الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اداء نقابة الصحفيين العراقيين في الميزان

نجاح العلي

2009 / 6 / 22
الحركة العمالية والنقابية



لست هنا بصدد منافسة انتخابية لاني لا احبذ المناصب ولا اهتم بها ومازال من المبكر جدا الحديث عن انتخابات مجلس النقابة الجديد لكنني اريد تشخيص بعض الحالات التي تصب في مصلحة الصحفيين العراقيين من اجل تقويم عمل نقابتنا.
هناك حقائق وارقام بحاجة الى اجابات شافية من قبل الهيئة الادارية لنقابة الصحفيين العراقيين فليس من المعقول ان يطالب الصحفيون السياسيين والمسؤولين الحكوميين بالشفافية ولا يطلبونها من نقابتهم.
اولى هذه الحقائق التي اطلبها بصفتي عضوا عاملا في نقابة الصحفيين منذ عقد من الزمن هو نشر اسماء اعضاء نقابة الصحفيين العاملين والمتمرنين والمشاركين والمؤسسات التي يعملون بها سواء في جريدة الزوراء التابعة للنقابة ام في الموقع الالكتروني للنقابة.. انا شخصيا اعرف بعض الاعضاء هم سواق لرؤساء التحرير او من العاملين في مكتبه في السكرتارية وقد يكون الذنب هنا ذنب رئيس التحرير الذي يزود هؤلاء بتأييد الى النقابة بان هؤلاء محررين لكن هذا لايعفي النقابة من المسؤولية بل ان افراد العائلة الواحدة الاباء والابناء والاحفاد هم اعضاء في نقابة الصحفيين.
على حد علمي وانا قريب جدا من كواليس النقابة ان هناك صحيفة محلية متواضعة اعطت كتب تاييد لـ(1000) عامل في صحيفتها وحصلوا على عضوية النقابة دون ان تتساءل النقابة عن هذا العدد الكبير من المحررين في هذه الصحيفة وهل هي صحيفة الواشنطن بوست كي يوجد فيها هذا العدد الهائل من الصحفيين؟!!.. وبالتاكيد ان اغلب هؤلاء لايمتون بالعمل الاعلامي بصلة لكن تربطهم علاقات شخصية وقرابة وصداقة بالقائمين على المؤسسات الاعلامية بل ان بعض الصحف لديها عشرة سكرتري تحرير وهو امر يخالف الاعراف الصحفية المعتمدة في كل دول العالم؟!!
انا شخصيا التقيت امين سر النقابة الحالي واوضح لي ان هناك بعض الاشكالات في الفترة السابقة وان هناك اجراءات اكثر تشددا اتخذت للحيلولة دون اعطاء العضوية لكل من هب ودب.. لكني لم اسمع او ارى ان النقابة اصدرت قائمة سوداء باسماء الذين اعطوا صفة العضوية في وقت سابق في النقابة وهم لايستحقونها ليقفز عدد الاعضاء في 2003 من ستة الاف الى اكثر من 12 الف عضو حاليا. بالامكان تخيل هذا الرقم من عام 1959 تاريخ تاسيس النقابة بقيادة نقيبها الجواهري حتى 2003 ستة الاف عضو ومن 2003 الى 2009 ستة الاف عضو جديد اليست هذه مفرقة كبيرة؟!!
ومن الضروري وما زلنا في الحديث عن الشفافية بتوضيح الممتلكات والارصدة المالية والعينية التي تتلقاها النقابة والمناقصات والمزايدات التي تجريها من اجل منع الفساد المالي والاداري فضلا عن توضيح الدورات الصحفية والايفادات لاعضاء مجلس النقابة وبقية الاعضاء العاملين من اجل تحقيق العدالة حسب الاستحقاق والضوابط المعمول بها والتي تحددها النقابة.
انا شخصيا حضرت احدى هذه الدورات بالصدفة بدعوة ليس من النقابة بل من الامم المتحدة بصفتي خبيرا اعلاميا وقالوا لي ان المشاركين في الدورة مجموعة من الصحفيين العراقيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين وكانت المسؤولة عن القاء المحاضرات امريكية الجنسية وتكلمت معها بصفتي مراسلا اعمل في وكالة اجنبية وقلت لها بصراحة رغم تنقلي في العمل في العديد من وسائل الاعلام العمالة في العراق الا انني اوكد لك انه ولا واحد من هؤلاء معروف في الوسط الصحفي العراقي بل الحقيقة ان اغلبهم يعمل في المكاتب الاعلامية للوزارات او في سكرتاريكة مكتب الوزير؟؟!!
فبالتاكيد دخلت المجاملات والعلاقات الشخصية في تحديد المشاركين في هذه الدورات الذين يعطون انطباعا سيئا عن الاعلامي العراقي امام الاعلايين والخبراء الاجانب في الدورات الصحفية التي تجري داخل العراق وخارجه.
احب ان اوضح الى نقابتنا الموقرة جزءا من الاجراءات المعمول بها في هكذا دورات فاثناء مشاركتي في ثلاث دورات صحفية في الجامعة الامريكية ببيروت لديهم نظام صارم في اختيار المشاركين بان يرسل الماشارك ثلاث مقالات او تقارير او تحقيقات او دراسات اعلامية منشورة على ان لاتتجاوز الفترة بين مادة اعلامية واخرى الشهر مع ارسال السيرة الشخصية وفعلا ارسلتها لهم عبر البريد الالكتروني وجاءت الموافقة بالمشاركة دون محاباة او مجاملات وكنت المشارك الوحيد من العراق وطلبوا مني تقديم توضيح عن واقع الاعلام العراقي واعطيتهم صورة واضحة عن الاعلام العراقي وما يعانيه من تخبط وفوضى ادت الى تراجع الاداء الاعلامي العراقي وتوجه الاعلاميين العراقيين الكفوئين والمهنيين للعمل في مؤسسات اعلامية اجنبية احتضنتهم وقيمت عملهم بدلا من ان تستفيد من خبراتهم مؤسساتنا المحلية.
انا ارى في مجلس النقابة الحالي رغبة قوية في اجراء الاصلاح والتغيير لكن هناك الكثير من المجاملات والمحابات في منح العضوية فضلا عن التخبط في الاداء الوظيفي اذ ان النقابة مغلقة ابوابها في اكثر الايام فضلا عن سوء الوضع العام في النقابة من حيث البناية التي يرع عمرها الى ما يقارب الثمانين عاما وقلة الاهتمام بالنظافة والاثاث المتهرئ وهذه الامور بالامكان رؤيتها بالعين المجردة بزيارة قصية لمقر النقابة وليست ادعاءات او تخرصات.
اخيرا من الضروري مساهمة النقابة عبر لجانها القانونية والمهنية بوضع قانون للاعلام في العراق يحفظ حقوق الصحفي والمؤسسة الاعلامية التي يعمل بها كلاهما.. فضلا عن عزل الصحفيين المحترفين من كتاب ومحررين عن بقية المهن الصحفية كالمصممين والمخرجين والمصورين والمترجمين الذي يعد عملهم عاملا مساعدا ولا يدخل في صلب العمل الاعلامي. بوالامكان استحداث رابطة ذوي المهن الصحفية تابعة لنقابة الصحفيين.. كما من المهم جدا التركيز على عدم تعدد الانتماء فبعض الاعضاء في النقابة هم اعضاء في نقابات اخرى مثل نقابة المحامين او المعلمين او المهندسين او اعضاء في اتحاد الادباء وهذا لايجوز خاصة اذ ما تم العمل بصندوق التقاعد للاعضاء فهل يصح ان ياخذ الصحفي تقاعدين في ان واحد، وبالامكان الخروج من هذا الاشكال باعطائهم صفة عضو مشارك لتسهيل عملهم الصحفي على ان تبقى هذه الصفة ملازمة لهم دون الحصول على العضو العامل الا ان تخلى عن عضويته في النقابات الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نقابة الصحفيين
عباس عبد الرزاق الصباغ ( 2009 / 6 / 22 - 10:21 )
الاستاذ نجاح المحترم لاتختلف نقابة الصحفيين العراقيين التي اتشرف بالانتماء اليها عن اية مؤسسة في بلد المحاصصات والفساد الاداري والمالي والتخندقات والمسألة تحتاج الى الكثير من الوقت والصبر لغربلة الغث عن السمين ولتتخذ مؤسساتنا الوطنية مسارها الصحيح


