الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمات و كوارث طبيعية

كاظم الحسن

2009 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الازمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، اعادت بعض البريق للاحزاب والتيارات اليسارية يلفها الحنين الى المقولات والادبيات الماركسية التي تتحدث عن قرب انهيار الرأسمالية وحتمية تفسخها. ولم يقولوا لنا من يخلف الرأسمالية فيما لو تحققت تلك الامنيات وهم بذلك اقرب الى تفكير جنرالات العالم الثالث الذين لا ينظرون ابعد من الانقلاب العسكري.. ونعلم ما الذي جرى في تلك البلدان. لو افترضنا جدلا ان الرأسمالية قد تهاوت وابتلعتها الازمات فمن يا ترى يخلفها، الصين التي تطبق اقتصاد السوق وتعيش على البضاعة التي تقلد السلع الغربية، وهي في طريقها الى الراسمالية ام الهند التي تئن من وطأة التكاثر السكاني الذي يفوق نموها الاقتصادي ام دولة الرفيق كاسترو الذي اوصى بالخلافة لشقيقه راؤول كاسترو ام روسيا التي تورطت بغزوها لجورجيا وتسببت بخروج المستثمرين من بلدها دون ادراك عواقب الامور.
في كتابه (بؤس التاريخانية) يقول المفكر كارل بوبر: التاريخانية هي طريقة في معالجة العلوم الاجتماعية، تفترض ان التنبؤ التاريخي هو غايتها الرئيسة كما تفترض امكانية الوصول الى هذه الغاية بالكشف عن القوانين التي يسير التطور التاريخي وفقها، اي ما يسمى (بالحتمية) ويكشف بالتحليل عن جهل التاريخانية بمنهج العلم. اما رجال الدين فانهم اصبحوا ينافسون خبراء الاقتصاد من خلال تقديم تحليلاتهم ونصائحهم بشأن الازمة. الى ذلك ذهب العديد من الائمة والخطباء في العالم العربي والاسلامي في توصيفهم الازمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي على انها وعد من الله لمن استكبر من عباده والبعض الاخر اكد بان السبب المباشر وراء ازمة الاقتصاد هو التعامل بالربا الذي يتعارض مع الشريعة الاسلامية.
وللارهابيين احكام وفتوى في الكوارث الطبيعية ومنهم الارهابي ابو مصعب الزرقاوي الذي اعتبر ان ما حدث من اعاصير في اميركا هو عقاب من الله وآية من آيات الله وعبرة لاضفاء الشرعية على ما كان يقوم به من جرائم وحشية بحق العراقيين وكأنه بذلك يريد القول ان الدمار الذي خلفه اعصار كاترينا يبيح لنا ان نفعل مثله.
ومن المفارقات التي حدثت في ذات الوقت او التي تزامنت مع الاعاصير زلازل في المناطق الاسلامية مثل الزلزال الذي وقع في باكستان، الامر الذي دعا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الارهابي ايمن الظواهري الى مطالبة الدول الاسلامية والعالم بتقديم المساعدة الى ضحايا الزلزال ولم ينعته بالغضب الالهي. وهكذا تقع العقول الظلامية في الازدواجية فلا تستطيع ان تفسر ما يحدث قريبا منها وفي ارض اسلامية. يقول العالم الالماني الشهير ماكس بلانك الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء ان (القوانين الطبيعية لا تخضع الى ارادتنا فهي وجدت قبل ظهور الحياة على الارض وستستمر بعدها). وعليه ما دامت قوانين الطبيعة لا تخضع لارادتنا فهي حتما لا تخضع لثقافات البشر المتنوعة في تفسير الظواهر والحركات التي تحدث في الكون والطبيعة. البعض يعتقد ان البشرية تعيش اليوم فسقا وجورا وجحودا الى درجة توجب غضب الله على اقوام منها تارة في جنوب شرق آسيا واخرى في افريقيا اذ تنوعت الكوارث الطبيعية التي اصابت الانسان خلال عام او عامين او اكثر بين براكين وزلازل واعاصير! ويشتط بهم الخيال الى تخوم نظرية المؤامرة الرائجة في عالمنا الاسلامي والعربي، اذ يعتقد ان امراضا مثل الايدز وجنون البقر وانفلونزا الطيور هي صناعة امبريالية صهيونية ولكنهم لا يقولون لنا عن الامراض السابقة لظهور الامبريالية مثل الطاعون الذي كان يفتك بالبشرية اضعافا مضاعفة من هو وراءه؟ علما ان الدولة التي اكتشفت العلاج ذات منشأ امبريالي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -