الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمرأة رئيسة صالون القلم الفلسطيني

يحيى رباح

2009 / 6 / 14
القضية الفلسطينية


علامات على الطريق
على غرار ما كان يحدث في نهاية القرن التاسع عشر وحتى نهاية الثلث الأول من نهاية القرن العشرين ،حين انتشرت ظاهرة الصالونات الأدبية والثقافية ،وأكثرها بريقا صالون الأديبة اللبنانية مي زيادة ،وحين انتشرت مقاهي المثقفين والمبدعين والتي مازال بعضها موجودا حتى يومنا هذا ،مثل المقاهي البغدادية ،ومقهى الدلشوفيتا في بيروت ،ومقاهي ايزافتش ،ومقهى ريش ، ومقهى الفيشاوي بالقاهرة ، أعلن صالون القلم الفلسطيني عن ميلاده يوم أمس الأول الخميس انطلاقا من مدينة غزة ،عبر مهرجان شعري وفني حضره المئات من رجال الفكر والسياسة والإبداع ،وكذلك الاكاديمين وشباب الجامعات من ذوي المواهب الأدبية ،حيث عقد المهرجان في قاعة المؤتمرات في مجمع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوا في غزة .
وقد جاء الإعلان بكلمة مكثفة وعميقة ألقتها الدكتورة فاطمه قاسم رئيسة الصالون وهي بالمناسبة منتخبة لهذا الموقع مع الأمانة العامة من قبل الهيئة التأسيسية العامة ،حيث أكدت أن صالون القلم الفلسطيني هو ثمرة من ثمرات الثورة المستمرة في تكنولوجيا الاتصالات ،وهي الأبرز في هذا العصر ،حيث جميع المنتسبين إلى هذا الوعاء الثقافي المستقل ،تعرفوا على بعضهم من خلال كتاباتهم وإبداعاتهم ونقشاتهم على الشبكة العنكبوتية الهائلة ،شبكة الانتر نت ،حبث الصحافة الالكترونية أصبحت اليوم واحدة من ابرز ملامح وحقائق العصر ،وان جمهور هذه الصحافة الالكترونية من الكتاب والأدباء والباحثين والمدونين والمشاركين والمستفيدين في كافة الحقول والمجالات ، يتقافزون إلى أرقام قياسية تستعصي على الإحصاء الفعلي لأنها في ازدياد مطرد ،لدرجة أن اعرق الصحف العالمية ،واهم المكتبات في العالم ،وارقي مراكز الأبحاث والدراسات لم تجد أمامها سوى أن تعرض نفسها على فضاءات الشبكة العنكبوتية الممتدة بلا حدود بعد أن أصبح الورق مخنوقا في المكان والزمان .
الدكتورة فاطمة قاسم هي شخصية فلسطينية ملفتة للانتباه بقوة ،فقد بدأت حياتها في أجواء الثورة الفلسطينية المعاصرة كزهرة من زهرات حركة فتح
ربما في سن العاشرة أو أكثر قليلا ،وواصلت نشاطها في قطاع الفتوة والطلائع ،ثم أصبحت ناشطة بارزة في إطارات العمل النسائية الفلسطينية في سوريا ولبنان وتونس والعراق واليمن وقطاع غزة حيث كانت عضوة مميزة في المجلس الفلسطيني الأعلى للطفولة والأمومة ، وقد بذلت جهدا كبيرا في تطوير كفاءاتها حين تقدمت في المجال الأكاديمي وحصلت من الجامعات المصرية على رسالتي الماجستير والدكتوراه بدرجة عالية من التفوق ،وساهمت في العديد من المؤتمرات العلمية بأبحاث وأوراق عمل متميزة التي قدمت أيضا إلى العديد من الجامعات العربية والدولية ،كباحثة متمكنة في مجال علم النفس الاجتماعي والسياسي .
والذين شاركوا معها في تأسيس صالون القلم الفلسطيني هم نخبة من كتاب الصحافة الالكترونية لا يقتصرون فقط على فلسطين التاريخية وإنما يمتدون إلى أقطار عربية كثيرة والى المهاجر المتعددة ، إنهم نخبة من النساء والرجال الذين يتسمون بالشجاعة والطموح نحو الأفضل ،وهم يجدون حضورا ممتدا لهذا الصالون في العديد من الأوعية الالكترونية مثل ملتقى الأدباء والمشاهير العرب وشبكة الكاتب العربي وموقع ميلاد الالكتروني ،كما ينشرون مساهماتهم كأعضاء بالصالون في عشرات من المواقع الالكترونية في العالم .
بقي أن أشير هنا:
إلى أن الهياكل النقابية وشبه الرسمية في الأراضي الفلسطينية ،أراضي السلطة الفلسطينية ،يجب أن تعتني كثيرا وان تعلن الاهتمام الفعلي ،وان تجد الصيغ التشريعية والنقابية والعملياتية المناسبة للتعامل مع هذه الشريحة المتميزة من الكتاب والمبدعين والمثقفين الفلسطينيين الذين امتلئوا بروح العصر ،وجسدوا حضورهم عبر ثورة الاتصالات التي تسابق الزمن ،ويتوجب على هذه الهياكل النقابية وشبه الرسمية أن توسع الصدور وان تفتح الأفق ،وان تخترع الصيغ والتشريعات الملائمة من اجل أن يكون الكتاب والمبدعون على المواقع الالكترونية جزءا من نسيج هذه النقابات والهياكل شبه الرسمية حتى لا تجد نفسها خارجا العصر الذي تعيش فيه .
هذه تحية من الأعماق لصالون القلم الفلسطيني هذا المولود الجميل والجاد في أن واحد ،ولكل الأخوات والإخوة القائمين عليه ،وادعوا له من صميم قلبي أن يصبح شجرة كبيرة باسقة في حديقتنا الفلسطينية تمدنا بالقطاف الحلو وتمدنا بوارف الظلال .
[email protected]
yhya_rabah@hotmail.
com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 6 / 14 - 08:54 )
صديقي يحي رباح ،إلى صوتك أضم صوتي، ربما يساهم موقع كهذا في فتح كوة صغيرة في العقل المصفد بأقفال التاريخ والسلف والخلف والباقي أعظم وأخطر ربما نشهد مسارح للإطفال ،أو دور عرض سينمائية أو مقاهي كتلك المقاهي الحضارية التي أشرت اليها. كلها لبنات وتراكمات صغيرة لكنها مفيدة . تحية لصالون القلم على أن يبقى قلما ولا يتحول الى بندقية في مواجهة الآخر المختلف.

اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار