الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الايرانية في ضوء مقاييس الديمقراطية

فالح الحمراني

2009 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


توظف طهران الرسمية الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة للبرهنة على المنحى الديمقراطي للعملية السياسية بايران، وتمتعها بالشرعية التامة لكون ان الرئيس والبرلمان جاؤا بناء على ارادة الناخبين. بيد ان سير العملية الانتخابية والقوانين والقواعد التي تتحكم بها تثير العديد من التساؤلات والشكوك بمدى ديمقراطية العملية السياسية، وتجعل من المناسب الحديث عن استغلال بعض مقاييس الديمقراطية ( الانتخابات) لاضفاء الشرعية على تمسك النخبة الحاكمة بالسلطة.
من نافل القول ان الديمقراطية حزمة واسعة من الاليات والقواعد وان التخلي عن بعضها يحولها الى " اسلوب اعرج" وان الانتخابات وحدها غير كافية لاشاعتها والتعامل وفق مقاييسها. الديمقراطية تستدعي من بين قضايا اخرى ايضا وجود قضاء مستقل وان تكفل من دون حدود حرية التعبير والعقيدة. ان هجوم قوات الامن على رموز المعارضة في اليوم التالي للانتخابات الرئاسية بايران وزج العشرات منهم في المعتقلات لا يتنهك فقط واحد من اهم اعمدة الديمقراطية الذي يضمن للاقلية حرية النشاط ويحترم موقفها، انه يثير روائح مزعجة تذكر في تلك السنوات الصعبة التي اجتازتها العملية السياسية بايران حينما كافة اشكال المعارضة والجهر بالراي الاخر ممنوعة وتجري محاسبته دون الالتفاف للقوانين المرعية.
واشار المتابعون للحملة الانتخابات بايران الى ان السلطة التنفيذية تدخلت بصورة فضة في سيرها، حيث كانت توفر افضل الاجواء واكثرها مناسبة لحملة واحد من المرشحين وحتى سولت لنفسها شراء " ذمم" الناخبين حقا باسعار رخيصة بتوزيع مواد غذائية او مكرمات مالية لسد رمق الجائعين الذين لا توجد احصاءات رسمية دقيقة بعددهم.ونفس الادارات المحلية قامت بالتضييق على الحملات الانتخابية للمرشحين " غير المريحين" اؤلئك الذي وعدوا ايران بطريق اخر وخلقوا في نفوس الشباب وشرائح واسعة من المجتمع جذوة الامل وفتح النوافذ على العالم الاخر وهبوب رياح التغيير لتجديد الحياة التي تلوح لهم رمادية. وهؤلاء هم الذين خرجوا للشوارع محتجين على نتائج الانتخابات التي خيبت تطلعاتهم.
ان الرئيس الايراني في كل الاحوال لن يعبر عن ارادة الناخبين الذين صوتوا لهم وهو ايضا غير ملزم بادخال الوعود العسلية التي قدمها للناخبين الى حيز الوجود، لانه سيخضع وفق الدستور لمرجعية اخرى غير منتخبة هي التي تصنع القرارات دون الرجوع لمرجعية اخرى لانها مطلقة.
مع كل ذلك ان الانتخابات هذه المرة كانت خطوة نحو الامام مقارنة بسابقتها، واتسمت بجرأة المعارضة ومادام ان منطق التاريخ يرفض الجمود فلا بد ان تكون النتائج الاخرى للانتخابات بمثابة الضوء الذي سيكتسح الظلام.
ان نداعيات الانتخابات ايقظت القوى الطامحة للتغير واضفاء روح على الحياة بصورة حقيقية وليس الاكتفاء بالتكنلوجيات بما في ذلك النووية والصارخية وانما تخطيها الى العلاقات الاجتماعية الى حرية الفرد وخياراته ووصوله للخير والجمال ليس وفق اسلوب صمم له قبل ان يولد وانما ان يساهم بصنعه بخياره.
ان تداعيات الانتخابات اطلقت قوى الاحتجاج من " القنينة" وسيكون من الصعب ارجاعها، ولم يظل امام القيادة الايرانية الا ان تدرك الواقع وتباشر بالاصلاحات الحقيقية وارساء نظام حكم يحترم حقوق الناس وارادتهم ومساهمتهم بادارة بلادهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام