الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يوم الطفولة العالمى
محمود حافظ
2009 / 6 / 16ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
إنه الثانى عشر من يونيو (حزيران ) يوم الطفولة العالمى ليس كالثامن من مارس أو الأول من مايو يوم المرأة وعيد العمال إنه الثانى عشر من يونيو يوم قائظ فى حرارته كأن الطفولة تبدأ فى الشدة ومع الشدة ، وكأننا مع شدة القيظ نقول :
من هم الأطفال ؟
هل نستطيع أن نجيب ونقول هم مشروع إنتاج الإنسان رجل كان أو إمرأة ، أنستطيع أيضا أن نقول أن هذا الإنسان هو اللبنة الأولى أو قل الخلية الأولى فى الجسد الإجتماعى ، فمنه تتكون كافة الأجهزة البنيوية للمجتمع ومن نشأته الأولى يتحدد المجتمع .
إذا كنا نتحدث عن النشأة الأولى فلابد لنا من الحديث عن المؤثرات التى تؤثر على هذه النشأة والتى تحدد ماهية هذا الإنسان الذى يمكن إنتاجه ليكون عضوا فاعلا فى مجتمعه أو حتى عضوا هامشيا أو عضوا مؤثرا سلبيا على المجتمع .
ولما كلن هناك العديد من المؤثرات فإننا نحاول إيجاز هذه المؤثرات فى نقاط ثلاث وربما أربع :
1- التغذية
2- التعليم
3- الصحة
4- البيئة المحيطة
أولا : دور التغذية للطفل فى مشروع إنتاج الإنسان :
فالطفل والذى هو نتاج علاقة إجتماعية مميزة يخرج إلى الدنيا كثمرة تحتاج الرعاية وكما هو نتاج خلايا بشرية تم تخصيبها فإن هذه الخلايا تحتاج لكى تنمو إلى الإمداد والتموين الخاص بها الذى يدفعها إلى النمو والتكاثر وهذا الإمداد للخلايا البشرية هو عبارة عن الغذاء فالغذاء هو الدافع للنمو والدافع للطاقة والدافع للحماية المانعة للهجوم على هذه الخلايا من أعداءها الطبيعيين .
معنى هذا أن للغذاء مكونات معلومة تحتاجها خلايا الطفل لكى ينتج بطريقة صحيحة وهذه المكونات هى البروتين الدافع لنمو الخلايا والطاقة المطلوبة لعمليات هضم البروتين لدفع الخلايا إلى النمو والإنقسام وكذا عناصر الحماية والتى مكوناتها الفيتمينات الواقية .
وإذا ترجمنا هذه العناصر الرئيسية إلى مواد غذائية سوف نجد أن مصادر الإمداد بالبروتين هى اللحوم بأنواعها سواء حيوانية أو داجنة أو أسماك ، ومن الممكن إضافة البقوليات النباتية كمصدر من مصادر البروتين ولكنه يبقى مصدرا رئيسيا وليس أساسيا لفقره فيما يعرف بالأحماض الأمينية الضرورية ، فهذه المصادر للبروتين هى مصادر أساسية للطفل فى غذائه وهى الرافعة لنمو خلاياه ، يبقى المصدر الثانى والذى لايقل أهمية عن المصدر البروتينى وهو مصدر الطاقة ومصادر الإمداد بالطاقة هى الحبوب النباتية كالقمح والذرة والأرز وهى المكون الأساسى للطاقة إضافة إلى المحاصيل الزيتية والتى تساهم فى مصدر الطاقة وهذه الطاقة هى الوقود الفاعل للخلية لإتمام عملية هضم البروتين واللازمة لنمو الخلايا وكذا التقدم بالطفل لإجتياز مرحلة الطفولة فى بناء متوازن إلى مرحلة الإنسان القادر المتعافى والمتوازن بدنيا وعقليا ، يبقى لنا هنا مصادر الحماية والممانعة وهى مصادر تحمى الجسم من خطر المهاجمة البكتيرية والفيروسية وهى تتمثل فى مجموعة الفيتامينات مثل أ ، ب ، ج ، د ، ه وهذه الفيتمينات هى ضمن الجهاز الأمنى لدرء الخطر عن جسم الطفل أو الإنسان ولك أن تعرف أن مصادر هذه الفيتامينات هى فى الأساس الفاكهة والخضروات الطازجة بشكل عام .
وفى حال توفر هذه الإمكانيات للطفولة نستطيع القول بأن مشروع إنتاج الإنسان القوى المتوازن والقادر على العمل البدنى والذهنى يسير فى إتجاهه الصحيح .
وإذا لم تتوافر نتيجة الفقر والعوز أو دخل عليها ظرف طارئ غير فى تركيبتها الغذائية والبدنية فإن إنتاج الإنسان القوى القادر قد يصيبه السقم .
تأتى هنا للسؤال الدائم والحيوى ماذا يحدث فى حال لجوء الرأسمالية المتوحشة عندما تلجأ إلى تشغيل الأطفال ؟
فإذا قلنا أن السلعة الوحيدة التى يملكها العامل هى قوة عمله وهذه القوة هى عبارة عن الطاقة المبذولة من العامل فى أثناء تسييره لمرحلة الإنتاج فتصور أن هذا العامل ليس الإنسان البالغ القادر ولكنه طفل مازال فى مرحلة النمو وتصور أن هذه الطاقة التى يبذلها فى عمله هى ضرورية بأقصى ما يمكن لنمو بدنه وكما بينا سابقا فإن نمو خلايا البدن تحتاج إلى هذه الطاقة وفى حالة ذهاب الطاقة فى مجهود عضلى يبذله الطفل فى العمل فإن عملية إنمائه هنا قد يصيبها السقم وأن جزءا من البروتين المتجه للنمو قد يتحول إلى طاقة سعريةلتهضم الجزء الآخر فما بالك أن الإحتياجات فى الأصل غير كافية وهى التى دفعت بهذا الطفل إلى سوق العمل حتى يستطيع تدبير جزءا من الموارد الحياتية الض1رورية المطلوبة فهل تتصور ما سوف ينشأعليه الطفل الذى توجه مرغما إلى سوق العمل هل هذا الطفل يستطيع أن يكون ضمن مشروع إنتاج الإنسان القادر المتعافى ؟
هنا نستطيع أن نقول أن مثقفى اليسار دوما قالوا كلمتهم فى مواجهة التوحش الرأسمالى وما زلنا نقولها رحمة بأطفالنا وكما بينا .
ثانيا : التعليم
فكما أن الغذاء حق وواجب من المجتمع الصحى لتوفيره لأطفاله فأن التعليم أيضا يوازى هذا الحق والواجب فكما أن الغذاء يبنى الجسم الصحيح فإن التعليم يبنى العقل السليم وهنا تحدد هوية التعليم طبقا للبنية الفوقية للمجتمع وبالتالى تتحدد بالسلطة المسيطرة وهل هى سلطة تلقن الطفل وتشبع غرائزه بدلا من إشباع عقله أو هى سلطة تتعامل مع العقل والمعرفة الممنهجة والتى يتلقاها الطفل تراتبيا حتى تتراكم فى عقله وتكون قاعدة معرفية صحيحة بها يستطيع أن يكون رؤيا يفرق بها بين ما هو صالح وماهو طالح ، وبهذا نختصر العملية التعليمية بدلا من أن نجد أنفسنا منجرين فى إسهاب يصعب الخروج منه ويكفى أن نشير إلى أن هناك تعليم متخلف يعتمد على التلقين وهناك تعليم متقدم يعتمد على الإدراك والبحث ن وهناك تعليم يعتمد على إقحام الدين فى العملية التعليمية وهناك تعليم يفصل بين العملية التعليمية كعملية بناء العقل وبين الدين كمحتوى روحى .
ثالثا : الصحة
فكما أن التغذية هى لإنتاج الجسم السليم للطفل فإن التعليم هو الطريق لإنتاج العقل السليم للطفل وهى مصادر حقوقية للطفل وليست هبة من أحد فإن الصحة هى الدائرة الحاوية للتغذية والتعليم والتى بها يمكن المحافظة على مشروع إنتاج الإنسان مكن الطفولة فالصحة هى الرافعة الواقية للطفولة من الأمراض التى تحيق به فمنها أى من الأمراض ما يحتاج إلى تحصينات ف6ى مرحلة الطفولة ومنها ما يحتاج الوقاية منه بالعمل على إبعاد مسبباته ومنها من يهاجم الطفل ويحتاج إلى المعالجة الصحيحة .
رابعا : البيئة
ما يجب أن نقره هو أن الصحة والبيئة يمكن جمعهما فى عنوان واحد ولكن ماجعلنا نهتم بالتفريق بينهما هو فى هذا العالم والتى توحشت فيه الإمبريالية العالمية وأضحت قاضية على الأخضر واليابس وجعلها وضع الكون على حافة الإنهيار كإنهيارها البنيوى الحادث والمستمر إلى الآن جعلنا نفصل بين البيئة والصحة .
فكما هو مسلم به أن الإنسان إبن بيئته وإن صلحت البيئة صلح الإنسان وإ، فسدت البيئة فسد الإنسان وهذا الكوكب الآن يعيش مهددا بمخاطر التلوث النووى والتلوث البيولوجى فسماءنا ملوثة وهواءنا ملوث ومياهنا ملوثة والأكثر تماسا بهذه الملوثات الطفل اليانع الذى لم يكتمل بنائه بعد .
إن ماتفعله الحروب الإستعمارية بأطفالنا لهو مريع فإن هذه الحروب المدمرة للبيئة بغرض إستنزاف مواردنا الطبيعية يقصد بأن يكون أول ضحاياها هم الأطفال لكونهم هم رجال المستقبل فلابد من القضاء عليهم إما بالإبادة الجماعية فى الممارسات الحربية الإستعمارية كما فى فلسطين والعراق وأفغانستان وحاليا باكستان وإما بالإبادة بالوهن والمرض الناتج عن التلوث المشار إليه آنفا وإما بالإبادة النفسية بإبادة العوائل وترك الطفولة فى مجتمعات تتلقفها بإستعمالات قاسية ويحضرنى هنا مثلا عن سجن أبوغريب عندما حدث التصرب الأول من السجن وناشد المسجونين والمسجونات رجالات المقاومة بهدم السجن على من فيه لأن الممارسات داخل السجن قد جعلت مساجينه ومسجوناته لايصلحوا للحياة الإجتماعية فما بالك أن تصبح الطفولة المشردة من الحروب تعانى ماعاناه مساجين أبوغريب .
إن الكيل طافح من ممارسات القوى الإستعمارية المحتلة سواء فى العراق أو فى فلسطين تجاه الطفولة وأنم شدة قسوة الطفولة علينا أكثر قسوة من قيظ 12 يونيو .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - اطفال العراق والمزايدات
جمال
(
2011 / 5 / 28 - 21:40
)
لم يكتب احدا عن معاناة الاطفال في العراق تحت حكم صدام حين كان ينظم القتل الجماعي لهم بقطع الحليب بحجة الحصار بينما كان يبني قصوره السبعين ولم نسمع احدا يتحدث عن عسكرة الطفولة في اشبال صدام والذي كان برنامجا تتفاخر به الحكومة البعثية وللاسف فان جرائم صدام بحق الطفل العراقي وتدمير نفسيته وتشويش افكاره ومعتقداته وحرمانه من لقمة العيش لم يتطرق لها الاخ الذي يظهر ان مقالته منصبة لمدح الارهاب ( المقاومة) وهو ما يشير الى انحراف كبير في المنهجية في الطرح والذي لربما اغفله هذا الموقع المحترم
.. تواصل التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في لبنان • فرانس 24
.. هاريس تلتقي ممثلين للأمريكيين من أصول عربية بميشيغان لإقناعه
.. أم فلسطينية: لا أستطيع أن أخبر ابنتي عن بتر رجليها
.. تجدد الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية والقسام تنعى أحد قادته
.. تجدد الغارات على ضاحية بيروت