الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة البطحاء والخرق الامني

ناجي الغزي

2009 / 6 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحدث

أستقبل سكان ناحية البطحاء غرب الناصرية ( 380 كم جنوب مدينة بغداد ) صباح يوم الأربعاء المصادف 10/6/2009 سيارة نوع كابرس مفخخة أنفجرت في وقت مبكر في سوق مدينة البطحاء مما أوقعت 32 شهيد و81 جريح أغلبهم من الاطفال والنساء. وقد أشتغاث أهالي الناحية بالحكومة المحلية في ذي قار وفي ناحية الخضر التابعة لمحافظة السماوة لتوفير سيارات أسعاف لانقاذ الجرحى الذين سقطوا في الحادث لان الناحية تعاني من نقص وتردي في الخدمات الطبية. وقد هرعت سيارات الاسعاف والسيارات المدنية والعسكرية لنقل الشهداء والجرحى وهنا نشيد بدور السادة المسؤلين والاهتمام البالغ من قبلهم. ويعتبر هذا الحادث حدث مهم بعد أن شهدت مدينة الناصرية ونواحيها أستقرار أمني ملحوظ بغض النظر عن الواقع الخدمي المتردي الذي تعيشه المدينة وبالذات ناحية البطحاء وقراها البائسة. وناحية البطحاء هي ناحية بسيطة بأهلها وعمرانها فهي لاتتمتع بأهمية بالغة لكي تثير شهوة الارهاب المتسلل اليها. والمكان الذي وضعت فيه يثير الاستغراب والدهشة لعدم أهميته من الناحية الاستراتيجية ولا من الناحية العسكرية. صحيح أن الارهاب لايميز بين الاهداف العسكرية والمدنية ولكن المثير في القصة هو تسلل تلك السيارة من خارج المحافظة الى ناحية البطحاء كما جاء في تصريحات بعض المسؤلين في المحافظة. علما هناك شهود عيان من عمال البلدية يؤكدون رؤيتهم للارهابي الذي ترك السياسة في قلب السوق الشعبي, وأختفاءه عن الانظار في حين أبلغ العمال الشرطة أكثر من مرة عن السيارة المتروكة, إلا إنهم لم يتخذوا أي إجراء , علما إن المنطقة التي حصل فيها الانفجار هي منطقة يمنع فيها توقف السيارات نهائيا. الا أن اهالي الناحية يرجحون بوجود خلل وخرق امني بين عناصر الشرطة .

تساؤلات
وهنا نود ان نطرح بعض التساؤلات على من يهمه الامر

1- ماهي الاسباب التي دعت أهالي الضحايا الغاضبين الى الاشتباك مع القوات الامنية في الناحية بعد ساعة من الحادث؟ والتي دعت الشرطة الى أطلاق النار على الأهالي الغاضبين مما أدى الى جرح أحد الغاضبين وأعتقال أخرين؟
وهذه المرة الاولى التي نرى فيها أهالي الضحايا يشتبكون مع القوات الامنية بعد وقوع حادث ارهابي !!!
2- تأكيد الخرق الامني لشرطة ناحية البطحاء من قبل تصرح مدير الإعلام في ديوان محافظة ذي قاروتأكيده على أقالة مدير شرطة الناحية المقدم أسعد حسين من قبل المحافظ. على الرغم من تفادي خبر الاقالة واستبداله بالتجميد من قبل مدير الشرطة, الا أن ذلك لايبرر التساؤلات المطروحة في غموض الحادث.
3- محاولات شرطة الناحية أبعاد وسائل الاعلام عن مكان الحادث!! مما تعرض مراسل شبكة الناصرية الى أعتداء من قبل الشرطة. علما أن الشكبة أنفردت في تغطية الحدث بصورة كبيرة جدا.

4- قيام اللواء الركن صباح الفتلاوي مدير عام شرطة ذي قاربتشكيل لجنة تحقيقة تدرس ملابسات الحادث وتحدد المقصرين من القوات الأمنية في مدينة البطحاء ، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين, ولكن هل تظهر للعيان نتائجها؟

5- أعلان مدير شرطة ذي قار في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي عن إلقاء القبض على شخصين يعتقد إن احدهما من منفذي عملية التفجير الإرهابي في البطحاء . ومأكداً إن أحد منفذي العملية الإرهابية هو من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ، والاخريخضع للتحقيق التحقيق. وكما أكد إن مجزرة البطحاء تم إدارتها من قبل إرهابيين في محافظة الموصل وليس هناك من يديرها من محافظة ذي قار!! والسيارة المفخخة كانت " محملة بالقذائف ومادة الـTNT "

6- ولأهمية الحدث من الناحية الامنية أوفد دولة رئيس الوزراء نوري المالكي وزير الامن الوطني الاستاذ شيروان الوائلي لتفقد الجرحى وتقديم التعازي والتعويض لعوائل الشهداء الذين سقطوا في مجزرة البطجاء.

وهنا لانريد التشكيك بمعطيات الحادث ولانريد أن نسبق نتائج التحقيقات الجنائية. ولكن ....

7- هل من المعقول يرسم الهدف بأتجاه ناحية صغيرة وبسيطة تعاني من سوء الخدمات وتدهورها وتدار تلك العملية الارهابية بأتجاه هذا الهدف الفقير من الموصل دون وجود حاضنة حقيقية له في الناحية أي في منطقة الهدف؟

هذا الحادث يأخذنا الى الكثير من الظن على الرغم من " أن بعض الظن أثم "

8- فاذا نريد أن نسلم الى القول بأن إدارتها من الموصل فأين تم تفخيخها؟ وإذا جاءت مفخخة من الموصل كيف تجاوزت تلك السيطرات التي تملك اجهزة كشف المتفجرات؟ وهذا يقودنا الى عدم كفاءة الاجهزة الامنية في مداخل حدود المحافظات !!

9- أين الجهاز الاستخباراتي في العراق ودوره في كشف العمليات الارهابية؟ وهل أن القوات العراقية على جاهزية في تسليم الملف الامني بالكامل ونحن على ابواب الانسحاب الامريكي الكامل من المدن العراقية؟

هذه التساؤلات بحاجة الى أجابة من قبل الحكومة والقوات الامنية في العراق.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-