الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في خطاب أوباما

حسين علي الحمداني

2009 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



سبعة مواضيع رئيسية تناولها الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما في خطابه للعالم العربي والاسلامي يوم الخميس 4 حزيران 2009 وهذه المحاورهي العلاقة بين الإسلام والغرب والتطرف، والصراع العربي الاسرائيلي، والتسابق على التسلح النووي، والديمقراطية، والحريات الدينية، والتنمية الاقتصادية وحقوق المرأة. والمعروف للجميع ان العلاقة بين المسلمين وأمريكا شابها التوتر ونوع من العداء ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 مما حدا بالإدارة الأمريكية السابقة الى اتخاذ جملة من القرارات لعل أكثرها أهمية احتلال افغانستان التي اعتبرت مصدر رئيسي للإرهاب ثم تلاه غزو العراق وإسقاط النظام الدكتاتوري فيه وزرع بذور الديمقراطية في هذا البلد , الرئيس أوباما بدأ أكثر وضوحا وهو يفسر سر التدهور في العلاقات بين المسلمين وأمريكا ولعل أكثر من تابع الخطاب وجد نفسه مقتنعا بان أحداث 11 سبتمبر مثلت نقطة التحول السلبية – ان صح التعبير - في مسار هذه العلاقات , لهذا نجد ان باراك اوباما يؤكد ((بأن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها، وقال "لا أستطيع الإجابة في هذا الخطاب عن كافة التساؤلات المطروحة"، مؤكدا على الاحترام المتبادل والعمل المشترك مع العالم الإسلامي. )) وهذا يؤكد حجم التدهور الذي أصاب هذه العلاقات ومساحة الكراهية لأمريكا في العالمين العربي والاسلامي , لذا نجد إن أوباما يعلنها صراحة بقوله ((هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والجهود المستمرة لهؤلاء المتطرفين للقيام بأعمال عنف ضد المدنيين دفعت البعض في بلادي لرؤية الاسلام كعدو، ليس فقط لأمريكا والدول الغربية بل أيضا لحقوق الإنسان". واستدرك بالقول "لقد أتيت هنا إلى القاهرة للسعي نحو بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، بداية قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، قائمة على حقيقة أن أميركا والإسلام ليستا في حالة تنافس، بل إنهما تتشاركان في مبادئ تتمثل في العدالة والتقدم والتسامح والحفاظ على كرامة الإنسان")) وهذا كلام صريح جدا وواضح ويحمل أكثر من رسالة من اجل بناء علاقات جديدة قائمة على المصالح المشتركة . وهذه المصالح عبر عنها الرئيس الأمريكي صراحة حين تحدث عن العراق وأكد على ضرورة دعم الحكومة المنتخبة , مؤكدا في نفس الوقت التزام أمريكا بتنفيذ جداول الانسحاب دون التفكير في تواجد دائم في قواعد عسكرية كما كان يشير البعض , وهذا يؤكد صحة العلاقات القوية بين العراق وأمريكا خاصة وان الرئيس اوباما عبر عن ذلك حين قال ((العراق الآن أفضل بدون صدام )) , المتابع لخطاب اوباما سيكتشف ان افغانستان والعراق شكلتا المحور الأول من خطابه وهذا يؤكد ان هاتين الدولتين التي تتواجد بهما قوات أمريكية هما محل الاختلاف والتباين بين أمريكا والعالم العربي والإسلامي لهذا حرص الرئيس اوباما ان يتخذ من القاهرة المكان الذي يتحدث من خلاله للعالم العربي والاسلامي وقبلها كان في السعودية ومن قبل وجه اشارات من انقره ولكن في خطابه الأخير أكد ((وقال أوباما أن أمريكا اليوم لديها مسؤولية مضاعفة وهي مساعدة العراق على صياغة مستقبل أفضل وأن تترك العراق للعراقيين ))مؤكدا أن بلاده وكما أوضح هو للشعب العراقي لا تسعى لإقامة قواعد على أراضيهم فسيادة العراق للعراقيين.وأشار إلى أنه أمر بسحب اللواءات القتالية بحلول أغسطس المقبل وأن بلاده ستفي باتفاقها مع الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطيا بسحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول يوليو على أن يتم سحب جميع قواتنا من العراق بحلول 2011 مؤكدا في الوقت ذاته على أن بلاده ستساعد العراق على تدريب قواته الأمنية وتطوير اقتصاده كما ستدعم قيام عراق آمن ومتحد كشريك لها وليس كتابع. ومبدأ الشراكة هو الذي يهمنا في المرحلة الحالية والمقبلة , ما يهمنا نحن العراقيين في خطاب اوباما هو السعي الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية للتعامل مع العراق كدولة ذات سيادة وحث دول المنطقة للحذو حذوها خاصة المملكة العربية السعودية وبعض الدول الأخرى التي لازالت تتوجس خيفة في التعامل مع العراق , علينا جميعا وبمختلف قومياتنا وأيدلوجياتنا في العراق ان نقرأ الخطاب بشكل صحيح وان لا ننجر للقراءات الخاطئة التي قد تقودنا إلى متاهات نحن في غنى عنها
وان لا نفسر مد يد المصالحة ما بين أمريكا والعرب بشكل خاص والمسلمين بشكل عام على انه ضعف من جانب الإدارة الأمريكية بقدر ما هو تعاطي جديد نحتاجه نحن أكثر مما تحتاجه أمريكا , علينا في العراق أن نتعامل مع الإدارة الأمريكية كشريك وليس عدو وان نوحد صفوفنا وننزع من دواخلنا الحقد وان لا ندع للتطرف موطئ قدم لدينا . فالجميع يعرف إن القاعدة كتنظيم إرهابي قتل من المسلمين أكثر مما قتل في أحداث 11 سبتمبر ونحن في العراق أكثر الشعوب المسلمة تضررا من هذا التنظيم الإرهابي الذي عاث في الأرض فسادا بدعم من قوى خارجية لا زالت تقف بالضد من عراقنا الجديد الحر الديمقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Iraq is still under occupation
Bandar ( 2009 / 6 / 12 - 08:35 )
يا من تحمل اسم سيد الشهداء
امريكا تحتل العراق ولا مجال لتصديق زعمها سوى بالتاكد من انسحابها
الكامل من العراق
وكل الاتفاقيات السياسة والامنية والاقتصادية التي وقعت خلال الاحتلال
الامريكي للعراق باطلة شرعا وقانونا
ما عدا ذلك فلا يوجد بلد مستقل اسمه العراق حتى يكون على
علاقة جيدة بجيرانه ناهيك عن ان يكون على علاقة بدول خلف المحيطات

اخر الافلام

.. وفا: مقتل 7 فلسطينيين خلال قصف إسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة


.. غالانت: نقترب من اتخاذ قرار بشأن إعادة سكان الشمال وتغيير ال




.. محمد الدوخي عاش بين المناديب لإتقان ادوره في -مندوب الليل- |


.. استبدال بايدن بمرشح ديمقرطي اخر سيناريو مرجح




.. 3 قتلى في قصف إسرائيلي على بلدة حولا جنوبي لبنان