الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوء التخطيط وهدر المال العام

مهدي زاير جاسم

2009 / 6 / 15
الادارة و الاقتصاد


التخطيط فكرة حديثة نسبياً، لاقت اهتماماً كبيراً في مختلف دول العالم ، وكان أول من طوَّرها ووضعها في إطار متكامل للعمل المنهجي العلمي هو العالم النرويجي (كرستيان ستانهيدار ) عام 1910 ثم مالبثت أن انتشرت في الدول الغربية والدول النامية وأخذت تنشئة الوزارات والمجالس والمعاهد المتخصصة لتأهيل الإداريين وتزويدهم بالمهارات الأساسية لوضع الخطط وبرامج الأعمال .

يعتبر التخطيط أحد أهم الوظائف الرئيسية وبه تبدأالعملية الإدارية وتنتهي بالرقابة ويُعرف (بأنه أحد مكونات العملية الإدارية وعمل يسبق التنفيذ وبموجبه يتم تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها في المؤسسة خلال فترة زمنية محددة ) .

وهنا يجب أن نميِّز بين التخطيط والخطة ، فالتخطيط هو وضع الخطط والأهداف ووضع القواعد والإجراءات وهو أشمل من الخطة وهو الجهد الذي يبذله المخططون من أجل وضع صياغة الأهداف العامة والتفصيلية التي توصل إليها المخططون ، أما الخطة فهي مجموعة برامج عمل عديدة يتحدد فيها الزمن والقواعد والإجراءات اللازمة للتنفيذ ، وان الخطة هي امتداد للعملية التخطيطية وكلاهما معيار للحكم الناجح على هذا العمل أو ذاك وذلك بمقارنةالإنجاز الفعلي مع ما هو محدد ومدروس بالخطة ، وهكذا نجد أن العمل الإداري داخل المنظمة أساسه عملية التخطيط باعتباره الأداة الفعالة لمواجهة التغيرات الواسعة التي تحصل في المستقبل ويؤثر سلباً وإيجاباًعلى عمل ونظام المنظمة، إننا بحاجة للتخطيط لنضمن البقاء للمنظمة أو المؤسسة، فقد أثبتت الدراسات أن 80% من المؤسسات لاتعتمد على التخطيط الصحيح الذي لايراعي التنبوء المستقبلي للمؤسسة أو المنظمة التي يُراد التخطيط لها تُصفَى وتُنهَى أعمالها.

ان أول خطوة في التخطيط هو تحديد الأهداف المراد الوصول اليها ،مع مراعاة الوقت اللازم لبلوغ تلك الاهداف ،والموارد البشرية والمادية الكافية الانجاز الاهداف المرسومة ، .
ومما يؤسف لة إن معظم مؤسستنا تعمل بدون خطة منظمة واضحة ،وان عملت بخطة فهي لاتعمل على ماهو موجود في الخطة أصلاً ،ولا تقوم الوزارات بمتابعة خطط المؤسسات التابعة لها ، ونتمنى على هذه المؤسسات أن تؤسس شعبة داخل الدائرة لمتابعة إنجاز الخطة ،وماهي المراحل التي أُنجزَت من الخطة، وماهو الوقت المتبقي لإنجاز باقي الخطة فنحن ننظر الى عمل وزارتنا فلا نجد ان هناك خطة تعمل عليها ، وليست هناك أهدف قريبة المدى او بعيدة ، ويشوب عملها التخبط الواضح ،مع ضياع الصلاحيات، وانعدام الرقابة، وزيادة الروتين الممل ،كل هذة العوامل مجتمعة أدت الى تأخر الاعمال تلك الوزارات ولاتصدر عن هذة الوزرات تقارير في نهاية السنة توضح الميزانية المصروفة مقارنة بالمشاريع المنجزة او التي هي تحت الانجاز لكي نضمن ولو قدر بسيط من الشفافية في عمل تلك الوزرات .

وهذا ما أفرزته أعمال ايصال الخدمات الضروريةالى مناطق بغداد من قبل أمانة بغداد فرأينا (العجب العجاب)من حيث غياب التخطيط والرقابة، حيث تم تبليط الشوارع ومن ثم حفر التبليط لمد أنابيب الماء وتبقى أكوام التراب ومخلفات العمل أياماً بل أسابيع دون أن تجد من يرفعها (اللهم الا بقدرة قادر)،ويستمر العمل بدون وجود خرائط لتلك الشوارع فعند الحفر يقطع كيبل الكهرباء الرئيسي ويضرب أنبوب الماء ويفيض الشارع بالماء ويغرق الشارع ويصل الماء إلى المواطن لكن ليس عن طريق الحنفية بل عن طريق الفيضان ،كما ان أخذ المقاولات من أمانة بغداد يمر عبر(بورصة كبيرة) لئن المقاول الكبيريبيع المقاولة الى مقاول أصغر ثم تباع الى مقاول أصغرمنه وهلم جراً حتى نصل الى أسوء تنفيذ لئن المقاولة تصل الى أخر مقاول بسعر بسيط جداً لا يسده جشعه ، ناهـــــــــــيك عن غياب الرقابة، وسوء التنفيذ، وهــــــــــدر أموال الدولة على (الخالي بلاش )
وهذا لايقلل من أنجاز أمانة بغداد مشكورة ،ولو أن معظم الاعمار أنصب على أعمار الجزرات الوسطية ولا اعرف هل الاعمار هو بالجزرات الوسطية والارصفة فقط ؟ام نحتاج الى أعمار البنى التحتية وتأهيل مشاريع الخدمية كلماء والكهرباء وان تكون مبنية على تخطيط سليم وفرض رقابة عند أسناد المقاولات ، وان تكون لجان تدقيق عند بداية المشروع وعند الشروع بالانجاز وان تكون أكثر من لجنة لضمان نزاهة العمل،وأنجازة على دقة علية لكي نضمن عدم هدر المال العام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الا?ن.. سعر الذهب اليوم السبت 4 مايو بالصاغة


.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة




.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟


.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام




.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع