الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى الحرية في العراق؟

عبد العالي الحراك

2009 / 6 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بسبب جهلها وتخلفها ورجعيتها وخلطها بين الدين والسياسة وانتمائها الطائفي وتبعية بعضها الى دول الجوار واتباع سياساتها والاستماع الى توصيات قياداتها.. فهي (احزاب الاسلام السياسي) احزاب فاشلة في مقدماتها,واضحة في نتائجها الدراماتيكية الحالية والقادمة ,بالاضافة الى انها حملت الشعب معاناة فوق طاقته ولا يحق لها القول بان الارهاب لم يعطها الفرصة للعمل والبناء .انها احزاب طائفية غير قادرة على اثبات وجودها الا في ظل طائفيتها, لهذا لا فرصة امامها للامساك بالسلطة, الا بتلطيف تحالفاتها وائتلافاتها السابقة مهما اضافت اليها من اسماء والقاب ومهما اخفت من حقائق واظهرت من شعارات.
فهذا التيار الصدري واختلاط الافكارلديه والمفاهيم والشعارات بين الوطنية وعدائه للاحتلال الامريكي, دون اتخاذ موقف وطني من التدخل الايراني من جانب,وانتمائه العلني للطائفية السياسية الشيعية والدفاع عنها والتحدث بأسمها وانحيازه لايران من جانب اخر مثالا ادى به تخبطه الفكري والسياسي الى تحميل الشعب فوق طاقته وتعرضه هو الاخر الى الضربات العسكرية من حليفه الاساسي حزب الدعوة الاسلامية ..هذا ان دل على شيء فانما يدل على الفشل الحقيقي للسياسة الحاكمة والمسيطرة على الشارع في العراق..
اما حزب الدعوة الاسلامية فقد عبر رئيسه السابق الدكتور ابراهيم الجعفري,اثناء توليه مهمته كرئيس للوزراء عن فشل سياسي ذريع مقنع بهالة من الغرورالشخصي الفارغ الذي ادى به الى السقوط الحاد سياسيا وحزبيا والذي حاول المالكي التنكر له وسلوك طريق شبه وطني متعثر ورفع شعارات في الوحدة الوطنية منحته حيزا من الحركة في الفراغ, دون القدرة على ملئه بمادة وطنية لها قياساتها وابعادها ,الا في فوزانتخابي نسبي في الانتخابات المحلية الماضية ,ثم جاءته ضربة فساد كبيرة, لأنه لم ينتبه اليها في الوقت المبكر ولان القائم بها والمسؤؤل عنها قيادي في حزبه ووزير ارزاق الناس التي تجوع وهو في صراع مع الفشل ولحين الانتخابات البرلمانية القادمة حيث سيقررالشعب مصيره من خلالها.
اما طائفية المجلس الاعلى فهي تزكم الانوف ومثالا صارخا على عدم قدرة قياداته على لبس القناع الوطني او الديمقراطي الذي لبسه الاخرون رغم ذلك فشلوا.. فقد اعطى قادته جميعا بأنفسهم وحزبهم الى الفشل منذ اللحظة الاولى واكدوها خلال الانتخابات الماضية وهم يتشفعون بسياسة الدعاء لدى الائمة واهل البيت لنصرتهم في الانتخابات القادمة.اما حزب الفضيلة وقصة تهريب النفط ودور محافظ البصرة السابق التي ذاع صيتها وادت وممارسات غيرها الى تقهقر الحزب وفقدان دوره ونفوذه في المحافظات وخاصة البصرة وعودة قادته الان للدعوة لأنعاش الائتلاف الذي وجهوا له الضربة الاولى في الماضي القريب.
جانب المحاصصة الطائفية ودعم بعض اطراف العنف ان لم نقل الارهاب الذي عبرت عنه جبهة التوافق ورئيسها عدنان الدليمي, فهو نشاط سياسي اخر فاشل بأمتياز, لولا التعايش على حساب العملية السياسية التضامنية التي تتكافل فيها معيشة الفاشلين بصورة مستمرة ودورية, حيث ينتعش طرف على حساب الفشل الصريح للطرف الاخر وهكذا... فالجميع فاشلون دون ان يعترف اي منهم بفشله لأنه يكسب وان كان فاشلا.
مهما ابتعد بين الجبال والوديان فالصوت العشائري والقومي الكردي يعلن ازمته وانتهاء طمعه فهو اي البرزاني لا يطمئن كثيرا الى امريكا اوباما, كما كان كذلك لامريكا بوش الذي سحب المالكي من تحت اقدامه فرصة منحه قواعد عسكرية في شمال العراق ,رغم ان العراق ما زال يئن من غباء بوش واضراره الكبير بالعراق ارضا وشعبا وكرامة,الا ان البرزاني يحن الى صداقة بوش .. فلا عقود النفط تجني نفعا, ولا المناطق المتنازع عليها تقوي دستور, ولا الديمقراطية التوافقية تضمن مكتسبات اضافية .
لا يستثنى الحزب الشيوعي العراقي من فشله في العملية السياسية الفاشلة, فهو ما زال يعاني من ظاهرة خلقها طوعا وهي ابتعاد الجماهير عنه وعدم قدرته على ابتكار الوسائل للوصول اليها.. فجماهيره ما زالت تعاني من صدمة الفشل في الانتخابات الاخيرة والقيادة لم تظهر تبدلا في السياسة او استخداما افضل للشعارات وهكذا نرى كيف ان الفشل سمة جميع احزاب العملية السياسية بدرجات متفاوتة.
الكاتب والشعب ليس سعيدا امام هذه الحالة المأساوية وهو يتفرج على هؤلاء, بل يبحث عن بديل او بدائل جديدة تغير كل شي وتبدأ بتغيير الدستور والقوانين والقيادات والبدء بانجاز الخدمات والبناء والاعمار والعمل وتحميل القوى الوطنية واليسارية مسؤؤلياتها.
الحل يتناسب مع طبيعة كل حزب ابتداءا من حله واختفائه نهائيا لما سببه من اضرار سابقة وحالية ولما يحمله من اضرار اشد خطورة في المستقبل ان استمر.. وتحويرالاخر وتطويره وتطويع الاخرين حسب القوانين المدنية الحديثة التي يفترض ان يضغط الشعب على البرلمان في سبيل تشريعها وازالة التناقضات ظاهرها ومخفيها.. كما تعود قيادات اخرى الى الاحضان الدافئة التي رعتها خارج البلاد, فقد اكتفى منها الشعب اكتواءا وان يعترف منتسبي الاحزاب والقوى السياسية الاخرى بمعاناتها عندما كانت في دول اللجوء وان يعيشوا كمواطنين اعتياديين دون التقرب من السياسة الا خداما وطنيين مخلصين من خلال ممارسة الديمقراطية الحقيقية لا الطائفية ولا التوافقية.
لا تليق هذه الاحزاب الطائفية والانعزالية الفاشلة بالديمقراطية, كما ان الديمقراطية لا تليق بها,فلقد اسئتم كثيرا وتعثرتم طويلا انتم قادة احزاب الاسلام السياسي, لأنكم طائفيون مهما فعلتم ومهما استغفلتم البسطاء.. تتكلمون بالديمقراطية في التلفزيون وعند الانتخابات وتقتلونها في الشوارع وتخنقوها في الجوامع والحسينيات..كما لا تليقوا بالديمقراطية وهي لا تليق بكم انتم قادة الاحزاب القومية الكردية, لانكم تستغلونها بالتوافق مع الضعفاء والجهلاء والطامعين بالسلطة والحكم لتتوافقوا معهم على الغنائم والمكاسب.. لهم السلطة في بغداد ولكم الارض والمال والنفط وكركوك في الشمال, لهذا لا تدافعون عن الديمقراطية الحقيقية وانما عن توافق بينكم وبين الضعفاء الذين استشعروا القوة عند الفوزالنسبي في الانتخابات المحلية الاخيرة وهم يستعدوا لأداء لعبة السياسة. ليست هكذا الديمقراطية ايها الساسة في العراق اليوم, تفكرون وتخططون فقط لجني نتائجها الايجابية وللشعب المعاناة..الديمقراطية مناسبة ومفيدة للعراق وللعراقيين, ولكنها لا تناسبكم لانكم لا تناسبونها فقد اختفت من تراثكم وثقافتكم وممارساتكم الحياتية العامة والسياسية الحزبية ولم تتعودوا عليها لانها جائتكم على طبق من ذهب في غفلة من امركم ولم تهيئوا عقولكم لها, لهذا تستغلونها وتظلمونها بالطائفية مرة وبالانعزالية والعشائرية مرة اخرى.. الديمقراطية حق ومكسب شعبي كبير,لايمكن اعتبارها مكسب شخصي او حزبي وان لا يقول البعض انها ليس في محلها في العراق بسبب الاحتلال وبسبب عدم تعود الشعب عليها .
لا يمكن للطائفية ان تكون ديمقراطية الا لأضفاء الشرعية على حكمها وافساح المجال لقادتها للتلاعب بالفاظها واستثمار فوائدها الانتخابية فقط ,كما لايسمح الشعب للقيادات الكردية ان تمتص خيراته باسم الديمقراطية التي يريدونها فقط توافقية.
لقد فشلت الطائفية المقنعة بالديمقراطية رغم سلطتها وحكمها وتلبيسها عنوة لباس الديمقراطية,كذلك ستفشل الانعزالية الكردية
لانها تعتمد على الديمقراطية التوافقية, قرينة للديمقراطية الطائفية اذ شرعنت لها دستورا وفيدرالية وتسعى الى المزيد بانتقائية مريبة باسم الديمقراطية.
بعض الكتاب ينحازون سياسيا لهذ الطرف او ذاك وهم يضرون بالمفهوم الحقيقي للديمقراطية ومستويات تطبيقاتها. لا يناسب انتصار السياسة الحالية التي تحقق الاستقرار والامن والبناء الا الديمقراطية الحقيقة التي يتم بلوغها تدريجيا عبر دستورها وقوانينها ومؤسساتها..فهل الدستور ديمقراطي وهو يحمل تناقضاتة بين طياته وبين السطور؟ وهل شرعت قوانين تناسب المفهوم الحقيقي لبلد تبنى فيه ديمقراطية حقيقية وهل هناك مؤسسات تنتعش وتنشط تحت مظلة القانون والديمقراطية؟ وهل تم تشكيل احزاب وطنية تحتوي برامجها واهدافها على الديمقراطية دون تناقضات وهي ترفع من مستوى وعي منتسبيها والشعب؟
هل الحوزة الدينية ديمقراطية كي يحتمي بها مسؤؤلي احزاب السلطة بين الفترة والاخرى..؟ ام انها مؤسسة فوق الديمقراطية ,
كما هو رئيس الجمهورية ورئيس اقليم كردستان فوق الديمقراطية.. من صاحب الحق رئيس الوزراء او رئيس اقليم كردستان في الادعاء بالديمقراطية وحكم الدستور والقانون؟ اية ديمقراطية لا يستطيع قادتها ان يحلوا مشاكلهم التي تعصف بالشعب ولديهم دستور كتبوه بايديهم وبسهر لياليهم وبرلمان شكلوه حصصا بينهم وقوانين لا يطبقونها؟
على الاحزاب الوطنية والشخصيات الديمقراطية ان تاخذ دورها بدون ان تداري الاطراف على حساب الأطراف ثم يقال عنها احزابا انتهازية ضعيفة.
يجب استغلال بشائرحالة التغيير التي افرزتها الانتخابات الاخيرة في الكويت وفي لبنان مهما تكن جزئية, ورياح التغيير التي تهب الان في ايران, اقول في ايران وليس على ايران, لانها رياح داخلية يحركها الشعب الايراني الذي يتوق الى الحرية وهو يستغل اية فرصة للتعبير عن رأيه وموقفه دون الدخول في تفاصيل لمن يصوت.. وكم هي الخلافات الحقيقية بين هذا الحاكم وذاك المرشح ..ان نتائج الانتخابات الاخيرة في لبنان تعبير عن رفض التدخل الايراني في لبنان وليس فقط وقوف في وجه غرور قادة حزب الله وتعريضهم الشعب اللبناني لمزيد من الالام والمآسي.. لا دخل للاتجاهات السياسية وخنادقها.. ان شعوبنا في لبنان والكويت والان في ايران والقادم في العراق تبحث عن الحرية, فلا يجب الوقوف في طريقها بمواقف ايديولوجية لا تفهما ولا تخدمها في الوقت الحاضر..يجب على الديمقراطيين واليساريين دعم الشعوب في البحث عن حريتها ورفضها للسلطات الحاكمة التي تحكم بعقلية القرون الوسطى بعيدا عن المواقف المسبقة والتحليلات النظرية الجامدة والبعيدة عن الواقع, فمعظم من صوت لقائمة دولة القانون لم يصوت لحزب الدعوة الاسلامية وانما صوت من اجل حريته وامنه ضد الطائفية والعنف والارهاب.. ومن صوت لنساء الكويت لم يصوت للامير وانما ضد استهتار رموزالاسلام السياسي في مجلس الامة الكويتي.. ومن صوت لقائمة 14 اذار في لبنان لم يصوت سنيا او مسيحيا وانما صوت املا في تخفيف الضغط الايراني على شعب لبنان وابعاد حزب الله عن حكم لبنان.. اما ما يحصل في ايران اليوم فهو الاعظم من كل ما سبق رغم ان موسوي لا يختلف عن احمدي نجاد الا ظاهريا وان الحكم والسلطة للولي الفقيه علي خامنئي الذي اعلن صراحة انحيازه لاحمدي نجاد ,لكن الشعب الايراني صوت لحريته وخرج في الشارع لحريته ووجوه الشباب والشابات تقول ذلك وهي لم تجد فرصة اخرى غير هذه للتعبير والتغيير..ادعو الاقلام اليسارية ان تتوقف عن التحليلات الايديولوجية القديمة ودعم اية فرصة للتغيير حسب واقع الحال . التغيير ضروري ايضا في تفكير بعض اشخاص اليسارالذين ما زالوا مقيدين بالماضي ولا يعيشون الحاضر ومتغيراته ولا ينظرون للمستقبل الا بعين سوداوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اولاد قراد الخيل كفاكم صخبا ...النواب
علي السعيد ( 2009 / 6 / 16 - 20:31 )
لادين مع السياسة , اما السجادة وأما السياسة , كلاهما لايلتقيان ولا يتفاعلان .شكرا سيدي لعمق ادراككم فحوى الطائفية وما يسمى بالاسلام السياسي في تمزيق بلد وتدمير شعب عريق بكل شيء . وقد ذكرتني بكلام الاستاذ صادق جلال العظم حين قال..ان فكرة تاسيس احزاب دينية وطائفية تعزز انهيار فكرة المواطنة وأعتقد أن ذلك لايقل خطورة عن إنشاءحزب على أساس عرقي في المانيا مثلا ..لان ذلك يعني العودة الى النازية .ثم اضاف ..انى أي مجتمع في الاساس غير مؤهل للديمقراطية بشكل طبيعي .الديمقراطية هي عملية تراكمية تاريخية ومن الخطأ ان ناخذ موقفا تعجيزيا بانه طالما نحن عشائريون قبليون طائفيون فعلينا الغاء فكرة الديمقراطية . مع هؤلاء لا ديمقراطية ولا حرية ولا استقلال ولا تطور ولا تغيير نحو الافضل . اكرر شكري لكم .

اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