ما وكأنهم يعملون لصالح هذه الجهة التي قامت بتمويل حملاتهم وتحمل تبعات ذلك كله، وهو ما يفتح المجال للحديث عن فسادهم السياسي.. حيث إن الإنسان عبدٌ لمن يخدمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش


.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??




.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??