الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الايرانية من الخارج الى الداخل

فاطمه قاسم

2009 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هل ستعود إيران إلى سابق عهدها قبل إجراء الانتخابات الرئاسية العاشرة؟
هذا السؤال ليس سهلاً، وسوف يستغرق جهد المراقبين والمحللين، في كثير من مناطق العالم، وخاصة في المنطقة العربية ودولها وحكوماتها التي تخوض منذ فترة ليست بالقصيرة، حرباً حقيقية، صامتة أحيانا، وصاخبة أحياناً أخرى، من أجل استعادة أوراقها التي خطفتها ولاية الفقيه في إيران، لكي تستخدمها في لعبة النفوذ،التي ثبت أنها لعبة خطرة، ومكلفة جداً، وليس عليها إجماع حتى داخل إيران نفسها.

وحتى لو سلم الجميع بنتائج الانتخابات التي باركها مرشد الثورة على خامنئي واعتبرها عيداً، فإن حصول منافس أحمدي نجاد على أكثر من خمسة وثلاثين بالمائة من أصوات الناخبين، ليس،بالأمر الهين، حين نعلم أن أحمدي نجاد لقي دعماً مباشراً وعلنياً من مرشد الثورة، ومن الحرس الثوري، والباسيج، ومن الحكومة المشرفة على الانتخابات بكل إمكاناتها ووسائلها الإعلامية.
ولكن الأخطر من ذلك كله، أن هذه الانتخابات الإيرانية العاشرة قيل فيها ما لم يقل على امتداد ثلاثين سنة، منذ وصول الإمام الخميني إلى الحكم في العام 1979، وتأسيس دولة الولي الفقيه على أنقاض أحلام الجمهورية التي كان يحلم بها الإيرانيون لعقود طويلة.
على امتداد الثلاثين سنة الماضية، كان تصدير الثورة هو الصوت الأعلى في إيران، بدءاً بالحرب الإيرانية العراقية وتداعياتها، وصولاً إلى امتداد إيراني واسع في لبنان، وفي فلسطين، وفي العراق وأفغانستان، وفي مناطق متعددة أخرى، كان الصوت الموجه على الخارج أعلى، بينما ظلت كيمياء التفاعلات الداخلية محاطة بالكتمان، مكبوتة ومخنوقة، وزادها خنقاً هذا الضجيج المصاحب لحلقات الملف النووي الإيراني.

مع بداية الحملات الانتخابية العاشرة، اتضح أن هناك صراعاً مفتوحاً بين الجمهورية والإمامية، بين مشاكل الشعب الإيراني بقومياته وطوائفه المتعددة، وبين الانتصارات الوهمية الكبرى التي تدعيها ولاية الفقيه التي ترفع شعار مساعدة المستضعفين في الأرض بينما تنسى ملايين المستضعفين في إيران نفسها، الملايين الذين يرزحون تحت خط الفقر، وملايين العاطلين عن العمل، وملايين المدمنين على المخدرات، وبينما دولة ولاية الفقيه تنادي الشعوب للثورة على حكوماتها فإن قوات الحرس الثوري "الباسدران" وقوات وزارة الداخلية "الباسيج" تستخدم أبشع أشكال الترهيب لمنع الحريات العامة، ولقد رأى العالم كيف أنه كلما ارتفع صوت الشكوى الداخلية، قابله ارتفاع أكثر في ضجيج الافتعالات الخارجية، لأن دولة ولاية الفقيه قامت منذ اللحظات الأولى على قاعدة الشهرة في الخارج، والبحث عن أعداء كبار في الخارج، وإثارة الحروب الطائفية ضد السنة، ولعب أدوار كبرى لصالح الشيطان الأمريكي الأكبر في أفغانستان والعراق، لكي يظل صوت التفاعلات الداخلية مخنوقاً، على أن جاءت الانتخابات العاشرة، الانتخابات الأخيرة، ورأينا أن لعبة الهروب الإيراني إلى الخارج لم تعد ممكنة، وأن استحقاقات الداخل الإيراني هي التي تفرض نفسها في المرحلة القادمة.
لا يعرف احد على وجه التحديد، كيف ستسير الأمور بعد الأحداث التي صاحبت الانتخابات الأخيرة، فقد وجدنا الآلاف في شوارع طهران وتبريز وأصفهان يرجمون ولاية الفقيه بالحجارة، ولم يعد الأمر كما كان، حين كانت كلمة واحدة من مرشد الثورة تعيد الأمور إلى حيث يريد.

الأمور في إيران انفتحت على البوح بما لم يكن مسموحاً به، وعشرات الآلاف من الشباب الإيراني ظهروا في الشوارع علناً، وهم يعرفون ما ينتظرهم على يد قوات الحرس الثوري، وقوات مكافحة الشغب، ولكنهم خرجوا علناً، وقالوا كل ما يفكرون به، بأن زمن الادعاءات الإيرانية قد ولّى على غير رجعة، وزمن الاستحقاقات الداخلية قد بدأ ولن يتوقف.

والسؤال الآن:

هل تنكفئ إيران على نفسها ولو قليلاً لكي نعيد قراءة الواقع بشجاعة، أم أن ولاية الفقيه بأدواتها القمعية، واذرعها في المنطقة، ستهرب إلى الأمام من جديد، لنرى أطوارا من الفوضى في لبنان وفلسطين وبعض المواقع الأخرى؟
دعونا نرى،
دعونا نراقب،
دعونا نتابع فصول هذه الحرب المفتوحة بين الجمهورية والإمامية في إيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا نراقب، لماذا لا نشارك
ابو اياد ( 2009 / 6 / 18 - 04:47 )
ان الجمهورية الأسلامية في ايران تشكل مركز الاسلام السياسي و احد الحكومات القمعية العنصرية في المنطقة، ليس في صالح اي انسان متحرر و متمدن و علماني ان يراقب فقط، و بالعكس يجب ان نشارك في تغيره، المواطنون في العالم العربي بأمكانهم ان ينضالوا ضد هذا الحكومة بأنعزاله سياسيا و طرد سفاراته و مشاركة جماهير المنتفضة في العالم ضد هذا الجمهورية النحسة و الشريرة.

اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع