الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصلاح المستبعد… إلا… بمعولٍ أمريكي …!

كامل السعدون

2004 / 4 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


حكاية الحاكم العربي ..,. أي حاكمٍ شريطة أن يكون عربياً … مع الإصلاح ، مضحكةٌ مبكية … مؤلمة …!
الحاكم العربي يعيش على المدد الأمريكي … مخابراته تتدرب تحت ظلال العلم الأمريكي … مخابرات الأمريكان سارحةٌ في بلاده ليل نهار … معاهداته مع الأعداء المفترضين توقع في البيت الأبيض الأمريكي والثمن الذي يدفع له … يدفع بالعملة الأمريكية … حين يتآمر عليه أعداءه ينجده الأمريكان بالحال ، فينفض العرس على ضحايا من الجانب الآخر ، أما جانبه فآمنٌ مطمئن لأن ورائه الفكر والتنظيم والخبرة الأمريكية …حين تختل ميزانية بلده … يهرع إليه خازن بيت المال الأمريكي بالنجدة المليارية ، فيستقيم الحال كما كان !…
لكن حين يطلب منه الأمريكان … ولأول مرّة … من أجل شعبه ومن أجل مصلحتهم أن يصلح حال بلده السياسي ويمنح الناس فرصةٍ للمشاركة في إدارة شؤون بلدهم على قدم المساواة مع النخبة الأثيرة من أفراد العائلة والأنجال والحريم وعناصر الحرس القديم … قدم تمثال أبا الهول … يستنكر ويمتعض ويزمجر ويعربد ويثور ثورةٍ مضريةٍ مرعبة ويهتف … إصلاح … وكيف للإصلاح أن يأتي من الخارج …؟
عجبا … الإصلاح ينبع من الذات … ومن الذات وحدها …ليس إلا ) يؤكد الحاكم العربي ) …!
وننتظر وينتظرون ولا إصلاح يلد …ولن يلد… من تلقاء الذات …وبصورةٍ طبيعيةٍ هادئة في غياب القابلة الأمريكية الخبيرة …!
فالأمة التي تنتج إرهاباً … لا يمكن لها أن تنتج إصلاحاً طوعياً بكل هذه الانسيابية والشفافية والبساطة التي يوهمنا بها أو يوهم الآخرون بها …حاكمنا العربي …!
لماذا …؟؟
حسناً … لأن محرك الأمة الثقافي لا يمتلك تلك المرونة الهيدروليكية الفعالة المدهشة ، مثل سيارات أو طائرات الأمريكان ، لينقلب محول الاتجاه فيه بهكذا انسيابية وشفافية من اليمين إلى اليسار ، فيأخذنا نحن الجموع المليونية البائسة المثقلة بالخوف والهم والرتابة والغباء والعجز ، يأخذنا من جحيم الإفلاس والإحباط واللون الرمادي الواحد والمعلم والواعظ الواحد الأوحد الذي اعتدنا على سوطه وأعتاد هو على أن يسوطنا …إلى جنة الديموقراطية والمشاركة والوقوف برجولةٍ وشجاعة في حضرة السيد أو أبنه أو زوجته لننافسهم ببساطة وثقة على مركزٍ وضيفيٍ أو أمام القضاء لرد مظلوميةٍ ظلمنا إياها هذا الفتى أو تلك الفتاة من أهل النخبة …!
بلا … محرك الأمة الثقافي ، لا يمكن أن يمتلك هذه المرونة الذاتية ، لأنه بالكاد أنتج إرهاباً فكيف يتسنى له أن ينتج حاكماً مسالم ، ينصرف إلى بيته بعد أربعة أعوامٍ من الحكم ليخلفه آخر ، فيزيح كامل الطاقم ، وكامل الذيول الطفيلية العديدة الرؤوس المرتبطة في ( عصعص ) الواحد من أهل الحكم …!
الحقيقة إني أندهش غاية الاندهاش لهذه الانسيابية والشفافية والسرّية والقوة التي ولد فيها الإرهاب في غفلة من عيون كل المجسات الأمريكية والمحلية لحاكمنا العربي الفذ .
حتى لقد بهر العالم لجبروت هذا المنتج الشيطاني العربي والإسلامي …!
حتى لقد بهر الكثير من ذات مشايخنا ووعاظنا … وصعقوا إذ أفلتت بيضة الدين التي جلسوا عليها طويلاً من تحت عباءاتهم ، لتخرج للعالم بهذه الصورة المفزعة …!
عجبي …!
ويقول حاكمنا العربي أو أي بوقٍ من أبواقه الكثيرة ، بل الإصلاح ينبع من ذواتنا …!
كيف …كيف تستطيعون إنتاج إصلاحٍ حقيقيٍ نظيفٍ آمن ، يضع هذه الأمة مجدداً على درب الخير والعطاء والتمازج الإنساني النافع المسالم في الثقافات والخبرات ، وقد خرجت للتو من تحت عباءاتكم كل هذه الأمواج من الفتية المهاجرين حاملين أرصدتهم وسيوفهم وقلوبٌ متلهفة للموت المجاني ، وما نجحتم في إيقافها قبل أن تغزو العالم في هجمةٍ تتريةٍ بربريةٍ بشعة ، تقتل …لمجرد القتل …!
وتموت … لمجرد أن تموت … بلا أملٍ ولا هدف … أو ربما بأملٍ كاذبٍ واهمٍ في حياةٍ أخرى بعد الموت ، لا يرون فيها بشاعة هذا الحاكم وذاك الواعظ …!
عجبي …!
كيف ينجح الحاكم في قمع ثلةٍ صغيرة صادقة النية تريد الإصلاح الحقيقي السلمي وتنشد العدل ، ويغفل أو يتغافل عن أطنانٍ من الدبابير والأفاعي والقوارض ، تنمو وتترعرع وتكبر بين ساقيه وتحت ناصية قصره ، ولا يفعل شيئاً ، إلا حين توجه صواريخها جهة قصره ذاته …!
عجبي … وحسرتي … وغضبي على الأمريكان ، لأنهم يأبون أن يسرعوا في استباحة كل قصور الطغيان في هذه الأمة فيحررونا من الاثنين معاً الحاكم القبلي الفاسق والواعظ الدوي الفاسق … بذات الآن …!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى