الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوامل بقاء صمود فتح

سامي فودة

2009 / 6 / 14
القضية الفلسطينية


لن يحيدَ فينا الموت عنكِ يا سيدتي . لن يقتلوا نبض أنفاس الفتح فينا يا ديمومتي. لن يخمدوا صرخات أجنة أرحام أبناء الفتح في بطون أمهاتهم يا عزيزتي . فمهما غيروا وبدلوا من ألوان جلد ثوبنا وكسروا مفاصل عظام عظامنا وسلخوا الجلد عن لحم لحمنا.فهذا الظلم هو أكبر انتصارا لنا. إن بطشهم والتمادي في قتلنا استيقظوا فينا ضمائر كانت حاضرة وغائبة بيننا .ونفخوا الروح وحرَكوا الإحساس الذي غاب عن الضمير والعقل والوعي أكثر من سنة في حياتنا. وهذا هو ما قلناه إن قوى البطش أضافت شيئا جديدا لنا .فلن يثنينا الموت عن فتحنا. فعزيمة وإصرار على البقاء والصمود كلما زاد البطش والظلم بنا. بزغ فجرٌ بيومٍ جديد وتوج لنا مولودٌ فتحاوي عتيد كطائر فينيق الفتح ينهض دائما بكل قوة لا تليد. أنتي يا سيدتي مازلتي ساكنة في أعماق قلوبنا هيهات هيهات أن يقتلوا فينا حلم أحلامنا. حلم من سبقونا في النضال ونالوا الشهادة من رفاق وأخوة كانوا ومازالوا في وجداننا . ستبقى الفتح فينا كبقاء الأرض والسماء ولن يحيد فينا الموت عنها مهما قالوا عنها كل السفهاء. فهذه هي أمي التي وجدت لتكون وتبقى أشرف وأنبل ظاهرة في تاريخ الأمهات. هي أمي التي أنجبتنا وأرضعتـنـا وأنشأتـنـا وعلمتـنـا كيف نكتب حروف التاريخ ونمارس أشكال النضال العمل الثوري بكل اقتدار بعيداً عن التشويه أو الاحتقار وكيف نقاتل من سلب أرضنا واغتصب وطنـنا وقهر شعبنا .علمتنا كيف الأصول أن نصون ولا نتاجر بدم غيرينا مهما يكون.علمتنا أن الصدق والأمانة هو شرف تأدية هذه الرسالة.علمتنا كيف نبقى على العهد والقسم ولا نخون من أعطينا له الأمن والأمان والأمانة. نحب ولا نكره نسامح ولا نحقد نقبل ولا نرفض نعفوا ولا نقتل .علمتنا كيف نمارس السياسية وديمقراطية الحوار والقبول بالشراكة في بناء هذا الوطن فغير ذلك فهو عار . علمتنا كيف نكون شموع وجسور تمر الأجيال من فوق أجسادنا بكل سرور. آه أنتي يا سيدتي بعطائك وعنفوانك فجرتي أحاسيس كل الملايين. ورسمتي مستقبل شعبكِ نحو النصر المبين .فعززتي من هوية وجودكِ ومكنتي من بقاء صمودكِ . كما علمتينا أن يكون يوم ذكرى انطلاقتك هو يوم تجديد البيعة والوفاء لك وإحياء عظماء شهداء وأسرى ثورتك . علمتينا أن نشر الشعوذة والدجل والتكفير والتخوين والتضليل ونشر الخرافات وتجهيل الآخرين واللعب على أوتار من يكسب الدين أم المرتدين .فهذا ليس من فكر وأدبيات نهج حركتنا الفتحاوية . فيا سيدتي جهلا ما بعده جهل وظلاماً ما بعده ظلام فنحن لنا الطيب فالحلال والحرام بين فنحن ليس لنا ثقافة في علم فقه الإجرام. فهذه فتحنا لنا باقية بدماء كل الشهداء وتضحيات ألاف كل الأوفياء. أنتي حقاً يا سيدتي فقد أنذرتـيِ نفسكِ وكنت خير سفيرة وطليعة ورائدة في نضال أمتكٍ. فعلى الجميع أن يلتزم ويقف عند حدوده والكف عن الغوغائية ويعرف من هو قبل كل شئ ويوزن نفسه جيداً ويسأل من أين تم استنساخه و يقرأ التاريخ حينها بتمعن ويعيد حساباته ألف مرة ويفهم بأن حركة فتح عاصية على الانكسار وباقية شامخة رغم كل المتخاذلين والمتآمرين .فمهما حاولوا الغوغائيين الرداحين الذين هم على شكل خفافيش الظلام المتساقطين في وحل المستنقعات . أن ينالوا من حركة فتح وأبنائها فهم واهمون فلن ينالوا من هذه الحركة العملاقة معنوياً أو مادياً . فهذه الحركة الفتحاوية وجدت بدماء آلاف الشهداء وتضحيات آلاف العظماء وجدت هذه الحركة لتبقى شامخة بشموخ شعبها وتضحيات أبنائها .فإن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة .هذه هي حركة فتح وسر عظمة صمودها وبقائها .فسألوا من باع أنفسهم وأغرتهم نزوات الأنظمة وخدعتهم أموالهم ونفوذ كراسيهم من قبلكم عبر التاريخ إن كنتم أنتم متناسيين فكان مصير من قبلكم ومصيركم سيكون مثلهم هو مزابل التاريخ والارتماء في أحضان حاويات القذارة في عواصم أسيادكم .فقد استطاعت حركة فتح بكل جدارة وعقلانية منذ انطلاقتها من تحديد مواصفات كيان كينونتها في شكل بناء هيكلها التنظيمي والحركي لها وذلك ليكون وجودها هو بمثابة الرد الحاسم والقاطع على حالة الضياع والتشرد والتشرذم الذي أصاب الشعب الفلسطينـي خاصة والأمة العربية عامة من فقدان الوطن والكرامة هذه الحركة التي جسَدت كل معاني التضحية والصمود في إثبات الوجود الفلسطينـي وتعزيز إرادته وتمتين صلابته أمام كل التحديات المحدقة به. فبوعي وحكمة قادتها لقد تمكنت من تجنب كل المؤامرات التي نصبت لها عبر مشوارها النضالي الطويل الملغم بحقول من الألغام فهذه هي أيضاً سر عظمة بقاء وجود حركة فتح وصمودها وتجدرها في هذه الأرض وتمسكها بأبناء شعبها منذ انطلاقتها حتى يومنا هذا فهذه هي من أحدى مميزات التي ميزتها عن باقي حركات التحرر في العالم. فقد اتسمت حركة فتح بالواقعية والمرونة والشفافية والوضوح وقد تجلى ذلك أيضا بتتويج هذه القيادة الفتحاوية الأصيلة التي كانت ومازالت لها تاريخ وباع طويل فقد استطاعت هذه القيادة أن تمتلك زمام الأمور وتقود العمل السياسي والعسكري والتنظيمي بحنكة عالية وقدرة فائقة على إدارة دفة الأمور وتجنب الأزمات التي كانت تواجه الحركة حيث تعاملت حركة فتح مع كل متغير ومستجد على الساحة بكل عقلانية ووعي وحكمة. فلقد امتلكتِ أنتي يا أمي الرؤية الثاقبة وقراءة الواقع العربي والدولي وأدركتي طبيعة المرحلة الراهنة والصراع القائم فيما بيننا بين حركة فتح وبين صعاليك اغتصبوا أرضنا. أنتي التي سطرتي أروع الملاحم البطولية وأنبل آيات الصمود والتصدي في كل الميادين. وأفشلتي كل مخططات وسياسات الاحتواء والتهويد وكان شعارك دائما وابدأ منذ انطلاقتك مرفوعا أمام القاصي والداني لا وألف لا لسياسية التبعية والتركيع والخضوع وهذا كان واضحا من خلال أدبياتك الحركية يا سيدتي ... فتكالب عليك كل المأجورين المرتزقة من أطراف تابعة لأجندات خارجية بعيدة كل البعد عن مصالحنا الوطنية فكل محاولاتهم باءت بالفشل ومهما حاولوا من اجثتات م- ت- ف وإبعاد حركة فتح القائدة والرائدة أم الجماهير عن المسيرة السياسية إلا أن حركة فتح فقد تمكنت من المحافظة على قوتها وعنفوانها وعافيتها وقدرتها على البقاء والصمود فالفتح فينا باقية كبقاء الأرض والسماء لن يحيدنا عنها الموت مهما فعلوا كل الجبناء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالله عليك
أحمد مصطفى ( 2009 / 6 / 14 - 11:14 )
والله انك شكلك ممغوص وانت بتكتب لو رحت على الحمام أول بعدين كملت كتابة
قال فتح قال
يا رجل صح صح واشرب نسكافيه
سلملي عليه على قولة فيروز

اخر الافلام

.. بعد 100 عاما من الجدل حول نفرتيتي..هل تعود ضيفة برلين الدائم


.. هجمات الحوثيين تقيد القوات الأميركية في البحر الأحمر | #الظه




.. القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: على واشنطن الكف عن تقد


.. سوليفان: حماس اقترحت تغييرات طفيفة على اقتراح وقف إطلاق النا




.. جنود إسرائيليون يقتحمون بلدة تل جنوب غربي مدينة نابلس بالضفة