الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على طريق المصالحة الوطنية

محمد صادق عبود

2009 / 6 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يتفق الجميع على ان الظروف التي مرت بالعراق في السنوات الماضية اجبرت الكثيرين من ابنائه على مغادرته الى بلدان اخرى وتحت مسميات مختلفة واسباب شتى.
وليس بالضرورة ان يكون كل من غادر الوطن هو عدو للشعب العراقي. ولكن من المؤكد ان اول من هرب هم اولئك الذين تلطخت اياديهم بدماء الابرياء من ابناء الشعب العراقي بعد ان اعانوا النظام المباد على ظلم الشعب وساعدوه على احكام قبضته للسيطرة على مقدرات العراق لعقود طويلة ومدوا يد العون للقاعدة وشاركوا في قتل العراقيين. وهؤلاء المجرمون لن يتفاوض معهم احد لان عمله هذا سيعد خرقا فاضحا للدستور العراقي... ولابد ان نشير هنا انه في الوقت نفسه هناك عراقيون غادروا ارض الوطن وهم معارضون للحكومة ممن لم تتلطخ اياديهم بدماء العراقيين. ترى الحكومة العراقية انه من الممكن بل من الضروري التفاوض معهم ايمانا منها بالمعارضة والعمل السياسي والمشاركة السياسية من قبل جميع الاطراف العراقية في الداخل والخارج وتنبع هذه الرؤية السياسية الناضجة من حقيقة مفادها ان العراق باب مفتوح لكل العراقيين الذين يسعون الى مساعدة البلد في النهوض والتطور ومواصلة المسير في طريق الحرية والديمقراطية.ويرى المراقبون انه لابد من احتواء الخبرات العراقية المهاجرة من العلماء والشهادات والقادة العسكريين وكل ذلك في اتجاه خدمة الوطن واستتباب الامن خاصة حاجة العراق الى تضافر كل جهود ابنائه في مرحلة مهمة قادمة وهي مرحلة انسحاب القوات الاجنبية واعتماد البلد على ابنائه للوقوف من جديد واللحاق بركب الدول الاخرى.. وفي هذا الاتجاه نرى ان الحكومة العراقية قد سارت منذ البداية في طريق المصالحة الوطنية ومن المؤكد ان هذه المفاوضات هي جانب مهم من جوانب المصالحة الوطنية. ولكننا نرى ونسمع ان بعض الاطراف التي لا ترى الرؤية نفسها التي تراها الحكومة تحاول تشويه صورة هذه المفاوضات ومحاولة اظهارها على انها تقتصر على البعثيين وانها صفقة لعودة البعث مرة اخرى وبشكل جديد واتهام الحكومة بخرق الدستور. ويرى البعض ان تلك الاطراف تخشى من تلك النجاحات المتكررة للحكومة مما يمنحها جماهيرية اكبر وفرصاً اكثر لاستمرارها. وهذا يذكرنا بخطوات قد اقدمت عليها الحكومة في الماضي ولاقت معارضة شديدة من جهات كثيرة ولكنها نجحت في النهاية رغم تلك المعارضة ورغم التشكيك في صدق وجدية الحكومة... ومن تلك الخطوات على سبيل التذكير واخذ العبرة خطة فرض القانون التي تعرضت الى مضايقات وحملات اعلامية مضادة حاولت النيل منها واجهاضها في مراحلها الاولى فكانت اكذوبة صابرين الجنابي وغيرها ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل ونجحت الخطة واشاد بنجاحها الاعداء قبل الاصدقاء واثبتت الحكومة للجميع قدرتها على ضبط الامن بعد ان تسرب اليأس الى نفوس الناس من تحقيق تقدم في مجال الامن. ومثال آخر خطوة الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية التي تعرضت للنقد والمعارضة من جهات عديدة سخرت كل جهودها لتشويه هذه الاتفاقية وافراغها من محتواها الحقيقي. ولكن اليوم ثبت للجميع ان هذه الاتفاقية هي انجاز للعراق وفي بنودها استعادة سيادة العراق و التي اول من يطالب بها اولئك المعترضون فكيف تتحقق السيادة من دون انسحاب القوات الاجنبية من ارض العراق..نحن نؤمن بالمعارضة في العمل السياسي ولكننا نرى ان على المعترضين او المعارضين ان يضعوا نصب اعينهم مصلحة الوطن والابتعاد عن المصالح الضيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا