الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وبعدين يا إخوان الإرهاب

حسين عبدالله نورالدين

2004 / 4 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


خبر مفجع ذاك الذي سمعناه من عمان حول عملية إرهابية خطيرة كان من شانها لو نفذها أصحابها بنجاح أن تقتل على الأقل ثمانين الفا من الاردنيين.

التساؤل الذي يوجع القلب والعقل : لماذا يا إرهابيين؟
والتساؤل الذي يوجع أكثر هو لماذا يقف البعض مع هؤلاء الإرهابيين دون توجيه أي إدانة لهم أو أي اعتراض على أسلوبهم.

وفي الوقت الذي يمعن فيه شارون وحكومته في التنكيل بالشعب الفلسطيني يأتي أبو مصعب الزرقاوي المتمسح بمسوح الدين ليرتكب جريمة لو قدر لها أن تنفذ لكانت حديث الشرق والغرب.

فهل سمعنا إدانة لهذه المحاولة الإرهابية من حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يضع نفسه وصيا على الإسلام؟
بطبيعة الحال لم يصدر الحزب أي بيان ادانة أو استنكار، وعندما تداعت احزاب المعارضة الاردنية لاصدار بيان لادانة استهداف الامن القومي، كانت المشاركة على استحياء، سواء من حزب جبهة العمل أو من بقية الاحزاب.
فقد ادان البيان الخجول "جميع الاعمال التي تهدد الامن في البلدان العربية في اعقاب التطورات الاخيرة التي شهدتها عدة مدن عربية" .
بيان لمجرد الادانة بصيغة تعميم غبي لم يجرؤ على وصف لك الاعمال بانها ارهابية أو اجرامية.
بل ان البيان لم يخف تشكيكه حيث ورد فيه العبارة التالية: "وبغض النظر عن مدى دقة المعلومات وطريقة التعامل معها فان احزاب المعارضة الوطنية تدين اي عمل يستهدف تهديد الامن الوطني أو القومي".
من الواضح ان في هذا البيان محاولة لتبرير تلك الاعمال الارهابية التي لم يصفها بيان المعارضة بانها ارهاب.
نسال بصوت عالي: لماذا يقصر البيان عن وصف تلك الاعمال بانها ارهاب؟
والواقع ليس هذا البيان وحده الذي لا يصف الارهاب بانه ارهاب. بل كل بيانات الاجزاب المعارضة وخصوصا الاحزاب الاسلامية تنأى بنفسهاعن وصف الارهاب بصفة الارهاب.
واذا تجاوزنا هذا الامر فلماذا يشكك البيان بما حدث؟
فعندما يقول حمزة منصور الناطق باسم حزب جبهة العمل الاسلامي "وبغض النظر عن دقة المعلومات....."
أي انه يشكل بالمعلومات حتى بعد ان ظهر الارهابيون على شاشة التلفزيون يعترفون بما كانت ايديهم ستقترف من جريمة بحق المجتمع والناس.
ان الاحزاب الاسلامية تدرك قبل غيرها انها احدى ادوات تفريخ الارهابيين. زحزب جبهة العمل الاسلامي في الاردن المنبثق عن الاخوان المسلمين يعرف قبل غيره انه يؤيد الارهاب ويجد له التبرير الشرعي من الكتاب والسنة ولا يخجل بالقول ان الارهاب امر اسلامي مشروع بدليل الاية التي تدعو المؤمنين لارهاب عدوهم وعدو الله (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ، الانفال – 60)

اسال الجميع ان يراجعوا كل بيانات الاسلاميين التي صدرت بعد العمليات الارهابية، فلن يجدوا أي ادانة للارهاب بل لن يجدوا أي وصف لتلك الاعمال بانها اعمال ارهابية بل كان جل الوصف انها اعمال عنف أو اجرام ثم يلحق بذلك تعليق بان تلك العملية انما كانت جراء الضغط الاميركي والعدوان الاسرائيلي وعدم حل مشكلة فلسطين وحديثا اضافوا لها عبارة احتلال العراق.

قبل بضعة أيام وفي برنامج على احدى المحطات الفضائية كان الشيخ عائض القرني ضيفا للحديث عما وقع في السعودية من اعمال ارهابية وتفجيرية، الا انه لم يصف تلك الاعمال بانها ارهاب.

المحامي المصري منتصر الزيات، الذي ينطبق عله وصف محامي الشيطان، لم يصف اعمال التفجير الانتحارية بانها ارهاب بل حاول تبرير تلك الاعمال ،

وكذلك الشيخ محمد عمارة وفي محطة فضائية اخرى دعا إلى حوار "مع هؤلاء الشباب" لان سبب المشكلة هو انقطاع الحوار.

اليس هذا الامر غريبا؟
اليس المطلوب ان نسمي الاشياء باسمائها؟
فلماذا يقصر الاسلاميون عن ذلك؟
لماذا يحاولون ايجاد التبرير للارهابيين؟
الم يحق الوقت الان لمراجعة عقلية واعية لنبذ الارهاب ?

الم يحن الوقت لنصبح انسانيين؟

حسين عبدالله نورالدين
كاتب صحفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الهجرة وقبول الآخر-.. -آ ميديا- سليمان البسام و حلا عمران ف


.. توترات جديدة وهجمات متبادلة بين حزب الله وإسرائيل وسط قلق دو




.. الحوثيون يستهدفون 3 سفن في البحر الأحمر والبحر العربي


.. انشقاق نواب عن الحلبوسي يحرمه صفة الأغلبية العددية السنية دا




.. أصوات من غزة | مستشفيات غزة تعاني نقصا حادا في وحدات الدم