الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انفجارات دمشق من تدبير من له مصلحة حقيقية فيها وأصابع الاتهام لا تشير إلا إلى السلطة نفسها وإلى الولايات المتحدة !!

المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

2004 / 4 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


دمشق ، باريس 28 نيسان / أبريل 2004
بيان صحفي

انفجارات دمشق من تدبير من له مصلحة حقيقية فيها
وأصابع الاتهام لا تشير إلا إلى السلطة نفسها وإلى الولايات المتحدة !!

شهدت دمشق في السابعة من مساء أمس بالتوقيت المحلي أحداث عنف لم تعرف حتى الآن تفاصيلها الحقيقية والدقيقة ، بالرغم من كل التغطية الإعلامية التي حظيت بها بعد دقائق قليلة من حصولها . فإلى جانب التناقضات التي غلفت إفادات شهود العيان و" شهود السماع " الذين أكدوا حصول عدد من الانفجارات في حي المزة الغربي (غربي الأوتوستراد) ، هناك التناقضات الفاضحة التي انطوت عليها تقارير المراسلين المعتمدين في العاصمة السورية ، الذين لا ينشرون إلا ما توافق السلطة ووزارة إعلامها وأجهزتها الأمنية عليه . وأبرز مثال على ذلك التقارير السخيفة والمثيرة للسخرية التي أرسلها مراسلا " الشرق الأوسط " و" الحياة " ، والتي بدت كما لو أن كاتبيها أعدّاها من قارة أخرى وليس من قلب الحدث !! لكن قبل هذا وذلك كله تبرز التناقضات والمواقف المرتبكة التي بدت في التقارير التي وزعتها وكالة الأنباء الرسمية " سانا " التي لا يصدقها أحد ، سواء داخل البلاد أو خارجها ، وفي الأحاديث التي أدلى بها " الناطق الرسمي غير المعلن " باسم أجهزة المخابرات عماد فوزي الشعيبي الذي ، كعادته ، وضع مستمعيه ومشاهديه في حالة قرف وغثيان لا يحسدون عليها ! ولا يحتاج أي مراقب ، أو قارئ عادي ، تابع التقارير الرسمية وغير الرسمية المتعلقة بالحدث ، إلى كبير جهد ليكتشف من فوره أنه ما من رواية لها علاقة بالأخرى ، وما من تقرير يشترك مع الآخر في شيء .. إلا في أن " شيئا ما " حدث . ولكن ما هو ؟ لا أحد يعرف !!
إن " المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " ، وإذ يدين بأقوى العبارات العمل الإرهابي الذي عاشته دمشق يوم أمس وروّع الأهالي ، وكذلك التعتيم الإعلامي الذي فرضته أجهزة السلطة وحرمت من خلاله الرأي العام والموطنين من معرفة حقيقة ما جرى ، يرى أن هناك جهتين وحيدتين لا ثالث لهما صاحبتا المصلحة الحقيقية فيما جرى ، وبالتالي وقوف إحداهما وراءه . ونعني بذلك السلطة نفسها والولايات المتحدة .
فالسلطة لها كل المصلحة في فبركة هذا الحدث لإظهار نفسها أمام العالم على أنها مستهدفة من قبل الإرهاب الدولي ، وأنها ضحية له مثلها في ذلك مثل الآخرين . وما جاء في تصريحات ممثل السلطة لدى الأمم المتحدة عماد مصطفى لوسائل الإعلام ، وكذلك " الناطق المخابراتي " غير الرسمي ، عماد الشعيبي ، يؤكد أن ما حصل لم يزعج السلطة بقدر ما أفرحها . حيث سارع كلاهما إلى وضع الحدث في السياق المشار إليه . هذا ناهيك عن حاجة الطغمة الحاكمة لتعبئة وتحشيد الرأي العام الداخلي وراءها وصرفه عن الاهتمام بقضية الديمقراطية والإصلاح ، على قاعدة أن " الأمن الوطني مستهدف ولا بد من الوقوف وراء السلطة في الحفاظ عليه والانصراف عن الاهتمام بالقضايا الأخرى ". والمحصلة الختامية لكل ذلك " تبرئة " السلطة لنفسها من الاتهامات الموجهة لها بضلوعها في دعم وتدريب الإرهابيين في العراق وتقديم الدعم اللوجستي لهم . خصوصا وأن العمل الإرهابي جاء بعد أقل من 24 ساعة على إحباط عملية إرهابية كبرى في الأردن كان من المتوقع أن تسفر عن " هولوكست كيماوي " مرعب في العاصمة الأردنية ، والتي بينت التحقيقات واعترافات المجرمين الضالعين فيها بأن سياراتهم المفخخة جاءت من سورية ، وأنهم حصلوا على دعم لوجستي من داخل الأراضي السورية . وهو ما لزمت السلطة السورية الصمت إزاءه حتى الآن !
ومن ناحية أخرى ، فإن ما جرى يمكن أن تكون جهات أمريكية وراءه ، وأريد من خلاله توجيه رسالة لحكام دمشق وردعهم عن مواصلة تورطهم في الإرهاب الأسود الذي يشهده العراق ، بعدما عجزت الإدارة الأميركية عن ردع هؤلاء بالطرق الديبلوماسية وأساليب الضغط التقليدية . وهو ما لجأت إليه السلطات الفرنسية في العام 1981 حين أقدمت أجهزة مخابراتها ـ وفق تقارير خاصة اطلعنا عليها ـ على تدبير التفجير المروع في حي الأزبكية بدمشق في 29 تشرين الثاني / نوفمبر 1981 ، والذي راح ضحيته المئات بين قتيل وجريح ، واتهم به " الإخوان المسلمون " . وذلك ردا على الأعمال الإرهابية التي نفذتها أجهزة مخابرات النظام على الأراضي الفرنسية ، ولم تتوقف حتى أبرم " اتفاق جنتلمان" السري بين رفعت الأسد ، نائب رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي آنذاك ، و بين السلطات الفرنسية . وقد قضى الاتفاق غير المعلن بوقف الأعمال الإرهابية المتبادلة على أراضي البلدين ، كما يقول التقرير!
وفي مطلق الأحوال فإن أي رواية يمكن أن تكون قابلة للتصديق .. إلا رواية ضلوع " القاعدة " والحركات الإسلامية الأصولية في هكذا جريمة . فعلاقة النظام مع هذه الجهات تمر في شهر عسل لا سابق له . ولا يعكره استمرار توتر العلاقة بين " الإخوان المسلمين " السوريين والسلطة . وأبسط مثال على ذلك أن أبرز فقهاء الإرهاب ومفتيه في العالم ، وفي مقدمتهم يوسف القرضاوي ، كانوا في دمشق قبل عدة أيام بدعوة رسمية من النظام في أول اجتماع لهم من هذا النوع كان " حسن ختامه " تقديم شهادة حسن سلوك لرئيسه " المؤمن " بشار الأسد !









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في