2 - عيش وشوف
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 6 / 22 - 13:47 )
ما ذكره الكاتب الكريم غيض من فيض وسبق أن أشرت الى مثل هذه الأمور في مقال نشر بداية العام الحالي ولكن يبدو أن نقابة الصحفيين غير مهتمة بما ينشر ولا تعير الأراء المخالفة أنتباها وقد وجدت من خلال متابعتي وعملي أن هناك آلاف الصحفيين ممن ينمتعون بعضوية النقابة لا يمتلكون القابلية لكتابة خبر بسيط ولكن العلاقات الجانبية كانت وراء منحهم العضوية ومثال على ذلك قدمت طلبا العام الماضي أرفقت معه عشرات المقالات مع رابط بمقالاتي التي تجاوزت الألف مقال ولكن مسئول فرع النقابة اتلف الملف وطلب مني أرسال ملف جديد لأن ذلك الملف قد ضاع وانا اعرف الزميل الكريم رئيس فرع النقابة في بابل لم يكن في يوم ما صحفيا ناجحا ولا يصلح لتولي هذا المكان ولكن السقوط وما تلاه من أنتخابات فاز بها العضو المذكور لأن مجموع الحاضرين لا يزيد على عشرين شخصا ولا أدري هل تجري أنتخابات جديدة أو يكون تغيير في الواجهة لصحفيي بابل فان الشخص المذكور لا يصلح أن يكون بائع شاي في النقابة ولعل مجييء السيد مؤيد اللامي الأسبوع القادم سيكون له تأثيره في تغيير هذا الشخص الذي لا يرغب في أنتماء صحفي من جهة مختلفة معه خوفا على مكانه الذب أرتقاه في غفلة من الزمن

اخر الافلام

.. احتجاجات المزارعين في أوروبا: مزارعو النمسا يغضبون ويضعون نع


.. وقفة احتجاجية في باريس تطالب بوقف الحرب في غزة




.. أشرف صبحي: أتعامل بدقة مع أزمات اتحاد الكرة من 2019 كوزير وم


.. وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض تنديدا بمجزرة رفح




.. تحقيق لبي بي سي يكشف ارتباط صناعة العطور الفاخرة بعمالة الأط