الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن في بغداد وجهاز كشف العطور

مي القيسي

2009 / 6 / 13
كتابات ساخرة


من الجميل أن نسمع بخطط فرض الأمن في بغداد ونشعر لحظها بنوع من الاطمئنان الذي فقدناه منذ زمن, فسوء الوضع الأمني حال دون التصرف بحرية التنقل بشوارع العاصمة الحبيبة.
وعندما نسمع التصريحات في التلفزيون والإذاعة نشعر بالابتهاج وبالرغبة للتحرر من جدران المنازل التي سئمت منا وسئمنا منها .
وقد يفكر رب الأسرة بأخذ عائلته في نزهه في أي مكان عام خارج نطاق سكنه وبمجرد النزول للشارع في السيارة يتفا جئ بنقاط التفتيش الكثيرة وهذا في البداية يزيد من الطمئنينه لديه ويصدق ماقالته وسائل الأعلام ويتحمل الزحام الشديد الذي لا مبرر له مع كل نقطة تفتيش لأنه لمصلحة الجميع.
وتتعالى الأعناق بين الحين والآخر بفضول لمعرفة سبب هذا الاختناق والطابور الطويل جدا الذي يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة , وعند الوصول للحظة المنشودة نجد شاب في مقتبل العمر يحمل جهازا يمرر على السيارة من الأمام إلى الخلف وغالبا مايؤشر الجهاز بوجود شيء ما ويرتبك السائق لظنه وجود شيء في سيارته لكن الشاب يسأله بنوع من البرود لأنه كرر هذا السؤال آلاف المرات في نفس اليوم ( هل تحمل عطرا ) ؟
وغالبا مايكون الجواب نعم , ويكتفي الشاب بإيماءة من رأسه للسماح بالمرور ..
ويمر الجميع بدون استثناء وتأتي بعدها نقاط تفتيش كثيرة كلها على نفس الشاكلة
والكثيرون ينظرون باستهزاء لذلك الجهاز العجيب ويشفقون على من يحمله فهو يشبه اللعبة التي تعطى للطفل لإيهامه بأنه سلاح حقيقي..
وفي الحقيقة ماهي إلا أجهزة استهزاء واستخفاف بالشعب العراقي وأمنه فرضتها قوات الاحتلال كنوع من السخرية بأرواح الناس وزيادة معاناتهم
أما إذا كان الوقت ليلا فالطقوس مختلفة, هنا يجب مع كل نقطة تفتيش فتح المصباح الداخلي للسيارة إلى أن يصل المواطن إلى بيته وهو يلعن الساعة التي خرج بها من البيت , وقد يسمع ساعتها دوي انفجار لسيارة مفخخة
ويشعر بخيبة أمل وغضب على الوقت الذي هدر بدون أي نتيجة .. فالجهاز الكاشف ونقاط التفتيش ماهي إلا شكليات فقط لإلهاء الشعب وتعطيله عن التفكير بحل للخروج من الأزمات التي يعانيها .
وقد يفكر المواطن لحظتها بترك استخدام العطور إلى الأبد لإتاحة الفرصة للجهاز للاستدلال على الشيء الذي من المفروض صنع من اجله.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شر البلية مايضحك
ابو ياسر ( 2009 / 6 / 13 - 07:55 )
مع الاسف هذه هي الحقيقة وان مايحصل في شوارع بغداد كل يوم هو استفزاز اكثر مما هو خطة لفرض الامن لان الوضع الامني عاد الى السوء رغم هذه الاجراءات التي ثبتت فشلها


2 - كلام جميل
الرحال ( 2009 / 6 / 13 - 08:17 )
موضوع جيد جدا ونتعامل معه يوميا ولكن .. ما باليد حيله القانون فوق الجميع كما يقولون

اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه